ما هو الأكل المضطرب.. ولِمَ يعاني منه 20٪ من أطفال العالم؟

منذ 1 سنة 253

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أظهرت دراسة جديدة أن أكثر من 1 من كل 5 أطفال ومراهقين حول العالم تظهر عليهم علامات الأكل المضطرب.

وتسلّط دراسة التحليل التلوي الذي نُشر في مجلة "JAMA Pediatrics"، الإثنين، الضوء على مشكلة خطيرة تتعلق بالصحة العامة غالبًا لا يبلّغ عنها ولا تؤخذ بالجدية اللازمة.

وأجرى الباحثون مراجعة وتحليلًا لـ32 دراسة من 16 دولة، ووجدوا أن 22٪ من الأطفال والمراهقين أظهروا سلوكيات متصلة باضطراب الأكل. وبيّنت الدراسة أنّ الأرقام أعلى بين الفتيات والمراهقين الأكبر سنًا، ومن لديهم مؤشر كتلة جسم أعلى.

وقالت المعالجة جينيفر رولين، مؤسسة مركز "The Eating Disorder" في روكفيل، ماريلاند، إنّ الأكل المضطرب مشابه في السلوك لاضطراب الأكل، ويمكن أن يشمل قواعد غذائية صارمة حول مقدار ما يأكله الشخص، ونوعية الطعام الذي يتناوله، ومقدار التمارين الرياضية التي يمارسها بالنسبة لطعامه.

وأضافت أنه بالنسبة لشخص يعاني من اضطراب في الأكل، تكون الأعراض مماثلة ترافق مستوى أعلى من الصرامة، والضيق، وتراجع في أداء وظائف الحياة. ويمكن أن تتطور سلوكيات الأكل المضطربة إلى فرد يشُخِّص باضطراب الأكل.

ولفتت رولين إلى أنه "رغم ذلك، من المهم ملاحظة أن اضطرابات الأكل والأكل المضطرب من الأعراض الجدية والتي تستحق العلاج والمساعدة المهنية".

وربما لم يتم معالجة سلوك الأكل المضطرب كما يلزم لأن الأطفال قد يقومون بإخفاء أعراضهم أو يتجنبون طلب المساعدة، بسبب وصمة العار، بحسب الدراسة.

وبموازاة ذلك، قد تكون الدراسة محدودة في قدرتها على تصوير النطاق الكامل، لأنها اعتمدت على البيانات التي أبلغ فيها الأطفال والمراهقون عن سلوكهم، بحسب مؤلف الدراسة الدكتور خوسيه فرانسيسكو لوبيز جيل، باحث ما بعد الدكتوراه في مركز الصحة والبحوث الاجتماعية في جامعة كاستيلا لامانشا بإسبانيا.

وقال الدكتور جيسون ناغاتا، الأستاذ المساعد بطب الأطفال في جامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو، غير المشارك في الدراسة، إنّ "انتشار الأكل المضطرب قد يكون أعلى إذا سُئل الأطفال عن الشراهة بتناول الطعام أو أعراض بناء العضلات، وتضمنّ الأمر دراسات أجريت خلال الجائحة".

وأشار لوبيز إلى أنّ الباحثين بحاجة في المرحلة التالية إلى الخوض بأسباب سلوكيات الأكل المضطربة. لكن في الأثناء، يأمل الخبراء أن تركز المؤسسات والأسر على تحديد الأطفال الذين تظهر عليهم علامات اضطراب الأكل ومساعدتهم.

وقال ناغاتا إن هذه الأنواع من السلوكيات خطير، وقد يؤدي إلى مضاعفات طبية خطيرة على أعضاء الجسم، ضمنًا القلب، والدماغ، والكبد، والكلى.

وأوضح لوبيز-جيل لـCNN أن "اضطراب الأكل مشكلة كبيرة بين الأطفال والمراهقين، والاكتشاف المبكر والتدخل ضروريان للحد من العواقب الصحية على المدى الطويل".

وتابع: "قد تساعد النتائج المهنيين الصحيين، والمدرّسين، وأولياء الأمور على فهم حجم المشكلة ووضع استراتيجيات للوقاية والتدخل".

علامات الأكل االمضطرب

وأوضح لوبيز-جيل أنّه يتوجّب على البالغين أن يكونوا على دراية بعلامات اضطراب الأكل إن كانوا يعانون منها شخصيًا أم كان يعاني منها أطفالهم.

وأضاف أن هذه السلوكيات قد تشمل الهوس بوزن الجسم أو شكله، وتشويه الصورة الذاتية، والقواعد الغذائية الصارمة، والإفراط بتناول الطعام، وسلوكيات تفريغ الإمعاء.

وقال ناغاتا إنّ ممارسة الرياضة بطريقة تؤدي إلى تدهور نوعية حياة الشخص قد تشكّل أيضًا علامة تحذير.

وأضاف أنّ "العلامات الحمراء الأخرى تشمل التزام الشخص بالصيام، أو تقييد السعرات الحرارية بشكل كبير، أو التقيؤ، أو استخدام المسهلات، أو حبوب الحمية لإنقاص الوزن".

وأضاف رولين، أنه يمكن أن يبدو الأكل المضطرب أيضًا كأنه يضيق مجموعات الأطعمة التي يرغب الشخص بتناولها، أو يشعر بالقلق أو الخجل إذا كسر قواعد الطعام، أو يؤثر الرقم الذي يسجله عند صعوده على الميزان على الحالة المزاجية أو سلوكيات الأكل، أو الحد من المشاركة في الأحداث الاجتماعية.

وأشار ناغاتا إلى أنّ هذه الأنواع من السلوكيات قد تحفز شخصًا ما على الانسحاب من أنشطته المعتادة، وهي علامة تحذير أخرى يجب البحث عنها.

وشدّد ناغاتا على أنه بينما كانت الأرقام أعلى بين المراهقات والأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة جسم أعلى، فإن اضطرابات الأكل تؤثر على جميع الأشخاص من جميع الأجناس، والإثنيات، والأعراق، والتوجهات الجنسية، والأحجام.

وأضاف أنه قد لا يتم تشخيص اضطرابات الأكل تحديدًا لدى الصبية والمثليين والأشخاص من ذوي البشرة الملونة، والأشخاص من ذوي الأجسام الصخمة.

وقال ناغاتا: "لا يمكنك معرفة أن شخصًا ما يعاني من اضطراب في الأكل بناءً على المظهر وحده".

كيف تعثر على المساعدة إذا كنت تعاني من الطعام المضطرب؟

وأوضح لوبيز-جيل أنه إذا لاحظت علامات اضطراب الأكل لدى طفلك، فاطلب المساعدة المهنية من مقدم الرعاية الصحية أو اختصاصي الصحة العقلية.

ولفت رولين إلى أن التدخل المبكر مهم حتى لا يتطور اضطراب الأكل إلى اضطراب الأكل المشخّص بالكامل.

وأضاف لوبيز-جيل أن العائلات يمكن أن تقدم الدعم لأطفالها من خلال البدء من مكان إيجابي، خال من الأحكام.