ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم بالمسيرتين على الكرملين؟

منذ 1 سنة 113

قال محللون غربيون إن رد موسكو في أعقاب الضربة كان منسقًا للغاية، وتساءلوا عن سبب عدم ظهور تقارير عن الهجوم في موسكو قبل إعلان الكرملين الرسمي الذي جاء بعد 12 ساعة على الحادثة.

أثارت الفيديوهات التي نشرتها وزارة الدفاع الروسية عن استهداف مبنى الكرملين بطائرتين مسيّرتين، موجة من الاتهامات المتبادلة بين موسكو وكييف وواشنطن.

وإذ اتهمت روسيا أوكرانيا بمحاولة اغتيال الرئيس فلاديمير بوتين، نفت الأخيرة ذلك، وقال رئيسها فولوديمير زيلينسكي: "نحن لم نهاجم بوتين أو موسكو، بل نقاتل على أراضينا فقط".

من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم الأربعاء إنه لا يستطيع إثبات صحة اتهام روسيا بأن أوكرانيا حاولت اغتيال بوتين، مشيرًا إلى "أننا ننظر بعين الريبة لأي شيء يصدر من الكرملين".

هل ضربت أوكرانيا الكرملين؟

تعرضت روسيا أكثر من مرة لهجمات بطائرات مسيّرة، ووجهت أصابع الاتهام إلى أوكرانيا. وكان آخر هجوم من هذا النوع قد حصل اليوم الخميس، حيث أفادت وكالة أنباء "تاس" الروسية الرسمية الخميس أنّ هجوماً بطائرة مسيّرة تسبّب في نشوب حريق في مصفاة لتكرير النفط في جنوب روسيا [في منطقة كراسنودار]. 

ونقلت الوكالة عن مسؤول في أجهزة الطوارئ أنّ الحريق الذي تمكّنت فرق الإطفاء من إخماده لاحقاً اندلع في خزّان للنفط بمصفاة إلسكي بمنطقة كراسنودار من جرّاء هجوم شنّته "طائرة مسيّرة مجهولة".

كما شنت أوكرانيا ضربات بطائرات من دون طيار داخل روسيا وشبه جزيرة القرم، على الرغم من أنها عادة لا تعلن مسؤوليتها عنها.

وتعقيبًا على هذه التطورات، اعتبر المتخصص والمحلل الأمني في روسيا مارك غاليوتي: "إذا افترضنا أنه الهجوم أوكراني، فاعتبره هجومًا عمليًا وإثباتًا للقدرة وإعلانًا عن النوايا بأن موسكو ليست آمنة ".

وحذّر غاليوتي من أن "وصف الضربات على أنها محاولة لاغتيال بوتين يهدف إلى التخطيط لشيء معين".

وقال المتحدث باسم فلاديمير بوتين، دميتري بيسكوف، إن الرئيس لم يكن في الكرملين وقت الهجوم. من هنا، أوضح غاليوتي أنه "من المعروف أنه نادرًا ما يذهب بوتين إلى الكرملين، ناهيك عن البقاء هناك طوال الليل. فلماذا عن الحديث عن اغتيال بوتين؟".

من جهته، اعتبر النائب السابق لمساعد وزير الدفاع وضابط وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ميك مولروي أن "أوكرانيا تتابع تحركات بوتين عن كثب، لذا فمن المحتمل أنهم كانوا يعلمون أنه لم يكن في الكرملين في ذلك الوقت".

هل استهدفت روسيا نفسها؟

اتهم عدد من الخبراء روسيا بالتخطيط وتنفيذ العملية، والهدف التصعيد مع أوكرانيا وإلقاء اللوم عليها لما سيحصل في المستقبل. وتأتي الضربة تزامنًا مع نقطة تحول محتملة في الحرب، حيث تستعد أوكرانيا لشن هجوم مضاد طال انتظاره.

وعندما سُئل لماذا تتهم روسيا أوكرانيا بمحاولة اغتيال بوتين، قال زيلينسكي: "الأمر بسيط للغاية. لم يعد بوتين قادرًا على تحفيز مجتمعه، ولم يعد بإمكانه إرسال قواته إلى الموت بعد الآن. إنه يحتاج إلى تحفيز شعبه بطريقة ما للمضي قدمًا ".

بدوره، أشار مولروي إلى أنه "قد تكون روسيا افتعلت هذا السيناريو بهدف استهداف زيلينسكي شخصيًا".

وقال محللون غربيون إن رد موسكو في أعقاب الضربة كان منسقًا للغاية، وتساءلوا عن سبب عدم ظهور تقارير عن انفجارات في موسكو قبل إعلان الكرملين الرسمي، بعد 12 ساعة من وقوع الانفجار.

ونشر معهد "دراسة الحرب" الأمريكي تقريرًا اتهم فيه بوضوح موسكو بالوقوف خلف ما حصل، "للتأكيد على التهديد الوجودي لمواطني روسيا والاستعداد لتعبئة أوسع".

وقال التقرير: "من المستبعد جداً أن تكون طائرتان من دون طيار قد اخترقتا مستويات متعددة من الدفاع الجوي وانفجرتا أو أسقطتا فوق الكرملين بطريقة مصوّرة بشكل متقن وبجودة عالية".

إلى أين تتجه الأمور؟

رأى مستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولاك أن كييف لا تفكّر في الهجوم على موسكو، إلا أن هذه الخطوة قد تكون مبررًا لشيء يُحضر في روسيا، كاستهداف مواقع مدنية أو رسمية.

ويأتي هذا التصور بشكل واضح في تصريحات الرئيس الروسي السابق ديميتري ميدفيديف الذي اعتبر أن "الوقت قد حان للقضاء جسديًا على زيلينسكي وزمرته"، بينما دعا رئيس البرلمان فياتشيسلاف فولودين إلى استخدام "أسلحة قادرة على وقف وتدمير نظام كييف الإرهابي".

كما دعا المدوّنون القوميون المؤثرون موسكو إلى تصعيد الحرب، بينما انتقدوا الكرملين لسماحه لأوكرانيا بتجاوز "الخطوط الحمراء" الروسية المتعددة دون انتقام مناسب.

ويستخلص تقرير بالمهد الأمريكي بالقول: "يمكن أن تدعم هذه الرسائل من المدونين الموالين للكرملين التقييم القائل بأن الغرض من هذا الهجوم المزيف هو تبرير إجراءات التعبئة المتزايدة".