الإجابة:
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فهذه الشبهة مبنية على أصل فاسد وهو قياس الرب سبحانه وتعالى على خلقه، والتشبيه في أفعاله، وقياس حكمته على حكمتهم، بحيث يحسن منه ما يحسن من الخلق، ويقبح منه ما يقبح منهم، وهذا القياس من أفسد القياس وأقبحه.
ومن المعلوم بالضرورة أن الله سبحانه وتعالى اقتضت قدرته وعزته وحكمته إيجاد المتقابلات في الذوات والصفات والأفعال، فتنوع خلقه دالٌّ على كمال قدرته وربوبيته؛ ومن ثمّ خلق النفوس أصنافًا:
فصنف مريد للخير وحده، وهم الملائكة.
وصنف مريد للشر وحده وهم الشياطين.
وصنف فيه إرادة النوعين وهي النفوس البشرية.
أما كون الملائكة تقوم بأعمال كثيرة - ستأتي الإشارة إليها - بقدرة الله تعالى، وإقداره لهم عليها! فلا يعارض كمال قيوميته، وكمال غناه -عز وجل- وإنما ذلك من مظاهر ملكه وعظمته، وجلاله؛ لأن الله سبحانه وتعالى أقام العالم المشهود على قاعدة السببية، فخلق كل شيء من مادة وفي مدة؛ لأن ذلك أعظم في القدرة والكمال، والإحكام والإتقان والإحسان، وكان قادرًا -سبحانه وعزَّ وجل – أن لا يفعل ولكنه منافٍ للحكمة، كما قال تعالى: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} [النمل: 88]، وقال: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ} [السجدة: 7].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى": "الله تعالى رب الملائكة، وهم لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون، ولا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، وهو مع هذا خالقهم وخالق أفعالهم وقدرتهم، وهو غني عنهم؛ وليس هو كالملك الذي يفعل أعوانه بقدرة وحركة يستغنون بها عنه". اهـ.
ثم أجاب - رضي الله عنه – عما أشكل على السائل، وبيّن الفارق بين خلق الله بواسطة الملائكة، والذي لا يكون سببه العجز أو الضعف أو الفقر أو الجهل – تعالى الله عن ذلك علوًا عظيمًا وتقدس سبحانه – وإنما هذا هو حال أعوان ملوك الدنيا ووزرائهم، قال الله تعالى: {الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} [الفرقان: 2] وقال: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا}[الإسراء: 111].
قال شيخ الإسلام "مجموع الفتاوى" (1/ 126-128) :"لْوَسَائِطَ: "الوسائط التي بين الملوك وبين الناس يكونون على أحد وجوه ثلاثة:
- إما لإخبارهم من أحوال الناس بما لا يعرفونه. ومن قال إن الله لا يعلم أحوال عباده حتى يخبره بتلك بعض الملائكة أو الأنبياء أو غيرهم= فهو كافر، بل هو - سبحانه - يعلم السر وأخفى، لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء وهو السميع البصير.
- الوجه الثاني: أن يكون الملك عاجزًا عن تدبير رعيته ودفع أعدائه - إلا بأعوان يعينونه - فلا بد له من أنصار وأعوان لذله وعجزه. والله - سبحانه - ليس له ظهير ولا ولي من الذل. قال تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ} [سبأ: 22]، وقال تعالى: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا} [الإسراء: 111].
وكل ما في الوجود من الأسباب: فهو خالقه وربه ومليكه، فهو الغني عن كل ما سواه، وكل ما سواه فقير إليه. بخلاف الملوك المحتاجين إلى ظهرائهم وهم - في الحقيقة - شركاؤهم في الملك.
والله تعالى: ليس له شريك في الملك، بل لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
- والوجه الثالث: أن يكون الملك ليس مريدًا لنفع رعيته والإحسان إليهم ورحمتهم إلا بمحرك يحركه من خارج، فإذا خاطب الملك من ينصحه ويعظمه أو من يدل عليه؛ بحيث يكون يرجوه ويخافه= تحركت إرادة الملك وهمته في قضاء حوائج رعيته.
والله تعالى: هو رب كل شيء ومليكه وهو أرحم بعباده من الوالدة بولدها، وكل الأشياء إنما تكون بمشيئته، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وهو الذي أجرى نفع العباد بعضهم على بعض، فجعل هذا يحسن إلى هذا ويدعو له ويشفع فيه ونحو ذلك، فهو الذي خلق ذلك كله، وهو الذي خلق في قلب هذا المحسن الداعي الشافع إرادة الإحسان والدعاء والشفاعة، ولا يجوز أن يكون في الوجود من يكرهه على خلاف مراده، أو يعلمه ما لم يكن يعلم، أو من يرجوه الرب ويخافه". اهـ. مختصرًا.
والمقصود أن أمر الله تعالى للملائكة بمباشرة تدبير أمر الكون لا يتعارض مع قدرة الله تعالى وتفرده بالخلق والأمر، بل خلق الملائكة وتكليفهم بهذه المهام هو نفسه مظهر من مظاهر القدرة الإلهية، والخلق والتدبير الرباني.
