ماذا أفعل مع أحي الذي لا يصلي الجمعة

منذ 1 سنة 226

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيكم، اخي لا يصلي الجمعة، وهو الحمد لله يصلي، وأنا احزين جداً لهذا الامر ولكن ليس لديه طريق ان انصحه، وما اقدر انصحه مباشرة، واخاف جدا ان اكون مقصرا و مذنب بسبب عدم نصحه، حتى وصلت لدرجة الوسواس و سوء الظن... فما نصيحتكم بارك الله فيكم؟

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومن والاه، أما بعدُ: 

فإنَّ صلاة الجمعة واجبةٌ على الرِّجال المقيمين القادرين على حضورها بإجماع أهل العلم؛ قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [الجمعة: 9].

وقد قرر أهل العلم أن التخلُّف عن صلاة الجمعة بغير عذْر شرعي كبيرةٌ من كبائر الذُّنوب؛ وقد ورد الوعيد الشَّديد على التخلُّف عن حُضور الجمعة؛ فقد روى مسلمٌ من حديثِ أَبي هُرَيْرة وابْنِ عُمر - رضِي الله عنْهُما - أنَّهما سمِعا النَّبيَّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يقول: ((لينتَهينَّ أقوامٌ عن ودْعِهم الجمُعات، أو ليختِمنَّ الله على قلوبهم، ثمَّ ليكونُنَّ من الغافلين))، قال ابن العربي: "(طبع على قلبِه)؛ أي: ختم على قلبه بِمنع إيصال الخير إليه". اهـ.

وروى الترمذي عن أبي الجعْد الضمري قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((مَن ترك الجمُعة ثلاثَ مرَّات تهاوُنًا بها، طَبَع الله على قلبه))؛

فالله سبحانه أمر عباده المؤمنين بالسعي لصلاة الجمعة والتبكير إليها قبل رفع الأذان، ونهي سبحانه عن الانشغال بالبيع أو نحوه بعد الندا، وبينة السنة المطهرة أن التقصير في المبادَرة إلى الجمعة يفوِّت خيرًا عظيمًا وأجرًا كبيرًا؛ ففي الصحيحَيْن وغيرهما، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَن اغتسل يوم الجمعة غُسل الجنابة، ثُم راح، فكأنَّما قرَّب بدَنة، ومَن راح في الساعة الثانية فكأنَّما قرَّب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنَّما قرَّب كبْشًا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومَنْ راح في الساعة الخامسة، فكأنَّما قرَّب بيضة، فإذا خرج الإمامُ حضرت الملائكة يستمعون الذِّكر)).

وعن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا كان يوم الجمعة، كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكةٌ يكتبون الأول فالأول، فإذا جلس الإمام طووا الصحف، وجاؤوا يستمعون الذِّكر، ومثل المهجر كمثل الذي يهدي البدنة، ثم كالذي يهدي بقرة، ثم كالذي يهدي الكبش، ثم كالذي يهدي الدجاجة، ثم كالذي يهدي البيضة))؛ رواه البخاري.

وشأن المسلم أن يحرصَ على الخير، وأن يبادر إليه؛ قال الله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133]، وقال تعالى: {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا} [المائدة: 48].

إذا تقرر هذا، فالواجب عليك أن تنصح أخاك بلطف ولين وأن تبين لها حكم صلاة الجمع، وأن التخلُّف عن الجمُعة من غير عذر شرْعي كبيرة من كبائر الذنوب، وأنه يجب عليه التوبة الصادقة.

فإن لم تستطع مواجهته بالنصيحة فيمكنك أن ترسل له رسالة بذلك وبعض فتاوى أهل العلم ومنها هذه الفتوى، وبعض المواد الدعوية المسموعة، وستجد على موقعنا كثيرًا من ذلك،، والله أعلم.

  • 0
  • 0
  • 23