عاد الحديث عن "مخدر الزومبي" إلى الواجهة مجددا في الولايات المتحدة الأمريكية بعد خروج تقارير رسمية في البلاد تشير إلى رصد حالات وفاة لمدمني هذا المخدر المميت وانتشار مشاهد مصورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تظهر شبابا في الشوارع الأمريكية يتمايلون ويتحركون بشكل غريب كما لو أنهم "زومبي"، أو "الموتى الأحياء" الذين اعتدنا على رؤيتهم في الأفلام ومن خلف الشاشات فقط ولم نتوقع يوما أن نلقاهم في الواقع وهم يتجولون بيننا.
ماذا نعرف عن مخدر الزومبي؟
مخدر الزومبي والذي يعرف أيضا باسم ترانك "tranq" أو مخدر ترانك "Tranq dope" هو مزيج بين مادة الزيلازين وهي دواء بيطري يشبه الكوكايين ويعطى للحيوانات الضخمة بغرض تهدئتها وتسكين الألم لديها مثل الأحصنة والأبقار والثدييات الحيوانية الأخرى، إلى جانب مادة الفنتانيل وهي من أخطر أنواع المخدرات.
ولهذه المادة غير المعتمدة للاستخدام البشري، تأثيرات مهدئة شديدة مثل مادة أفيونية المفعول، وتسبب النعاس والنسيان وبطء التنفس وانخفاض معدل ضربات القلب وانخفاض ضغط الدم.
وبحسب الخبراء، يسمح مزيج الزلازين (Xylazine) مع الفانتنيل بإطالة تأثير الشعور بالنشوة، ويمكن تعاطيه عن طريق الحقن أو التدخين أو استنشاقها عبر الأنف (الشم).
ويصبح هذا المزيج قاتلا، ويحول المدمنين عليه إلى ما يشبه الموتى الأحياء "الزومبي". ويسبب الإفراط بتعاطيه في ظهور تقرحات جلدية متعفنة بالقرب من موضع الحقن، مما قد يؤدي في النهاية إلى بتر الأطراف إذا لم تعالج.
قبل 20 عاما.. في بورتوريكو
وقبل حوالي شهرين، نشرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية تقريرا مثيرا للقلق عن هذا العقار وحذرت من انتشاره بسرعة قياسية في مختلف أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية.
إلا أن هذا التحذير لم يحد من ارتفاع أعداد المدمنين على هذا المخدر ولا سيما في سان فرانسيسكو ونيويورك وفيلادلفيا ولوس أنجلوس.
وانتشر مقال قبل يومين في صحيفة "الغارديان" الأمريكية تحت عنوان: "الفنتانيل - أكثر المخدرات فتكًا في البلاد يزداد خطورة".
وأشارت "الغارديان" إلى أن فيلادلفيا تعتبر اليوم بؤرة تفشي هذا الوباء القاتل. وتحول حي كنسينجتون في المدينة الواقعة في ولاية بنسلفانيا الأمريكية إلى مكان مرعب بسبب تفشي المخدرات فيه.
وفي الأسبوع الماضي، أصدرت إدارة مكافحة المخدرات تحذيرًا للسلامة العامة، مشيرة إلى ارتفاع حاد فى الأدوية المغشوشة التى تحتوى على الفنتانيل والميثامفيتامين التى تباع فى جميع أنحاء البلاد وبشكل خاص في السوق السوداء. وقالت إنها ضبطت مزيج الزيلازين والفنتانيل في 48 من أصل 50 ولاية، وحثّت السكان على توخي الحذر.
وتعهدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) بتضييق الخناق على مصادر استيراد هذا الدواء.
وركز عدد من الأطباء والمدافعين عن حقوق الإنسان على غياب الوعي والمعرفة حول المخاطر الناجمة عن هذا المزيج وكيفية التخلص من هذه الآفة ومعالجتها.
ونقلت صحف أمريكية عن مقتل 4 أشخاص في ولاية تكساس بسبب هذا العقار.
وتم اكتشاف هذه المادة (الزلازين) للمرة الأولى المادة ممزوجة بالهيروين في بورتوريكو منذ نحو 20 عاما، قبل أن تشق طريقها وتصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
قلق واسع
وتداول مستخدمو المنصات الرقمية في الأيام الأخيرة الماضية مشاهد قديمة وحديثة لمدمني هذا المخدر وهم يتجولون في الشوارع الأمريكية، وأثارت هذه المشاهد قلقا واسعا مع تمنيات كثر ألا تصل هذه الظاهرة إلى بلدانهم.
وكتب محمد الفيصل: "الزومبي يغزو شوارع أمريكا: مخدر خطير في أمريكا يخلط فيه المدمنون الزيلازين مع الفنتانيل فيصبح هذا المزيج مميتاً ويتحول فيها المدمن إلى ما يشبه الزومبي ويسبب تعفن الجلد ويجعلهم يتحركون بلا هدف ويتمايلون في مشيتهم ولا يستجيبون للمحيط حولهم ".
وبأسلوب ساخر، قال جاسم المازمي تعليقا على ما يحدث في الولايات المتحدة : "كنا انشوفها في أفلامهم الهولودية واليوم هي واقع في شوارعهم من أثر تعاطي مخدر الزومبي.. خليط من السموم توصل لها الحالة .. اللهم إبعد عنا مما إبتليتهم فيه".
وأفادت إدارة مكافحة المخدرات بأن معظم الفنتانيل في السوق الأمريكية مصنوع في المكسيك بمواد كيميائية من "الصين".
ويوزع قسم من الفنتانيل على شكل أدوية طبية مزيفة مثل Percocet و OxyContin و Xanax، وفقاً للمصدر نفسه.