"ما من بلد مثالي".. هكذا رد منظّمو المونديال على انتقادات أسترالية لسجلّ قطر الحقوقي

منذ 2 سنوات 241

بقلم:  يورونيوز  •  آخر تحديث: 27/10/2022 - 22:31

العلم الأسترالي يرفرف في نصف الصاري في العاصمة القطرية الدوحة في 9 سبتمبر 2022 بعد يوم من وفاة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية.

العلم الأسترالي يرفرف في نصف الصاري في العاصمة القطرية الدوحة في 9 سبتمبر 2022 بعد يوم من وفاة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية.   -   حقوق النشر  مصطفى أبو مؤنس/أ ف ب

ردّت "اللجنة العليا للمشاريع والإرث" المنظّمة لمونديال قطر الخميس على الانتقادات، التي وجّهها منتخب أستراليا في كرة القدم إلى الدولة الخليجية بسبب سجلّها في مجال حقوق الإنسان، مؤكّدة أنّ "ما من بلد مثالي".

وتعقيباً على مطالبة المنتخب الأسترالي للدوحة بتحسين معاملة العمّال الأجانب، وحقوق أفراد مجتمع الميم في الإمارة، قال متحدّث باسم اللجنة القطرية في بيان إنّ التطبيق "الصارم" لقوانين العمل يمثّل "تحدّياً" حتّى بالنسبة لأستراليا.

ومن بين المنتخبات الـ32 التي ستشارك في نهائيات كأس العالم في قطر، كان المنتخب الأسترالي الأول الذي يصدر لاعبوه بياناً مشتركاً يهاجم السجلّ الحقوقي للدولة المضيفة للمونديال.

وقال لاعب الوسط جاكسون إيرفين في مقطع فيديو أدلى فيه 16 لاعباً بتعليقات: "لقد أدركنا أنّ قرار تنظيم المونديال في قطر أدّى إلى التسبّب بمعاناة وأذى لعدد لا يحصى من زملائنا العمّال".

وإذ أقرّ لاعبو المنتخب الأسترالي بالجهود التي بذلتها قطر لتحسين ظروف العمّال المهاجرين على أراضيها، شدّدوا على أنّ هذه التحسينات "لم تكن متّسقة". 

بدوره، حضّ الاتّحاد الأسترالي لكرة القدم الدولة الخليجية على تليين موقفها من العلاقات الجنسية المثلية التي يجرّمها القانون الجنائي القطري. والخميس، قالت اللجنة العليا للمشاريع والإرث في بيانها: "نشيد باستخدام لاعبي كرة القدم لمنصّاتهم من أجل التوعية بقضايا مهمّة".

وأضاف البيان: "لقد بذلنا قصارى جهدنا لضمان أن يكون لهذا المونديال تأثير في تحسين حياة الناس". وشدّد المتحدّث القطري على أنّ "حماية صحّة وسلامة وأمن وكرامة كلّ عامل يساهم في كأس العالم هي أولويتنا".

وسلّطت اللجنة القطرية في بيانها الضوء على الإصلاحات التي أجرتها الدوحة، في السنوات الخمس الماضية لناحية سلامة مواقع البناء وظروف العمل. وبالفعل، فقد أشادت اتحادات العمال الدولية والفيفا بهذه الإصلاحات، لكنّها مع ذلك دعت الدوحة إلى فعل المزيد على هذا الصعيد.

وقال البيان القطري: "إنّه غالباً ما يستغرق تنفيذ القوانين الجديدة والإصلاحات وقتاً، والتطبيق الصارم لقوانين العمل يمثّل تحدّياً عالمياً، بما في ذلك في أستراليا...ما من بلد مثالي، وكلّ بلد - سواء أكان يستضيف أحداثاً كبرى أم لا - لديه تحدّياته".

ولم تأتِ اللجنة في بيانها على ذكر حقوق أفراد مجتمع الميم، لكنّها قالت إنّ "هذا المونديال ساهم في إرث من التقدّم والممارسة الأفضل وتحسين الحياة - وهو إرث سيظلّ طويلاً بعد آخر ركلة" لكرة القدم في المونديال. وقال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يوم الثلاثاء إن بعض الانتقادات كانت بناءة لكنها تضمنت أيضا افتراءات ومعايير مزدوجة.

ومن المقرّر أن يضع قادة عدد من المنتخبات الأوروبية الرائدة في كرة القدم - بما فيها إنجلترا وفرنسا وألمانيا - على زنودهم شارات بألوان قوس القزح الذي يمثّل أفراد مجتمع الميم، وسيُكتب على هذه الشارات شعار "حبّ واحد"، في حملة ضدّ التمييز خلال كأس العالم.

وأدى القلق بشأن سجل حقوق الإنسان في قطر إلى دعوات من فرق ومسؤولين لمقاطعة البطولة. وأكدت الحكومة الهولندية الأسبوع الماضي أنها سترسل وفدا رغم تصويت برلماني حثها على عدم القيام بذلك.

وعبر اللاعبون عن دعمهم لفيفبرو، وهي النقابة الدولية للاعبين المحترفين، بالإضافة إلى الاتحاد الدولي لعمال البناء والأخشاب، والاتحاد الدولي لنقابات العمال. وستلعب أستراليا ضد فرنسا والدنمرك وتونس بعد انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم يوم 20 نوفمبر تشرين الثاني.