صواريخ تضرب إسرائيل، وغارات على جنوب لبنان، وتقييد لسفر الأمريكيين في شمال إسرائيل، ودعم صيني للبنان في تحقيق سيادته واستباب أمنه، وسط دعوات للتهدئة وضبط النفس، وعدم السير قدما في حرب طاحنة ليست في مصلحة أي طرف.
ففي يوم الثلاثاء 17 سبتمبر/أيلول 2024 انفجرت آلاف أجهزة النداء (البيجر)، وفي اليوم الموالي انفجرت أجهزة الاتصال اللاسلكي (walkie-talkie) التي يستخدمها حزب الله، وذلك في هجمات متزامنة ومنسقة، هزت أرجاء لبنان وراح ضحيتها مدنيون بينهم نساء وأطفال، في عمليات إلكترونية تشير أصابع الاتهام فيها إلى إسرائيل.
ولم يلبث الأمين العام لحزب الله أن تعهد بالرد، فانطلقت يوم الجمعة موجة من الصواريخ على شمال إسرائيل. وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، قُتل إبراهيم عقيل قائد أبرز وحدات النخبة في حزب الله، في غارة على بيروت أسفرت عن راح ضحيتها عشرات الأشخاص الآخرين.
ثم تكثفت الهجمات عبر الحدود في وقت مبكر من يوم الأحد، فأمطر حزب الله عمق الشمال الإسرائيلي بأكثر من 100 صاروخ سقط بعضها بالقرب من مدينة حيفا. لتشن إسرائيل مئات الغارات على لبنان.
وشهد يوم الاثنين 23 سبتمبر/ أيلول 2024، أعنف حصيلة دموية منذ حرب تموز 2006، حيث أعلنت وزارة الصحة اللبنانية في بيان لها عن مقتل 492 شخصا وإصابة 1645 آخرين، بينهم نساء وأطفال ومسعفون، جراء الغارات الإسرائيلية على الشرق والجنوب اللبناني، فضلا عن نزوح عشرات الآلاف، بعد أن حذرت إسرائيل السكان في الجنوب والشرق من مغبة آثار حملتها الجوية التي تقول إنها تستهدف مواقع حزب الله.
وفي حصيلة لهجمات يوم الاثنين الدامي، قال الجيش الإسرائيلي إنه هاجم 1300 هدف تابع لحزب الله في أنحاء متفرقة من لبنان، ونفذ ما يربو على 650 طلعة هجومية في مدة زمنية لم تتجاوز 24 ساعة.
ثم استمر العنف يوم الثلاثاء، فدوت صفارات الإنذار في نهاريا بشمال إسرائيل وأعلن حزب الله أنه أمطر شمال إسرائيل بوابل من الصواريخ، وأكد الجيش الإسرائيلي أنه اعترضها بصوريخ في مناطق الجليل الأعلى وقضاء حيفا، ونجح في رد بعضها، رغم وقوع أضرار في مدينة طمرة وغيرها، مما اقتضى إغلاق مزيد من المدارس في الشمال الإسرائيلي، واستمرت الغارات على جنوب لبنان.
وقررت سفارة واشنطن في القدس تقييد سفر الأمريكيين في شمال إسرائيل، وأعلنت الخارجية الصينية في بيان لها أن رئيس الدبلوماسية فيها التقى نظيره اللبناني في نيويورك على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، مؤكدا دعم بلاده للبنان في ترسيخ سيادته، واستباب أمنه.
وتفاوتت ردود الأفعال العربية الخجولة، بينما تعالت الأصوات الأميركية والدولية المطالبة باحتواء الأزمة في لبنان، مخافة اندلاع حرب شاملة لا تبقي ولا تذر، ولا أحد يريدها في منطقة ملتهبة منذ عام، بسبب الحرب الدائرة في غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول، عام 2023.