ماذا أفعل؟

منذ 1 سنة 291

ماذا أفعل؟


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/3/2023 ميلادي - 25/8/1444 هجري

الزيارات: 46



السؤال:

الملخص:

شاب يكلم فتاة قاصرًا من عائلته في أمور جنسية، وقد عَلِمَ إخوتها بالأمر، فهدَّدوه بالقتل، وقد أصبح خائفًا يترقَّب، تائبًا إلى الله، ويسأل: ما النصيحة؟

التفاصيل:

السلام عليكم.

أنا شابٌّ أناهز الثلاثين من عمري، وقعت لي أزمة؛ إذ كنت أحدِّث فتاة قاصرًا من العائلة على الواتساب، حتى صِرْنا نتكلم يوميًّا في أمورٍ جنسية، كل ذلك دون أن يعلم أحدٌ من العائلة؛ إذ لم نكن نلتقي إلا وسط العائلة، وكنا نلتقي في صمت دون كلام، ولم تكن في نيتنا أن نقع في شيء قبيح، وذات يوم اطَّلع أحدُ إخوتها على بعض الصور والفيديوهات على هاتفها، مع أنها كانت تمسح كل ما يدور بيننا، واتصل إخوتها بي، وذكروا لي ألَّا أقربَ بيتهم، وإلَّا فسوف يقتلونني، فما كان مني إلا الإنكار، وتعللت لهم بأن شخصًا استخدم الواتساب باسمي عن طريق واتساب ويب، كل ذلك خوفًا منهم، لكنهم لم يصدِّقوا، أصبحت الآن خائفًا جدًّا أن أراهم، أو يروني خوفًا من أن يقتلوني، وقد تبتُ توبة نصوحًا، وندمتُ على ما فعلتُ ندمًا شديدًا، وأصبحت أصلِّي وأدعو الله عز وجل ألَّا يقع مكروه، وأستغفره من الذنب، وأذكره كثيرًا، وأبكي ليلَ نهارَ، وقد أرى أحلامًا مزعجة لأني فُضِحْتُ، أرجو مساعدتكم فأنا خائفٌ وقلِق ومكتئبٌ، وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فمشكلتك واضحة جدًّا، وحلها بإذن الله سبحانه في الآتي:

أولًا: ما دمتَ - وفقك الله - علمتَ بشناعة خطئك، فالجأ إلى الله سبحانه بكثرة التوبة والاستغفار، والله سبحانه وعد التائبين الصادقين بقَبول توبتهم؛ فقال سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 110].

ثانيًا: ومِن صدقِ توبتك أن تُكثر من الحسنات الماحية للسيئات؛ لقوله سبحانه: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ * وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [هود: 114، 115].

فحافظْ على أداء الصلاة في أوقاتها، مع السنن الرَّواتب، والإكثار من تلاوة القرآن والصدقة والذكر، وبرِّ الوالدين وصلة الأرحام.

ثالثًا: ابتعد نهائيًّا عن كل ما قد يسبِّب لك الفتنةَ في دينك؛ من مواقع ومراسلات عفنةٍ وغيرها.

رابعًا: بالنسبة لخوفك من أهل البنت ادفعه بالآتي:

١- صدقِ التوبة والاستغفار.

٢- صدقِ التوكل على الله سبحانه؛ لقوله عز وجل: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 2، 3].

٣- صدق اليقين بأنهم لن يستطيعوا مسَّك بضرٍّ لم يقدره الله سبحانه مهما فعلوا؛ لقوله عز وجل: ﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [التوبة: 51].

٤- الابتعاد عنهم نهائيًّا.

٥- كثرة الدعاء بصرف أذاهم عنك.

خامسًا: تذكر قوله سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ﴾ [الحج: 38]، وأنك إن صدقتَ، فسيدافع الله عنك، ويحميك مِن شرِّ كلِّ مَن به شرٌّ.

سادسًا: خُذْ من هذه الحادثة درسًا بليغًا في سوء عاقبة العلاقات المحرمة أيًّا كان مستواها، حتى ولو كانت مجرد كلامٍ فقط؛ لأن الله سبحانه لَمَّا حرَّم الزنا، حرَّمه وحرَّم كل ما قد يُقرِّب منه؛ من نظر، وكلام، وتبرُّج، وخَلوة، وغيرها؛ فقال عز وجل: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 32].

سابعًا: احمَد ربَّك سبحانه على أن العلاقة وقفت عند هذا الحد بالاكتشاف، ولم تتطور للأسوأ؛ من فاحشة، وحمل بالزنا، وغير ذلك، وكما قال سبحانه: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216].

فما يُدريك لعل اللهَ سبحانه أنقذك، وأنقذ البنت من عارٍ عظيم، ومصيبة دهماءَ، باكتشاف أمر كان في بداياته؟

ثامنًا: بادِرْ بالزواج متى ما استطعتَ؛ حتى تستعفَّ بالحلال، وتغلق خطَّ الرُّجوع إلى الفتن.

حفظك الله، ووفقك للتوبة النصوح.

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.