ماذا نعرف عن الغواصة "تيتان" المفقودة بعد انطلاقها لاستكشاف التيتانيك؟

منذ 1 سنة 145

بعكس الغواصات، وهي عسكرية غالباً، وتعتبر مركبات مستقلة قادرة على إدارة نفسها ذاتياً وتجديد الهواء بنفسها، غالباً ما تدير الغواصات الصغيرة من هذا النوع سفينة مرافقة لها على سطح الماء ولديها هامش مناورة محدود ولا يمكنها البقاء طويلاً تحت الماء.

تواصل فرق الإنقاذ الأمريكية والكندية لليوم الثالث على التوالي عملية البحث عن الغواصة "تيتان" التي فُقد الاتصال بها الأحد الفائت بعدما انطلقت في رحلت استكشافية إلى أعماق المحيط بهدف زيارة حطام التيتانيك، وعلى متنها خمسة أشخاص. 

وفي آخر المستجدات قال خفر السواحل الأمريكي إن جهود الإنقاذ لم تثمر حتى الآن وكمية الأكسجين المتوفرة على متن "تيتان" تكفي لأربعين ساعة أخرى فقط. 

وتشغل الغواصة شركة "أوشن غيت إكسبديشنز" وهي شركة خاصة أمريكية، تستخدم ثلاثة أنواع من الغواصات الصغيرة. 

وبعكس الغواصات، وهي عسكرية غالباً، وتعتبر مركبات مستقلة قادرة على إدارة نفسها ذاتياً وتجديد الهواء بنفسها، غالباً ما تدير الغواصات الصغيرة من هذا النوع سفينة مرافقة لها على سطح الماء ولديها هامش مناورة محدود ولا يمكنها البقاء طويلاً تحت الماء.

ويمكن تسيير هذا النوع من الغواصات عن بعد ويمكن أن يديرها طاقم على متنها، ولكنه بجميع الأحوال يرتبط ارتباطاً وثيقاً بطاقم آخر على السطح. 

وكانت الغواصات الصغيرة تستخدم في السابق لإجراء الأبحاث العلمية، ومؤخراً بدأ استخدامها يتوسع إلى القطاع السياحي. 

ما الذي حصل الأحد؟

فقد الاتصال بـ"تيتان" التي يبلغ طولها نحو 6.5 أمتار بعد أقل من ساعتين من بدء رحلتها نزولاً لزيارة حطام سفينة تيتانيك التي غرقت عام 1912 وتقبع الآن على عمق نحو ثلاث كيلومترات في الجزء الشمالي من المحيط الأطلسي. 

وكانت الغواصة تحمل ثلاثة أشخاص دفعوا أموالاً لقاء الرحلة الاستكشافية وهم الملياردير البريطاني هاميش هاردينغ ورجل الأعمال الباكستاني شاه زاده داوود وابنه سليمان. 

بحسب موقع الشركة، تبلغ تكلفة البطاقة الواحدة لرحلة استكشاف التيتانيك نحو 250 ألف دولار أمريكي. 

معلومات عن تيتان

يشير موقع "أوشن غيت إكسبديشنز" إلى أن "تيتان" الذي صمّم بدنها من ألياف الكربون والتيتانيوم قادرة على حمل خمسة أشخاص [قائد الغواصة إضافة إلى طاقم مؤلف من أربعة أشخاص]. 

ويضيف الموقع أنها قادرة على الغوص إلى عمق 4000 متر، وقد تستخدم للاستطلاع وجمع البيانات وحتى للتصوير أو اختبار التكنولوجيا في الأعماق. 

ويوضح الموقع أنها أخفّ من أي غواصة مشابهة [10.432 كيلوغراماً]، وأنها قادرة على نقل حمولة تبلغ 685 كيلوغراماً. 

أما عن سرعتها، فيقول الموقع إنها تبحر بسرعة ثلاث عقدات، أي نحو 5.5 كيلومترات في الساعة.  

الغواصة مزوّدة بأنظمة لمراقبة الضغط والبدن بطريقة مباشرة، ما يجعلها آمنة إلى حدود بعيدة. وتقول الشركة أن هذه التكنولوجيا تنذر الربّان باكراً في حال حصول طارئ يتعلق بالضغط أو ببدن الآلية كي يتمكن من الصعود إلى السطح بأسرع وقت. 

ويمكن أن تبقى الغواصة تحت الماء لمدة 96 ساعة وأكثر إذا كان فيها أقل من خمسة أشخاص. 

تجارب "مربكة" سابقة

العام الماضي، قال مايك ريس، وهو كاتب تلفزيوني أمريكي شهير، زار حطام تيتانيك في نفس الغواصة، إن تجربته كانت "مربكة". 

وقال ريس لهيئة الإذاعة البريطانية [بي بي سي]: "تجربة التواجد في المحيط كانت مربكة. الضغط عند هذا العمق كما تم قياسه في الغلاف الجوي يبلغ 400 ضعف الضغط عند مستوى سطح البحر".

ثم أضاف "توقفت البوصلة عن العمل على الفور وكانت تدور فقط، ولذا اضطررنا إلى الإبحار بشكل أعمى في قاع المحيط". 

أفضل السيناريوهات وأسوأها

يقول ستيفان ويليامز الخبير في الغواصات من جامعة سيدني إن "الضغط على أعماق مشابهة لا يرحم أبداً". غير أن ويليامز لا يبدو فاقداً للأمل بشكل كامل. 

فهو يقول إنه في أفضل السيناريوهات، قد تكون "تيتان" قد انقطعت عن الاتصال بالسطح بسبب خلل في جهاز الاتصالات أو في الطاقة. ومن الممكن أن يعيدها نظام الأمان إلى سطح البحر ولن يكون عليها عندئذ إلا انتظار أن يعثر طواقم الإنقاذ عليها. 

أما عن السيناريو الأقل سوءاً فيقول ويليامز إن "تيتان" قد تكون مستقرة في قاع المحيط ولكنها لا تزال سالمة. وهذا يعني أنه يجب إطلاق عملية إنقاذ معقدة جداً من أجل سحبها إلى السطح. 

ويمكن استخدام غواصات مسيّرة عن بعد لإتمام هذا النوع من العمليات. 

وفي تقديره للسيناريو الأسوأ، يقول الخبير إن عطلاً طارئاً، كاندلاع حريق على سبيل المثال، قد يكون أدى إلى تعرّض هيكل الضغط لأضرار، وهذا يرجح أن "الأمر انتهى".