ما سر علاقة المشاهير بالمصور الفوتوغرافي؟

منذ اختراع كاميرا التصوير الفوتوغرافي حرص الناس على توثيق لحظاتهم المفرحة والمحزنة في حياتهم على شكل صورة، فما بالك بالمشاهير الذين اعتمدوا على هذه التقنيات لأرشفة نجاحاتهم على المسارح، وفي كواليس تصوير الأفلام والمسلسلات، عدا عن تفاصيلهم الشخصية. ومع مرور الزمن، برز عديد من أسماء المصورين الفوتوغرافيين في العالمين الغربي والعربي الذين وثقت لقطاتهم أهم الأحداث والمشاهد.

ومع انتشار الألبومات الغنائية أصبحت الصورة عاملاً أساسياً، وسبباً في الترويج لهذه الأعمال، ومن هنا نشأت علاقات بين المصورين والنجوم، تشكلت منها أحياناً ثنائيات ناجحة، وفي هذا التحقيق نعرض آراء عدد من المصورين الفوتوغرافيين العرب الذين تحدثوا عن دخولهم عالم التصوير، وصولاً إلى تعاملهم مع أبرز المشاهير.

كريم نور

المصور المصري كريم نور تربطه علاقة مميزة مع النجمين عمرو دياب وشيريهان، وعن حكايته مع عالم التصوير يقول "درست هندسة الاتصالات، وتخرجت في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، ولم أدرس التصوير الفوتوغرافي، بل قرأت كثيراً عنه وتعبت على تطوير موهبتي، ولم أخض الاحتراف إلى أن تمكنت من أدواتي". ويضيف "النجمة الأولى التي صورتها كانت أصالة، وأذكر أنها كانت حينها قد انتهت من تصوير غلاف ألبومها (عادي)، لكنها أرادت أن تجاملني بحكم صداقتي لشقيقها أنس نصري، وعندما رأت نتيجة الصور التي التقطتها لها قررت أن تكون صور غلاف الألبوم، ومن هنا كانت البداية، ومن ثم توالت بعدها النجاحات، فتعاملت مع النجمة يسرا سنوات عدة، إلى حين بدأت رحلتي مع عمرو دياب، ثم تلاه تعاون مع عديد من النجوم، وبالنسبة إلى ما يميزني عن باقي المصورين هو أنني لم أكن مشغولاً أبداً بالمنافسة، أو متابعة أعمال المصورين العرب المميزين، بل كنت منفتحاً على ما يحدث في الغرب من تطور في مجال التصوير الفوتوغرافي، وهكذا وجدت نفسي أرسم خطاً خاصاً بي، وعرفت أن تصوير الشخصية أهم من الشخص، أي الشكل الخارجي، إذ أبحث عن الصورة التي تحمل في طياتها روحاً وقصة".

وتابع نور "أما كيف أتعامل مع النجوم في بداية العلاقة، فأنا لا أصور سوى من أقتنع به، وأرسم له شخصية من خيالي، وأحاول أن أظهرها بعد ذلك، وأحياناً أدون كلمات مفاتيح للشخصية، وذلك يساعدني على تحديدها وتمييزها عن غيرها، وعلاقتي مع من أصور هي مشوار طويل، فأنا أرسم معه الشخصية التي يراها الجمهور، ويجب أن يحافظ عليها".

وعما إذا كانت علاقة الصداقة تعطي روحاً صادقة للصور، يوضح كريم نور قائلاً "هي علاقة عمل، أحاول دائماً أن أصنع لها حدوداً حتى أحتفظ بالشخصية التي في ذهني للنجم، علماً أنه يتخللها كثير من الحب والاحترام، لكني أبتعد دائماً عن حياتهم الشخصية"، ويتابع "أنا أصبحت أتعلم كثيراً من نجوميتهم، وأستفيد من كل شخص، وبما يتمتع بها عن غيره، فكل نجم حالة خاصة، ومشوار وتاريخ، وأنا أرسم معه المستقبل، فتعلمت من شيريهان الإصرار، ومن عمرو دياب الذكاء، وأتذكر أنه في أول يوم صورت عمرو دياب، وبعد ساعة من التصوير، اكتشفت أنني لم أضع (الميموري كارت) [ذاكرة حفظ المعلومات]، فلم تحفظ أية صورة، ولكنه بذكائه وبمحبته لم ينزعج، وأكملنا التصوير، وكان غلاف ألبوم (الليلة دي)".

وفي حال حدث خلافات في الكواليس، يقول نور "ليس هناك مجال للحزن، فأنا واضح بطريقة عملي واتفاقي من البداية، ولا أصور غير من أحب، والحب يقابل بالحب دائماً، فكل من صورتهم بلا استثناء هم أصدقاء لي، وأبرزهم عمرو دياب وشيريهان".

