متزوج وأحب فتاة أخرى

منذ 2 أشهر 68

متزوج وأحب فتاة أخرى


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/9/2024 ميلادي - 1/3/1446 هجري

الزيارات: 41


السؤال:

الملخص:

رجل متزوج علاقته مع زوجته ليست قوية لكثرة المشاكل، أحبَّ زميلة له في العمل، وكان على وشك اتخاذ قرار بالزواج منها، لكنَّ أطفاله وزوجته مثَّلوا عوائق أمام هذا القرار، فابتعد عنها، لكنَّ عِشْقَها لم يزل في قلبه، ولا يستطيع الخلاص منه، وقد جعل حياته حزينة كئيبة، ويسأل: ما الحل؟

التفاصيل:

أنا متزوج منذ أربع عشرة سنة، لديَّ طفلان، علاقتي بزوجتي ضعيفة وفاترة؛ لِما وقع بيننا من مشاكل، التقيت فتاة في العمل، اقتصرت علاقتنا على زمالة العمل في البداية، ثم كان الحب بيننا، ولما اعترفت لي بحبها، قابلتها بالاعتراف بالحبِّ أيضًا، وكانت علاقتنا في إطار الحدود الشرعية، لم تخرج عنها والحمد لله، وأخبرتها أنني لا أستطيع أن أخطو خطوة؛ لأنني متزوج، وهي أيضًا تفهَّمت الوضع، ثم إنها انتقلت لمكان آخر في العمل، وظللنا على تواصل معًا شهرين، ولما نُقلتُ إلى المكان نفسه، أخبرتني أنه لا بد أن نقطع التواصل؛ حتى ننفصل، كان الأمر صدمة قوية لي، وعرفت كم أنا أعشقها، ولا أستطيع الاستغناء عنها، لكن كنت أُنكر نفسي لأن أفكر في زوجتي وأطفالي، وطلبت إليها أن تمنحني شهرًا لأصِلَ إلى قرار في أمر زواجنا، وخلال هذه المدة كان جُلُّ حديثنا عن معطيات الزواج؛ لأعرف كيف أصل إلى القرار الصحيح، ولما وجدت من نفسي عدم استطاعة للزواج بها، لا من ناحية مادية؛ فأنا ميسور الحال، والحمد لله، ولكن من أجل أطفالي وزوجتي، لما وجدت ذلك، أخبرتها قراري، ولم نتكلم من بعدها؛ ما جعلني محزونًا كئيبًا، أعيش ولا أكل ولا نوم، ولا أستطيع اتخاذ قرار، ولا أدري ما هو القرار الصواب، أرجو حلًّا يُخرجني من هذه الحالة؛ لأنني تعبت جدًّا.

الجواب:

حياك الله يا أخي، وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يفرِّجَ همَّك، وأن يدُلَّك على الطريق الصحيح، وأن يوفقك لكل خير، وأشكرك على ثقتك بإخوانك في موقع الألوكة، وأسأل الله أن يعيننا على تقديم ما ينفعك ويدلك على الخير، ولي معك وقفات:

وأنا أقرأ رسالتك أعجبني حرصك على تماسك أسرتك، ومحبتك لأولادك وزوجتك، وعدم تغلب العاطفة على العقل.

وكذلك أعجبني رغم المشاكل مع زوجتك، لم تُلْقِ اللوم الكامل عليها، وتصفها بأنها سبب ابتعادك عنها.

أخي الكريم، الرجل بطبيعته يستطيع أن يجمع في قلبه حب أكثر من امرأة، لكن المرأة لا تستطيع أن تجمع في قلبها إلا رجلًا واحدًا، ولذا ستأكل الغَيرة قلب كل زوجة، مهما كانت، سواء الأولى أو الثانية، فهل أنت مستعد لغَيرة الأولى ومشاكلها، ثم غيرة الثانية ومشاكلها؟

الرجل بطبيعته إذا أشبع احترامًا وعاطفة، خفَّ تعلُّقه بامرأة أخرى، فيا أخي، هل جربت أن تعيد علاقتك وحبك بزوجتك الأولى؟ ابحث عن الأسباب التي أطفأت الحب والاحترام بينكما، وحاول علاجها.

