ماذا ستخسر مصر في حال تعليق معاهدة السلام مع إسرائيل؟

منذ 9 أشهر 67

أفادت تقاريرصحفية بأن مصر قد تعلق معاهدة السلام مع إسرائيل إذا غزت القوات الإسرائيلية رفح، لكن ماذا يمكن أن يحدث إذا تم إبطالها.

قبل أكثر من أربعين عاماً، استضاف الرئيس جيمي كارتر كلاً من الرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن في منتجع كامب ديفيد الرئاسي، في ريف ولاية مريلاند الأمريكية. 

كان ذلك في 17 أيلول/سبتمبر 1978، واستمر هذا السلام على الرغم من الانتفاضتين الفلسطينيتين (1987 و 2000) وسلسلة من الحروب بين إسرائيل وحماس.

لكن الآن، وبعد أن تهديدات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإرسال قوات إسرائيلية إلى مدينة رفح في غزة على الحدود مع مصر، تهدد الحكومة المصرية بإبطال المعاهدة.

وقد شن الجيش الإسرائيلي بالفعل هجوماً على رفح، ونفذ عملية وصفها بـ"المعقدة" أوقع عشرات القتلى.

وفيما يلي نظرة على تاريخ المعاهدة وما يمكن أن يحدث إذا تم إبطالها.

كيف نشأت المعاهدة؟

كان ذلك في عام 1977، وكان بيغن، رئيس وزراء إسرائيل الجديد، يعارض التنازل عن أي من الأراضي التي احتلتها إسرائيل قبل عقد من الزمان في حرب الشرق الأوسط عام 1967. وشملت تلك الأراضي شبه جزيرة سيناء.

وخاضت مصر وإسرائيل أربع حروب كبرى، كان آخرها في عام 1973. لذا فقد صُدم العالم عندما انفصل السادات في مصر عن غيره من الزعماء العرب وقرر التعامل مع الإسرائيليين.

وتوجت المحادثات باتفاقيات كامب ديفيد في أيلول/سبتمبر 1978 ومعاهدة السلام في العام التالي.

وبموجب معاهدة السلام، وافقت إسرائيل على الانسحاب من سيناء، التي ستتركها مصر منزوعة السلاح. وتم السماح للسفن الإسرائيلية بالمرور عبر قناة السويس، وهي طريق تجاري رئيسي. وأقامت الدولتان علاقات دبلوماسية كاملة في أول اتفاقية سلام تبرمها إسرائيل مع دولة عربية.

ما هو موقف مصر الحالي؟

وقال مسؤولان مصريان ودبلوماسي غربي لوكالة أسوشيتد برس الأحد إن مصر قد تعلق معاهدة السلام إذا غزت القوات الإسرائيلية رفح.

ويقول نتنياهو "إن رفح هي المعقل الأخير المتبقي لحماس" بعد أكثر من أربعة أشهر من الحرب وإن "إرسال قوات برية ضروري لهزيمة الحركة."

لكن مصر تعارض أي خطوة من شأنها أن تدفع الفلسطينيين اليائسين إلى الفرار عبر الحدود إلى أراضيها. ويُعد معبر رفح أيضاً نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات الإنسانية إلى المنطقة المحاصرة، وقد يؤدي أي هجوم إسرائيلي إلى عدم توصيل الإمدادات الرئيسية.

وتضخم عدد سكان رفح من 280 ألف نسمة إلى ما يقدر بنحو 1.4 مليون نسمة مع فرار الفلسطينيين من القتال في أماكن أخرى في غزة. ويعيش مئات الآلاف من هؤلاء الذين تم إجلاؤهم في مخيمات مترامية الأطراف.

وأمر نتنياهو الجيش بإعداد خطة لإجلاء جميع المدنيين الفلسطينيين قبل بدء الهجوم. لكن من غير الواضح إلى أين سيذهبون.

وقال نتنياهو يوم الأحد إنهم سيكونون قادرين على العودة إلى الأماكن المفتوحة في أقصى الشمال. لكن تلك المناطق تعرضت لأضرار بالغة بسبب الهجوم الإسرائيلي.

ماذا يحدث إذا تم إبطال المعاهدة؟

وتحد المعاهدة بشكل كبير من عدد القوات على جانبي الحدود. وقد سمح هذا لإسرائيل بتركيز جيشها على تهديدات أخرى.

وإلى جانب الحرب في غزة، تخوض إسرائيل مناوشات شبه يومية مع جماعة حزب الله المسلحة في لبنان بينما تنتشر قواتها الأمنية بكثافة في الضفة الغربية المحتلة.

إذا ألغت مصر الاتفاق، فقد يعني ذلك أن إسرائيل لم تعد قادرة على الاعتماد على حدودها الجنوبية كواحة للهدوء. ولا شك أن تعزيز القوات على طول حدودها مع مصر سيشكل تحدياً للجيش الإسرائيلي المنتشر بالفعل.

لكن ذلك سيكون له تداعيات خطيرة على مصر أيضاً، حيث تلقت مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية الأمريكية من الولايات المتحدة منذ اتفاق السلام.

وإذا تم إبطال الاتفاق، فقد يعرض ذلك التمويل للخطر. ومن شأن التعزيز العسكري الضخم أن يجهد الاقتصاد المصري المتعثر.
وتحصل مصر بصورة سنوية على مساعدات عسكرية تقدر ب 1.3 مليار دولار أمريكي.

وقال ألكسندر إن أي خطوة يمكن أن تجر مصر إلى الأعمال العدائية "ستكون كارثية على المنطقة بأكملها".