ما الذي يجعل مطلب أوكرانيا تزويدها بطائرات مقاتلة أمراً صعب المنال؟

منذ 1 سنة 269

بقلم:  يورونيوز  •  آخر تحديث: 10/02/2023 - 09:00

يعقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مؤتمراً صحفياً عقب اجتماع قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل، 9 فبراير 2023.

يعقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مؤتمراً صحفياً عقب اجتماع قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل، 9 فبراير 2023.   -  حقوق النشر  NICOLAS MAETERLINCK/AFP

من لندن إلى بروكسل مروراً بباريس، حضّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلفاء بلاده على منحها طائرات مقاتلة حديثة لصدّ الغزو الروسي، لكن من الصعب تلبية هذا الطلب المعقّد بسرعة.

وقال زيلينسكي من قصر الإليزيه الأربعاء "كلما حصلت أوكرانيا على أسلحة ثقيلة بعيدة المدى في وقت أسرع، حصل الطيارون على طائرات في وقت أسرع، واقترب موعد انتهاء هذا العدوان الروسي وأمكن لنا العودة إلى السلام في أوروبا". وقدم الطلب نفسه قبيل ذلك في بريطانيا، وكرّره أمام البرلمان الأوروبي الخميس.

يظهر الغربيون حتى الآن تردداً في اتخاذ هذه الخطوة الإضافية خوفاً من التصعيد مع موسكو. لكن المحظورات تتساقط واحداً تلو آخر منذ عام، لا سيما بعد أن وافق حلفاء كييف في كانون الثاني/يناير على إمدادها بدبابات ثقيلة.

تستبعد واشنطن حتى الآن تزويد أوكرانيا بطائرات اف-16 من تصنيع شركة لوكهيد مارتن، وهي واحدة من أكثر المقاتلات انتشاراً في العالم وتمتلكها العديد من الدول الأوروبية.

لكن هولندا لا تستبعد منح كييف بعض طائراتها من طراز اف-16، على أن تعوّضها بمقاتلات اف-35.

ويبدو أن شركاء آخرين بصدد تغيير موقفهم، فبعد استبعاد تسليم طائرات يوروفايتر تايفون واف-35 في كانون الثاني/يناير، وعد رئيس الحكومة البريطاني بتدريب طيارين أوكرانيين "وفقاً لمعايير الناتو"، وطلب ريشي سوناك من الجيش دراسة إمكانية تسليم طائرات، لكنّه نبّه الى أن ذلك لا يمكن أن يحصل إلا "على المدى الطويل".

قواعد جوية بدائية

بدوره، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لنظيره الأوكراني أن "لا شيء مستبعداً".

فرنسا لديها 13 طائرة ميراج 2000-سي خرجت من الخدمة قبل بضعة أشهر و"لا تزال لديها بعض الإمكانات"، كما أورد أشخاص من محيط رئيس أركان القوات الجوية الفرنسية أكدوا في الآن نفسه أن إعادتها إلى الحالة الطبيعية ستتطلب وقتاً، فضلاً عن عدة أشهر سيتطلبها تدريب الطيارين الأوكرانيين المعتادين على قيادة الطائرات السوفيتية الصنع من طرازي ميغ وسوخوي.

في ما يتعلق بالطائرات المقاتلة الحديثة، تمتد مدة التدريب النموذجية ستة أشهر للطيار المتمرس، وهي فترة يمكن اختصارها إلى ثلاثة أشهر لكن ليس أقل.

ووفق خبراء، ستتيح الطائرات المقاتلة الغربية ضرب القوات الروسية على مسافات بعيدة، وردع القاذفات الروسية من قصف الأراضي الأوكرانية. لكن الطائرات وحدها لن تكون حلاً سحرياً، فضلاً عن أن بعض نماذجها ليست مناسبة للمسرح الأوكراني.

في هذا الإطار، يقول الخبير العسكري في مركز الأبحاث البريطاني "رويال يونايتد سرفيسز أنستيتوت" جاستن برونك إن "طائرات تايفون واف-16 ليست مناسبة للقواعد الجوية البدائية التي يستخدمها الأوكرانيون لتجنب الضربات الصاروخية الروسية".

وأضاف على تويتر أن منح طائرات تايفون لكييف سيكون "شبه رمزي ولن يخدم مصالح القوات الجوية الأوكرانية".

وتابع الخبير "لكن قد يستحق الأمر العناء إذا سمحت السويد سياسياً بتزويد طائرات غريبنز أو إذا وفرت دول أخرى طائرات اف-18"، فهاتان الطائرتان قادرتان على الانطلاق من قواعد ترابية، ومتطلباتهما اللوجستية قليلة.

من جانبها، تلوح موسكو بالرد في محاولة لثني الغربيين عن منح أوكرانيا طائرات حربية.

وحذّرت السفارة الروسية في بريطانيا من أن شحنات الطائرات لن تمر بدون رد، منبّهة " من الحصاد الدامي" لجولة التصعيد المقبلة وما يترتب على ذلك من تداعيات عسكرية وسياسية على القارة الأوروبية والعالم بأسره".