هل تتوقع بزواجك الثاني ستعيش معها في عالم كله راحة وحب واحترام؟ تذكر أنها امرأة، فهي ستعود لطبيعتها من الغَيرة والتعلق، بل إنها ستحاول جاهدة إبعادك عن أولادك وزوجتك، إلا ما رحِم ربي.

متى يتزوج الرجل الثانية؟ في نظري: إن كانت لديه حاجة في الولد؛ لأن زوجته الأولى لا تنجب، أو أنه يريد أولاد أكثر وهي تمنعه، والثانية: حاجته للجنس والعاطفة، فتكون الزوجة الأولى تمنعه من ذلك ولا تشبعه، والثالثة: حاجته للاحترام، فتكون الأولى طويلة اللسان، سيئة الأخلاق، عنيدة وحسودًا وحقودًا، تدخله في مشاكل عدة مع أسرته والمجتمع.

انظر لحالك: هل تفتقد إحدى هذه الحاجات الثلاث، أو أنها نزوة وشهوة، قد تنتهي مع مرور الزمن، ثم تفتح لنفسك مشاكل لا أول لها ولا آخر؟

أنا لست ضد الزواج الثانية، لكني أعلم كرجل أن الرجل يبحث عن السعادة والهدوء، والطمأنينة والاحترام، وأعلم أنه يفتر بسرعة، ويشتهي بسرعة؛ لذا أنت أعلم بنفسك، هل أنت قادر على إدارة المنزلين بمشاكلهما وإعطاء الحقوق لهما، ثم إعطاء كل زوجة حقها، وإعطاء الأولاد من التربية وبناء الأخلاق للجميع؟

هل تتوقع يقينًا أن الزوجة الأولى، ستتعامل بهدوء وترضى بالواقع، ولن تذهب لبيت أهلها، وقد يصل الأمر للطلاق؟ وهل تتوقع من الثانية ألَّا تكون مثل الأولى في مشاكلها وضياع الحقوق؟

الأمر بيدك، إن كنت تعلم أنك لا تستطيع تحمل المشاكل، ابتعد عن الثانية وكل ما يقربك منها، وتذكر أنها نزوة شيطان، قد تنتهي بالزواج منها، ثم دخول معترك الحياة، واسأل عن تجارب المعدِّدين الذين يخافون الله، ويخافون من ضياع بيوتهم، كيف هي حالهم؟

إما إن كنت تستطيع الجمع بينهما، فلا تتعجل بالزواج حتى تهيئ الزوجة الأولى، مثال: تخبر أحد أفراد أسرتها حتى يساعدك في تهيئتها، تخبرها أنك محتاج لزوجة؛ لأنك محتاج للجنس في اليوم أكثر من مرة، أو أنك تحتاج إلى من يحترمك ويقدرك، ثم انظر إليها إن لم تتغير إلى الأفضل، ذكِّرها بقرارك، وهكذا حتى تتهيأ الأولى لهذا القرار، بل وتتهيأ أسرتك وأسرتها لهذا القرار.

تذكر دائمًا: ما الفرق بين الزوجة الثانية وبين الزوجة الأولى، بل بينها وبين زميلاتك الأخريات، لماذا هي دون غيرها؟ ماذا تملك من صفات ومواهب وأخلاق لا يملكها غيرها؟ هل لو رفضت هي لأي سبب ستكون المسألة طبيعية، ومن الممكن أن تبحث عن أخرى؟ هل من يحركك للزواج هي الحاجة الأساسية التي بداخلك، أو هو تعلق بسبب الشيطان، يزول مع زوال سكرته؟

أسأل الله أن يصلح بينك وبين زوجتك، وأن يهديك إلى الطريق المستقيم، وأن يدلك على الخير أينما كان، وصلى الله على سيدنا محمد.