حافظت مبادرات منصة "إثراء" السعودية على ابتكار أفكار نادرة لترويج القراءة بين العرب، فإنها في نسخة هذا العام أضافت فكرة جديدة، هي إقحام الأفكار البيئية العملية في المسابقة التي كانت في الأساس تستهدف "القراءة" في المنطقة العربية، التي يتردد أن حظوظها من الاطلاع أقل من معدلات عديد من الشعوب العالمية.
وأعلن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) أنه تمكن أخيراً بالتعاون مع مكتبتي الإسكندرية والمكتبة الوطنية للمملكة المغربية من تنظيم ماراثون نوعي للقراءة استمر ثلاثة أيام، وأنجز المشاركون فيها قراءة 326250 على أن يتم زراعة 2504 شجرات بالتعاون مع المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي لمكافحة التصحر في السعودية والجهات المعنية في الدول المشاركة، من منطلق دور المركز في دعم المعرفة وتعزيز الجوانب الثقافية ورفع مستوى القراءة على الصعيدين المحلي والدولي، لا سيما أن الماراثون يسعى إلى تحفيز المجتمع على القراءة في المكتبات العامة إيماناً بدورها في إثراء الحياة العلمية والثقافية والحضارية.
وكانت المنصات العربية الثلاث قالت إن مبادرتها وجدت إقبالاً، إذ نوهت رئيس قطاع المكتبات بمكتبة الإسكندرية دينا يوسف إلى أهمية الفعالية في إلهام المجتمع العربي وعمق أثرها في المشتركين، مشيرة إلى أن ماراثون "أقرأ" ببساطة فكرته وثقل مغزاها قد أتى بشكل يألفه المشترك، ليشجعه على القراءة في طابع غير تقليدي، مضيفة "قد وجدنا المبادرة أتت متناسبة مع دور مكتبة الإسكندرية الرائد إقليمياً بنشر المعرفة والثقافة والتشجيع على القراءة، حيث تضع العلم والاطلاع وجودة الفكر على قمة أولوياتها".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من جهته أوضح المستشار الثقافي بمركز "إثراء" طارق الخواجي أن الماراثون توسع عربياً عطفاً على التوسع العربي لمسابقة "أقرأ"، وهي التي تمثل حجر الزاوية لبرنامج إثراء القراءة، وذلك منذ الدورة الثانية، إذ كان الماراثون السابق موزعاً على مكتبات المملكة في الرياض وتبوك، موضحاً أن الفعالية أصبحت على نطاق عربي "لذا تم اختيار مكتبتي الإسكندرية والوطنية للمملكة المغربية لتكونا ضمن هذا التوسع الذي يطمح إليه برنامج إثراء القراءة وهو أن يكون عربياً بامتياز، وأن التوسع العربي للماراثون يأتي من اعتقادنا الراسخ بأن موضوع القراءة هو رابط مشترك بين الدول العربية".
وعلى الصعيد ذاته، أوضحت مديرة المكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالنيابة لطيفة مفتقر، أن ماراثون "أقرأ" المشروع القرائي المفتوح الذي أطلقه مركز "إثراء" بالمملكة العربية السعودية، ليمتد هذه السنة إلى العالم العربي من خلال المغرب ومصر، تجربة رائدة تستحق أن تكون المكتبة الوطنية للمملكة المغربية شريكاً ومساهماً في إنجاحها، لتحفيز على حث المجتمع على القراءة. مضيفة "نحن سعداء باستضافة فعاليات ماراثون (أقرأ)، إلى جانب مكتبة الإسكندرية ومكتبة (إثراء)، كشركاء فعليين، لاقتسام التجربة في أفق تطويرها وتعميمها، وهي مناسبة سعيدة تندرج ضمن اهتمام المغرب عبر سياسته الثقافية التي تتلخص في دعم الكتاب الموجه إلى مختلف فئات المجتمع".
ويعد "إثراء" إحدى المنظمات غير الربحية في السعودية، ويقدم برامج ثقافية وترفيهية متنوعة طوال العام، تستهدف الجمهور المحلي والعالمي، حسب طبيعة النشاط.