ما هي العبر المستخلصة من الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية التركية؟

منذ 1 سنة 128

من أجل إعادة الاقتصاد إلى مساره، فقد وعدت المعارضة برفع أسعار الفائدة لخفض التضخم إلى ما دون العشرة في المائة "في غضون عامين".

تصدر الرئيس التركي المنتهية ولايته رجب طيب إردوغان الأحد نتائج الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية بحصوله على 49.5 في المائة من الأصوات خلافا للتوقعات. وعلى ما يبدو، فهناك خمس عبر يمكن استخلاصها من هذه الانتخابات.

الاقتصاد "ليس مهما" كثيرا

هبوط الليرة التركية الذي أدى إلى رفع التضخم إلى 85 في المائة في الخريف، كان يعتبر عائقا أمام إردوغان. لكن الرئيس التركي الذي رفع ثلاث مرات خلال سنة الحد الأدنى للأجور، كثّف وعود حملته الانتخابية وبينها مضاعفة رواتب موظفي القطاع العام.

هذه "الإجراءات الشعبوية" أقنعت شريحة من الناخبين في بلد "لا يعتبر فيه التصويت الاقتصادي مهما بقدر ما يراه المعلقون"،حسب الباحث بيرق إيسن، المختص في العلوم السياسية في جامعة سابانجي في إسطنبول.

من أجل إعادة الاقتصاد إلى مساره، فقد  وعدت المعارضة برفع أسعار الفائدة لخفض التضخم إلى ما دون العشرة في المائة "في غضون عامين".  ويرى أوميت أكجاي، أستاذ الاقتصاد الدولي أن وعود المعارضة هذه، والتي من المرجح أن تؤدي الى إبطاء النشاط، "لم تثر حماسة لدى الأتراك الذين يواجهون صعوبات أساسا".

التصويت الكردي غير كاف للمعارضة

يلفت يوهانان بنحاييم مسؤول الدراسات المعارضة في المعهد الفرنسي لدراسات الأناضول في إسطنبول إلى أن "التصويت الكردي هو الذي يفسر النتيجة الجيدة للمعارضة".

وقد نال كمال كيليتشدار أوغلو أفضل النتائج في المحافظات الواقعة في جنوب شرق البلاد ذي الغالبية الكردية لا سيما في ديابكر حيث حصل على نسبة 72 في المائة من الأصوات بعد التفاف حزب الشعوب الديموقراطي المؤيد للأكراد حوله.

لكن الناخبين الأكراد الذين لطالما كانوا يعتبرون "صانعي ملوك" في الانتخابات الرئاسية، لم يتمكنوا هذه المرة من تغيير نتيجة الانتخابات. ويقول بيرم بلجي الباحث بمعهد سيري-للعلوم السياسية إن "استراتيجية إردوغان القائمة على ربط المعارضة في البلاد بالأكراد من جهة وبحزب العمال الكردستاني والإرهاب من جهة أخرى، تبين أنها ناجحة".

الأثر المحدود لتداعيات الزلزال

عبر ناجون عن غضبهم بعد الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في 6 شباط/فبراير، متهمين الدولة بالتأخر في الوصول إلى محافظاتهم لمساعدتهم لا سيما في أديامان وهاتاي.

لكن إردوغان وعد بإعادة بناء 650 ألف منزل للناجين من الزلزال في أسرع وقت ممكن. وبحسب بيرق إيسن، فإن "الرسالة بدت ذات مصداقية" لقسم من الناخبين.

هكذا، احتفظ الرئيس التركي بنتائج عالية جدا بغالبية المحافظات المتضررة ونال 72 في المائة من الأصوات في قهرمان مرعش و69 في المائة في ملطية و 66 في المائة في أديامان. في هاتاي، بقيت نتيجته على حالها عند 48 في المائة.

اختراق قومي

شكل الاختراق الذي حققه المرشح القومي المتطرف سنان أوغان إحدى مفاجآت الاقتراع. نال هذا النائب السابق أكثر من 5 بالمائة من الأصوات فيما تحالف إردوغان وكيليتشدار أوغلو مع تنظيمات قومية أيضا.

ويقول أوموت أوزكيريملي الباحث في معهد برشلونة للأبحاث الدولية إن "القومية مكون في المشهد السياسي التركي"، مضيفا: "هي عنصر ثابت منذ التسعينات".

ويمكن تفسير ثقل القوميين، الذين جمعت تنظيماتهم المختلفة الأحد 22 في المائة من الأصوات خلال الانتخابات التشريعية التي جرت تزامنا مع الانتخابات الرئاسية، أيضا عبر مسألة اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا.

ويقول يوهانان بنحاييم: "التغير الأكبر للوضع هو أن اليمين واليمين المتطرف باتا بشكل كبير ضمن اللعبة".

الحسابات الخاطئة لاستطلاعات الرأي

كل استطلاعات الرأي أو معظمها أظهر تقدم كيليتشدار أوغلو على إردوغان حتى أن بعضها توقع فوز المعارض اعتبارا من الدورة الأولى. لكن الرئيس التركي أثبت أنها على خطأ بحصوله على 49.50 في المائة من الأصوات رغم عدم حسم المعركة من الدورة الأولى كما حصل في عام 2018.