ما الذي يعنيه تعليق روسيا مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب إلى العالم؟

منذ 2 سنوات 207

بقلم:  يورونيوز  •  آخر تحديث: 01/11/2022 - 07:00

تفتيش سفينة قادمة من أوكرانيا محملة بالحبوب من قبل مسؤولي الأمم المتحدة، اسطنبول، تركيا 1 أكتوبر 2022

علقت روسيا مشاركتها في اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة يسمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب بأمان من موانئها على البحر الأسود، بعد أن زعمت موسكو قيام أوكرانيا بشن هجوم على أسطولها البحري، بطائرة دون طيار باستخدام سفينة مدنية في ممر الحبوب في البحر الأسود.

  • إليكم ما يمكن أن يعنيه قرار روسيا بالنسبة لعالم يتزايد قلقه بشأن الأمن الغذائي وارتفاع أسعار المواد الغذائية

انسحاب روسيا من الاتفاق يؤدي إلى انقطاع صادرات مهمة عن العالم، كالقمح والشعير وزيت عباد الشمس وغيرها من المواد الغذائية، تصدرها أوكرانيا وروسيا إلى بلدان في إفريقيا والشرق الأوسط وأجزاء من آسيا حيث يعاني الكثير من هذه البلدان بالأصل من أزمة للمواد الغذائية الأساسية.

ما الذي حققه الاتفاق؟

يعد اتفاق تصدير الحبوب مثالا نادرا على التعاون بين أوكرانيا وروسيا منذ الغزو الروسي في فبراير/ شباط. وبوساطة من الأمم المتحدة وتركيا، سمح بأكثر من 9 ملايين طن من الحبوب في 397 سفينة بمغادرة الموانئ الأوكرانية بأمان.

وأدى الاتفاق إلى خفض أسعار المواد الغذائية العالمية بنحو 15% عن ذروتها في مارس/ آذار، وفقا للأمم المتحدة، وحث الأمين العام للأمم المتحدة روسيا وأوكرانيا على تجديد الاتفاق عند انتهاء صلاحيته في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني.

هل أثر القرار الروسي في الأسعار اليوم؟

بعد إعلان روسيا، قفزت أسعار العقود الآجلة للقمح بنسبة 5% يوم الإثنين في شيكاغو. وقال جوزيف غلوبر، الباحث في المعهد الدولي للسياسات الغذائية في واشنطن، إنه مع ضيق الأسواق العالمية، سيتعين على البلدان الفقيرة أن تدفع المزيد لاستيراد الحبوب.

ماذا عن السفن التي غادرت أوكرانيا مؤخرًا؟

قالت أوكرانيا إن سفينة تحمل 30 ألف طن من القمح غادرت إلى أثيوبيا الاثنين بموجب برنامج الغذاء العالمي، وهي واحدة من بين عشرات السفن التي تحمل أكثر من 354 ألف طن من المنتجات الزراعية، التي قالت أوكرانيا إنها غادرت الميناء بعد أن وافقت الأمم المتحدة وتركيا على حركة السفن من أجل المساعدات الإنسانية التي توزع على دول أثيوبيا والصومال وكينيا.

هل هذا يعني أن بقية السفن يمكنها أن تبحر؟

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: "إن أوكرانيا يجب أن تضمن أنه لن يكون هناك أي تهديد لأمن السفن المدنية". وقال السفير الروسي في مجلس الأمن الدولي فاسيلي نيبينزيا الإثنين: "مع الأخذ في عين الاعتبار تحويل مسار الممر الإنساني وحقيقة أن البحر الأسود لا يزال منطقة أعمال قتالية، لا يمكننا السماح بمرور السفن بسلاسة دون تفتيشها".

وأضاف نيبينزيا  قوله: "سيتعين علينا اتخاذ اجراءاتنا الخاصة لمراقبة ما إجازه مركز التنسيق المشترك دون موافقتنا" مشيرا الى أن روسيا ستقدم "تفاصيل" بشأن "نهجها في المستقبل القريب".

ماذا يحدث الآن؟

عرضت روسيا توريد ما يصل إلى 500 ألف طن من الحبوب "إلى أفقر البلدان بالمجان في الأشهر الأربعة المقبلة". وشددت وزارة الدفاع الروسية على أن روسيا لا تنسحب من اتفاق الحبوب بل تعلق مشاركتها به.

يقول غلوبر، كبير الاقتصاديين السابق بوزارة الزراعة الأمريكية، إنه سيتعين على الدول النامية العثور على موردي حبوب جدد، وبما أن أوكرانيا تستحوذ على 10% من صادرات القمح العالمية، "فهذه فجوة كبيرة" يجب سدها.

رغم قرار روسيا، استؤنفت حركة السفن الإثنين في البحر الأسود بدعم من الأمم المتحدة وتركيا، فيما حذّرت موسكو من "خطورة" الاستمرار في تنفيذ الاتفاق دون مشاركتها. ويبقى التحدي الكبير هو الحفاظ على أسعار هذه المواد، والأهم ضمان وصولها إلى الدول الأكثر احتياجا.