بقلم: يورونيوز • آخر تحديث: 11/11/2022 - 18:56
قوات روسية في خيرسون - حقوق النشر AP Photo
ترك الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مهمة إعلام الشعب الروسي بالانسحاب من مدينة خيرسون الجنوبية لقادته العسكريين، تماماً كما حصل بعد الانسحاب العسكري من منطقة خاركيف، في شمال شرق أوكرانيا.
قراءة في المستجدات
- هناك خبراء غربيون يعتقدون أن بوتين لا يحب إبلاغ الروس شخصياً بالأخبار السيئة، وأنه وكلّف وزير دفاعه سيرغي شويغو وقائد العمليات العسكرية في أوكرانيا، الجنرال سيرغي سوروفيكين، بهذه المهمة "كي لا يرتبط اسمه بالأنباء السيئة والفشل". هذا ما يقوله مسؤول دفاعي كبير وسابق تحدث إلى صحيفة الغارديان البريطانية.
- للتذكير فقط، كانت مدينة خيرسون العاصمة الوحيدة لمنطقة تمكنت قوات الجيش الروسي من السيطرة عليها في بداية الحرب في أواخر شباط/فبراير. ولم تحصل معركة فعلية في خيرسون خلال احتلالها. في تلك الفترة، أشيعت أنباء عن تعامل قسم من المسؤولين الأوكرانيين العسكريين والمدنيين في المنطقة مع موسكو وتمرير خرائط الألغام إلى الجيش الروسي، ما أدى إلى سقوط المنطقة سريعاً.
- يقول خبراء غربيون آخرون إن قرار الرئيس الروسي بوتين بسحب القوات من مدينة خيرسون يظهر أنه "لا يزال مستعداً لتقديم تنازلات تكتيكية" عندما يجد نفسه في موقف صعب. ويضيف هؤلاء إن من الخطأ الاعتقاد أن بوتين "لا يتراجع عن قرارات اتخذها سابقاً" وأن هذا الأمر يظهر أنه قادر على أن يكون "براغماتياً".
- القرار الروسي "كان مرّاً على بوتين" بحسب ما تذكره الغارديان ولكنه "اتخذه رغم العاطفة" ورغم أنه "ضمّ المنطقة منذ وقت قصير إلى روسيا". ولكن بوتين، بحسب تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، لم يكن قادراً على تجاهل طلبات سوروفيكين المستمرة بالانسحاب من خيرسون بسبب الصعوبات العسكرية، خصوصاً اللوجستية التي واجهها الروس هناك.
استراتيجية جديدة؟
- تنقل مجلة التايم عن مسؤول عسكري غربي كبير قوله إن الانسحاب من خيرسون يظهر "تغييراً في تفكير" سيّد الكرملين. يضيف المسؤول إن بوتين يسعى إلى "تجميد النزاع" لكسب الوقت بهدف إعادة بناء جيشه وتدريب جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم مؤخراً.
- "بوتين ليس مستعجلاً، لأنه يرى نفسه في معركة طويلة الأمد مع الغرب. سيّد الكرملين انتهازي بطبيعته وتتمثل استراتيجيته الآن في رؤية كيف سير الأمور بحلول نهاية الشتاء، قبل أن يعيد تقييم الاستراتيجية بطريقة شاملة" بحسب المسؤول الغربي.
- في امتداد لمسألة الوقت وعدم استجال بوتين، إن جغرافية للمنطقة ستسمح للجيش الروسي ببناء تحصينات أخرى. وستكون مهمة عبور نهر دنيبر صعبة جداً على الجيش الأوكراني المهاجم.
ترحيب بعض "الصقور"
- في بداية أيلول/سبتمبر، تعرض الجيش الروسي [ووزارة الدفاع خصوصاً] لانتقادات شديدة بعد الانسحاب الفوضوي من منطقة خاركيف. أمس الخميس، علّق أكثر المتشددين بطريقة إيجابية على الانسحاب من خيرسون. بين هؤلاء "الصقور" هناك رئيس الشيشان رمضان قديروف، ومؤسس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين.
- غير أنّ إعلان الانسحاب الأربعاء لم يرضِ الجميع. "خيرسون استسلمت"، هذا ما كتبه ألكسندر دوغين، القومي اليميني المتشدد، الذي قتلت ابنته في انفجار سيارة مفخخة في وقت سابق من هذا العام.