اختتم أمس السبت نسخة هذا العام من معرض الرياض الدولي للكتاب 2024م، الذي جدد تجربته مع القراء بوصفه الأكثر مبيعاً على المستوى العربي.
وشهدت التظاهرة الثقافية الفكرية الأبرز على مستوى البلاد حضوراً غير مسبوق أعاد للكتاب الورقي هيبته ومكانته.
وأفسح المعرض على امتداده حضوراً لأصحاب القصص الفريدة، وإلى جوار تلك الكوكبة انفردت مترجمة لغة الإشارة نورة الزهراني بحضور لافت أحدث فارقاً.
نقلت نورة 50 ندوة متنوعة لجمهور المعرض من ذوي الصم بين الفلسفة والفكر والخيال والنقد والأدب والسياسة، في أكبر حشد ثقافي سنوي تقيمه البلاد.
محطة الكتاب
لعبت المترجمة دوراً محورياً في تعزيز التواصل بين الصم وغير الصم من خلال نقل ندوات المعرض المتنوعة، وفي هذا الصدد تقول نورة "حالفني الحظ في المزج بين العمل والفائدة بكثير من المتعة والشغف، وبخاصة أن جمهور المعرض من الصم يتطلعون إلى المشاركة والفائدة من جميع الأنشطة والفعاليات المقامة". وعدت وجود مترجمين للغة الإشارة ضمن أروقة المعرض ضرورة كما تقول، وإضافة إلى ذلك تقترح نورة "توفير مزيد من المترجمين لتخفيف وطأة الجهد البدني والعقلي الذي تتطلبه المهمة"، ونوهت إلى سلاسة أفكار المحاضر وضرورة ذلك في إيصال الصورة لذوي الصم بكل وضوح، بحسبها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لب القصة
انتقلت نورة وهي السابعة بين إخوتها في حديثها إلى دارها حيث لب القصة وعنوانها، وهي بذلك تختصر رحلة عقد من الزمن، فقد كان سماع القصص والحكايا من أطراف أصابع شقيقتها الصماء يلامس مشاعرها، وكثيراً ما أجادت نورة فن الاستماع منذ الصغر.
وتواصل حديثها "كانت أختي تسرد لي قصص الأنبياء وحكايات عالم الخيال على أطراف أصابعها، وكنت أنظر إلى يديها طوال سردها بمتعة كسرت عائق نطق الحرف وكأنني أمام فيلم مصور، ولا تزال الصورة حاضرة في مخيلتي".
الحياة العملية
سهلت تجربتها العائلية خطواتها العملية، وكان لخفة يديها في التعامل مع لغة الإشارة واطلاعها على مجتمع وثقافة الصم دور في انضمامها إلى برنامج تعليم الصم وضعاف السمع في جامعة الملك سعود بالرياض، وأردفت "بمضي فترة على انضمامي لهم اكتسبت مفردات هائلة جعلتني قاموساً في لغة الإشارة".
واكتسبت نورة من خلال عملها كمترجمة متعاونة في جامعة الملك سعود بالرياض كثيراً لتطوير مهارتها، إلى جانب تجارب أخرى خاضتها من خلال ترجمة المحاضرات والدروس الجامعية بتخصصات مختلفة وفي محافل كثيرة.
وتخوض نورة تجربة جديدة من خلال ترجمة لغة الإشارة لطالبات كلية التربية البدنية الصم، وأردفت "مجال رياضي وتجربة حديثة سواء من خلال ترجمة المحاضرات النظرية أو الحصص العملية وهي مهمة مفيدة وممتعة، وسعيدة لكوني أشهد الدفعة الأولى منهم".