ما مخاطر سوء استخدام الأدوية المنشطة بين طلاب المدارس؟

منذ 1 سنة 185

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- وجدت دراسة جديدة أن 1 من كل 4 مراهقين قد أبلغوا عن سوء استخدامهم للمنشطات، التي تُصرَف بوصفة طبية، لعلاج اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، في الولايات المتحدة، خلال العام السابق.

وقال المؤلف الرئيسي شون إستيبان مكابي، مدير مركز دراسة العقاقير والكحول والتدخين والصحة في جامعة ميشيغان، بمدينة آن آربر: "هذه أول دراسة وطنية تبحث في الاستخدام غير الطبي للمنشطات من قبل الطلاب في المدارس الإعدادية والثانوية".

وتابع: "في بعض المدارس، كانت هناك نسبة قليلة من الأشخاص الذين يسيئون استخدام المنشطات.. ولكن، استخدم أكثر من 25٪ من الطلاب المنشطات بطرق غير طبية في مدارس أخرى".

وقال مكابي، وهو أيضًا أستاذ التمريض في كلية التمريض بجامعة ميشيغان: "هذه الدراسة هي جرس إنذار كبير".

وأوضح ديبا كامينجا، وهو المدير المساعد لبرامج طب الأطفال في برنامج ييل لطب الإدمان في نيو هيفن، كونيتيكت، أن بعض الطلاب "يستخدمون حبة أعطاها لهم شخص ما بسبب شعورهم بالتوتر، خاصة عندما يسهرون لوقت متأخر للدراسة أو يعملون على ورقة بحثية ما".

وقال كامينجا: "نعلم أن مثل هذه الأمور تحدث في الكليات فقط".
 

ونُشرت الدراسة، يوم الثلاثاء، في مجلة JAMA Network Open.

وحُللت البيانات التي تم جمعها بين عامي 2005 و2020 من قبل Monitoring the Future، وهي عبارة عن دراسة فيدرالية تقيس مستوى تعاطي المخدرات واستهلاك الكحول بين طلاب المدارس الثانوية، في جميع أنحاء البلاد، سنويًا، منذ العام 1975.

وفي مجموعة البيانات المستخدمة لهذه الدراسة، تم تقديم الاستبيانات إلى أكثر من 230 ألف مراهق في صفوف الثامن والعاشر والثاني عشر، في عينة تمثيلية على المستوى الوطني من 3,284 مدرسة ثانوية.

ووجدت الدراسة أن المدارس التي لديها معدلات مرتفعة من المراهقين الذين يستخدمون أدوية موصوفة لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه كانت أكثر عرضة بنسبة 36٪ لإساءة استخدام الطلاب للمنشطات خلال العام الماضي.

وقال مكابي إن هذه النسبة تقل في المدارس التي لا يستخدم فيها طلابها هذه النوعية من العلاجات.

وهناك مصدرين لوصول الطلاب لهذه الأدوية.

وتكون إمّا عن طريق الأدوية المتبقية لأحد أفراد الأسرة، أو سؤال الزملاء الذين قد يرتادون مدارس أخرى.

ووجدت الدراسة أن المراهقين الذين قالوا إنهم يستخدمون الأدوية المنشطة حاليًا أو في الماضي كانوا أكثر عرضة بنسبة 2.5٪ لإساءة استخدام المنشطات مقارنة بأقرانهم الذين لم يستخدموها مطلقًا.

وجُمعت البيانات للدراسة حتى عام 2020.

ومنذ ذلك الحين، أظهرت الإحصاءات الجديدة أن الوصفات الطبية للمنشطات ارتفعت بنسبة 10٪ خلال عام 2021 عبر معظم الفئات العمرية.

وفي الوقت نفسه، كان هناك نقص على مستوى البلاد في عقار "أديرال"، وهو أحد أكثر الأدوية شيوعًا لعلاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

مخاطر سوء الاستخدام

يقول الخبراء إن تناول الأدوية المنشطة بشكل غير صحيح يمكن أن يؤدي إلى القلق والاكتئاب والذُّهان والنوبات المرضية.

وفي حال الإفراط في تناول المنشطات، أو استهلاكها مع الكحوليات أو العقاقير الأخرى، يمكن أن تكون هناك عواقب صحية مفاجئة.

وأوضحت إدارة خدمات إساءة استخدام العقاقير والصحة العقلية أن الآثار الجانبية يمكن أن تشمل ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل خطير، وعدم انتظام ضربات القلب، خاصة إذا تم تناول المنبهات بجرعات كبيرة أو بطرق أخرى غير ابتلاع الحبوب.

ويقول الخبراء إن إساءة استخدام العقاقير المنشطة قد نما خلال العقدين الماضيين.

وأظهرت الدراسات أن 1 من كل 9 من طلاب المدارس الثانوية يتناول علاجًا منشطًا لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

وبالنسبة للأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، والذين يستخدمون أدويتهم بشكل صحيح، يمكن أن تكون المنشطات علاجًا فعالًا.

وقال كامينجا: "إنها تحمي صحة الطفل.. هؤلاء المراهقون الذين تم تشخيصهم ومعالجتهم بشكل صحيح يقومون بعمل جيد للغاية".

ما يمكن للوالدين ومقدمي الرعاية فعله

وشدد مكابي على أن حل هذه المشكلة لا يتمثل في الحد من استخدام الأدوية للأطفال الذين يحتاجون إليها حقًا.

وأضاف أن أولياء الأمور يستطيعون التحدث مع أطفالهم حول كيفية التعامل مع أقرانهم، الذين يطلبون تناول حبة أو اثنتين للاحتفال أو عقد جلسة دراسة طوال الليل.

وقال مكابي: "ستندهش من عدد الأطفال الذين لا يعرفون ماذا يقولون".

وأضاف أنه يجب أن يقوم أولياء الأمور بتخزين الأدوية الخاضعة للرقابة في صندوق أمانات، وعدم التردد في عدّ الحبوب.