محمد سيف

أما المصور اللبناني محمد سيف فقد لمع اسمه منذ سنوات قليلة، لكنه استطاع أن يجد لنفسه بصمة خاصة في مجال التصوير الفوتوغرافي، وقد تعامل مع عدد من النجمات العربيات، وآخرهن نجوى كرم التي صور لها مجموعة ألبومها الأخير ال الأخيرخير "كاريزما"، كما تعامل مع إليسا، وشيرين عبدالوهاب، وغيرهن، وهنا يتحدث عن انطلاقته قائلاً "درست في التسويق والراديو والتلفزيون، وكان التصوير الفوتوغرافي من ضمنها، بدأت التصوير عندما كنت أدرس في الجامعة، وأول وجه معروف صورته كانت ملكة جمال لبنان عام 2007 نادين ويلسون نجيم، وقد تلقيت اتصالاً من إدارة الإنتاج في هذه المسابقة الرسمية، فذهبت والتقطت لها مجموعة من الصور المميزة". ويضيف سيف "دخلت عالم الاحتراف عام 2010، وما يميزني عن باقي المصورين هو أنني أسعى إلى أن يظهر النجم الذي يقف أمام عدستي بوجه جديد ويفاجئ الناس، لأنني أتبع عنصر المفاجأة دائماً، وتعاملي معهم يكون بحسب ما هو المطلوب، سواء كانت صوراً شخصية أو غلاف ألبوم أو للمجلات، وعندما يتطور العمل معهم أكثر، وأبدأ أعرف ماذا يحبون وماذا يكرهون، لكن تبقى مغامرة التجدد موجودة بيننا".

وبما أن العلاقة بين المصور والنجم تكون قريبة، فهل تنشأ علاقة صداقة بينهما؟ يجيب "لا تربطني صداقة مع النجوم بل هي علاقة جميلة، لكن لا تصل إلى صداقة حميمية، وأفضل أن تبقى علاقة احترافية، لأن العمل شيء والصداقة أمر آخر، ولا شك أنني أعلم بعض أسرار النجوم لكنها تبقى أسراراً".

وعن المواقف التي تصادفه أثناء التصوير أكد سيف أن مواقف عدة صعبة حصلت أثناء التصوير، ووقعت حوادث إنما لا يريد أن يذكر التفاصيل.

ويقول رداً على سؤال عن غضب النجوم، وكيف يتم التعامل مع هذا الغضب "لا أصور أحداً إن لم أكن مرتاحاً له، ومنهم من أعمل معهم مرة ولا أعيدها بسبب عدم توفر الكيمياء بيننا، فأنا لا أصور لمجرد التصوير، بل يجب أن يكون هناك اقتناع من الجهتين".

محمد فيفيد

أما المصور البحريني محمد فيفيد فيقول عن حكايته مع عالم التصوير "دراستي مختلفة عن عملي، فأنا مهندس كيماوي، لكنني بدأت التصوير منذ عام 2008، عندما كنت بالجامعة، وتعمقت بهذا المجال لأنني علمت أنني أحبه". ويضيف "الكاميرا موجودة في بيتنا منذ الصغر، ولأن أبي كان يوثق كل لحظات حياتنا بالصور، سواء في المدرسة أو المنزل أو المناسبات الخاصة، لذلك لم تكن الكاميرا غريبة عندي بل مألوفة، وأول نجمة صورتها كانت المذيعة والممثلة البحرينية التي حازت على لقب جميلة الخليج أكثر من مرة، وكان اسمها صابرين بورشيد، لكنها توفيت بسبب مرض السرطان، ولها ذكرى وفضل كبير عليَّ، وهي من الأوائل الذين صورتهم".

ويتابع فيفيد "تدرجت في الشهرة بسبب صابرين، ثم سافرت إلى الكويت، وصورت الممثلة السعودية مروة محمد، وأيضاً أمل العوضي، ونور الغندور، لكن الإنسانة التي وضعتني على خريطة التصوير وفي المجال هي الكبيرة أحلام، فعندما صورتها انتشر اسمي في الخليج والوطن العربي، وما زلت معها منذ 10 سنوات. وبعد أحلام صورت أصالة وأنغام، وأصبحت مصوراً عربياً فقط في غضون سنتين، أما الذي يميزني فهي نظرتي عن باقي الزملاء الموجودين في المهنة، ونادراً ما ألاحظ أحداً يملك نظرة تشبه نظرتي لجهة الوقوف والإضاءة والتفاصيل كافة، وأحس أن الاحترام والشغف يجذب النجوم إليَّ، فأنا أغوص في عملي لدرجة العشق والحب الأبدي، كما أعتبر نفسي كاتم أسرار النجوم ولا أتدخل في ما لا يعنيني"، ويختم قائلاً "أكيد تعاملت مع فنانين مرة واحدة بسبب عدم الاتفاق الشخصي وفقدان التواصل والتفاهم".