ماذا تعرف عن أنماط الارتباط الأربعة ومدى تأثيرها على علاقاتك؟

منذ 1 سنة 151

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- هل تعتبر نفسك شخصًا قلقًا، أو انطوائيًا، أو غير منظم، أو لديه الكثير من الثقة؟ وتشير هذه المصطلحات إلى أنماط الارتباط الأربعة التي تحدّد كيف يتصرف الأشخاص في العلاقات، بدءًا من رغباتهم في التقارب والحميمية، وصولًا إلى حساسيتهم تجاه التهديدات المحتملة في العلاقة.

لكن بخلاف لغات الحب الخمس أو أنواع شخصية مايرز بريغز، فإن أنماط الارتباط متجذرة في العلوم.

وبينما يسعى الناس إلى فهم أنفسهم وشركائهم، تجاوزت نظرية الارتباط صفحات كتب علم النفس المدرسية منذ ذلك الحين (عندما طوّرها عالم النفس جون باولبي في خمسينيات القرن القرن المنصرم) وحققت اعترافًا واسعًا. وراهنًا، يشهد كتاب المساعدة الذاتية لعام 2010 بعنوان "مرفق: علم الارتباط الجديد وكيف يساعدك للعثور على الحب" إقبالًا واسعًا على شرائه.

وبالتزامن، حقّق وسم (هاشتاغ) #attachmentstyle على "تيك توك" أكثر من مليار مشاهدة.

وقد يساعد فهم أسلوب الارتباط الخاص بك، بالإضافة إلى أنماط الارتباط الخاصة بالآخرين في حياتك، على تحسين علاقاتك. لكن رغم أنّ نظرية الارتباط منتشرة في كل مكان هذه الأيام، إلا أنه غالبًا ما يُساء فهمها.

الارتباط الآمن

وقال أمير ليفين، الأستاذ المساعد بالطب النفسي في جامعة كولومبيا، إنّ الأشخاص الذين لديهم أسلوب ارتباط آمن يشعرون بالراحة عمومًا في إطار علاقات التقارب والحميمية، ويتمتعون بالقدرة على التعبير عن احتياجاتهم ومشاعرهم في العلاقات. وتميل هذه الفئة من الأشخاص إلى الترحيب بالآخر والتعبير عن الفرحة باللقاء، ويثقون عمومًا بشركائهم من دون الخوف من أنه سيتم التخلي عنهم. وأوضح ليفين أنه ربما ليس مستغربًا أن يكون الأشخاص الذين يتمتعون بالثقة أكثر سعادة في العلاقات.

ووجد عالما النفس سيندي هازان وفيليب شيفر اللذان اكتشفا أنّ البالغين أظهروا أنماطًا مماثلة من سلوك أنماط الارتباط الأربعة في العلاقات الرومانسية في ثمانينيات القرن المنصرم، خلال بحثهما أن حوالي 56٪ من الأشخاص ينضوون ضمن فئة أسلوب الارتباط الآمن.

الارتباط القلق

وأشار ليفين إلى أنّ الأشخاص الذين لديهم أسلوب ارتباط قلق يتوقون إلى الألفة والتقارب. لكنهم يعانون من حساسية أيضَا لجهة تهديدات العلاقة المحتملة، فيميلون إلى القلق بشأن رغبة الشريك بالبقاء معهم، وبالتالي يحتاجون إلى التحقّق من الإثباتات على نحو متكرر.

وعندما يواجه الأشخاص الذين ينضوون ضمن فئة الارتباط القلق تهديدًا محتملًا للعلاقة، فقد يلجأون إلى ما يُسمى بالسلوك الاحتجاجي. مثلًا إذا شعروا بأن اهتمام شريكهم تراجع، فقد يُقدمون على أمور تثير غيرته أو يهددون بالمغادرة. ومهما كانت ردود الفعل مضلَّلة، فهي محاولة لإعادة تأسيس التواصل في العلاقة.

وفي بحث هازان وشيفر تبين أنّ حوالي 19٪ من الناس لديهم أسلوب ارتباط قلق ومتناقض (مفردة أخرى تدل على القلق).

الارتباط الانطوائي

يربط الأشخاص الذين لديهم أسلوب ارتباط انطوائي العلاقة الحميمة بفقدان استقلاليتهم، لذلك، يميلون إلى الانسحاب عندما تزداد علاقتهم قربًا من الآخر. وقال ليفين إنه ليس بالضرورة أن هؤلاء الأشخاص لا يريدون أن يكونوا في إطار علاقات، لكنهم يشعرون بالإرهاق من التقارب.

وتبينّ وففًا لبحث هازان وشيفر، أنّ نحو 25٪ من الناس ينضوون ضمن هذه الفئة.

الارتباط الخائف الانطوائي

والارتباط الخائف الانطوائي، هو مزيج من الأساليب القلقة والانطوائية. ويمثّل فئة نادرة من الأشخاص لم تحظَ بدراسة معمقة إسوة بالأساليب الثلاثة الأخرى. ويرغب الأشخاص الذين لديهم ارتباط غير منتظم بالتواصل، لكنهم يخشون التعرض للأذى ما أن يكونوا في علاقة ويميلون إلى دفع الناس بعيدًا نتيجة لذلك.

وبحسب ما ذكره ليفين وهيلر في كتابهما، فإن ما بين 3% و5٪ من الأشخاص يندرجون ضمن هذه الفئة.

ما الذي يفهمه الناس خطأ في أنماط الارتباط؟

وتشير الأبحاث إلى أن معرفة أنماط الارتباط الأربعة قد يكون لها تأثير إيجابي سريع على علاقاتك، ويمكن أن ينطبق الأمر على الشركاء الرومانسيين، وينسحب أيضًا على الأصدقاء، والعائلة، والزملاء.

لكن عوض التفكير بأنماط الارتباط كفئات صلبة، قال ليفين إنه من الأكثر دقة التفكير فيها على أنها توجهات. وتوجد هذه الخصائص على نطاق واسع، وتعتمد بشكل عام على السياق. وقد يكون لدى بعض الأشخاص ارتباط قلق خفيف، بينما تكون حالة شخص آخر أكثر تطرفًا. وقد تختلف أنماط الارتباط أيضًا من علاقة إلى أخرى، إذ قد يكون الشخص آمنًا مع شريكه الرومانسي، لكنه قلق مع زملائه في العمل، على سبيل المثال.

وقد تنظر إلى أنماط الارتباط الانطوائي والقلق والانطوائي كمؤشر على أنك تعاني من خطب ما. لكنّ أوضح ليفين أنّ هذا الأمر ببساطة ليس صحيحًا، إذ أنه ليس جميع الأشخاص القلقين بائسين وليس جميع الأشخاص الانطوائيين نرجسيين. وتُعتبر أنماط الارتباط جزءًا من بيولوجيتنا، وتتمتع بمزايا تطورية كي تكون أكثر حساسية للتهديدات أو أكثر استقلالية.

وأكد ليفين أن "أنماط الارتباط ليست مرضية. إنها مجرد اختلاف طبيعي للقاعدة».