وقال ابن القيم في "إغاثة اللهفان" (2/ 125-130): "كل حركة في السماوات والأرض: من حركات الأفلاك، والنجوم، والشمس، والقمر، والرياح، والسحاب، والنبات، والحيوان، فهي ناشئة عن الملائكة الموكلين بالسماوات والأرض؛ كما قال تعالى: {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا} [النازعات: 5]، وقال: {فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا } [الذاريات: 4]، وهي الملائكة عند أهل الإيمان وأتباع الرسل عليهم السلام.
وقد دل الكتاب والسنة على أصناف الملائكة، وأنها موكلة بأصناف المخلوقات، وأنه سبحانه وكل بالجبال ملائكة، ووكل بالسحاب والمطر ملائكة، ووكل بالرحم ملائكة تدبر أمر النطفة حتى يتم خلقها.
ثم وكل بالعبد ملائكة لحفظه، وملائكة لحفظ ما يعمله وإحصائه وكتابته، ووكل بالموت ملائكة، ووكل بالشمس والقمر ملائكة، ووكل بالنار وإيقادها وتعذيب أهلها وعمارتها ملائكة، ووكل بالسؤال في القبر ملائكة، ووكل بالأفلاك ملائكة يحركونها، ووكل بالجنة وعمارتها وغراسها، وعمل الأنهار فيها ملائكة.
فالملائكة أعظم جنود الله تعالى. ومنهم:
{وَالمُرْسَلاَتِ عُرْفاً فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفاً وَالنَّاشِراتِ نَشْراً فَالْفَارِقَاتِ فَرْقاً فالمُلْقِيَاتِ ذِكْراً} [المرسلات: 1-5] ومنهم {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً وَالسَّابحَاتِ سَبْحاً فَالسَّابِقَاتِ سَبْقاً فَالمُدَبِّرَاتِ أَمْرَا} [النازعات:1-5] ومنهم {وَالصَّافّاتِ صَفا فَالزَّاجِرَاتِ زَجْراً فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرَا} [الصافات:1-3] .
ومنهم ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، وملائكة قد وكلوا بحمل العرش،
وملائكة قد وكلوا بعمارة السماوات بالصلاة والتسبيح والتقديس، إلى غير ذلك من أصناف الملائكة التى لا يحصيها إلا الله تعالى.
ولفظ الملك يشعر بأنه رسول منفذ لأمر غيره، فليس لهم من الأمر شيء، بل الأمر كله لله الواحد القهار، وهم ينفذون أمره؛ {لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إلا لَمِن اُرْتَضَى وَهْمْ مِنْ خَشْيَتهِ مُشْفِقُونَ}[الأنبياء: 27 - 28]، {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يؤمَرُونَ}[النحل: 50]، {لا يَعْصُونَ اللهَ مَا أمَرَهُمْ وَيفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرْونَ}[التحريم: 6] .
ولا تتنزل إلا بأمره، ولا تفعل شيئا إلا من بعد إذنه، فهم: {عِبَادٌ مُكرَمُونَ} [الأنبياء: 26].
منهم الصافون، ومنهم المسبحون. ليس منهم إلا من له مقام معلوم، لا يتخطاه وهو على عمل قد أمر به لا يقصر عنه، ولا يتعداه، وأعلاهم الذين عنده سبحانه: {لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَستَحْسِرُونَ يُسَبِّحُونَ الليْلَ وَالنَّهَارَ لا يفْتُروُنَ} [الأنبياء: 19- 20].
والمقصود: أن الله سبحانه وكل بالعالم العلوى والسفلى ملائكة، فهى تدبر أمر العالم بإذنه ومشيئته وأمره، فلهذا يضيف التدبير إلى الملائكة تارة، لكونهم هم المباشرين للتدبير، كقوله:{فَالمُدَبِّراتِ أَمْراً} [النازعات: 5].
ويضيف التدبير إليه كقوله: {إِنَّ رَبَّكُم اللهُ الَّذِى خَلَقَ السَّمَواتِ وَالأرْضَ فِى سِتَّةِ أيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ}[يونس: 3]، قوله: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَى مِنَ المَيِّتِ وَيخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الْحَى وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ، فَسَيَقُولُونَ الله}[يونس: 31]، فهو المدبر أمراً وإذناً ومشيئةً، والملائكة المدبرات مباشرة وامتثالاً.
وهذا كما أضاف التوفى إليهم تارة، كقوله تعالى: {تَوَفّتْهُ رُسُلنَا}[الأنعام: 61]، وإليه تارة، كقوله: {اللهُ يَتَوَفَّى الأنْفسَ}[الزمر: 42] ونظائره.. اهـ.
وجاء في "الطراز لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز"(2/ 135): "... ثم خلق سبحانه لإسكان سمواته وعمارة الصفيح الأعلا من ملكوته خلقًا بديعًا من ملائكته، وملأ بهم فروج فجاجها، وحشا بهم فتوق أجوائها، وبين فجوات تلك الفروج زجل المسبحين منهم فى حظائر القدس، وسترات الحجب، وسرادقات المجد، ووراء ذلك الرجيج الذى تستك منه الأسماع، سبحانه نور تردع الأبصار عن بلوغها، فتقف على حدودها، أنشأهم على صور مختلفات، وأقدار متفاوتات، أولى أجنحة تسبح جلال عزته.
لا ينتحلون ما ظهر فى الخلق من صنعته، ولا يدعون أنهم يخلقون شيئًا مما انفرد به، بل عباد مكرمون، لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون، جعلهم فيما هنالك أهل الأمانة على وحيه، وحملهم إلى المرسلين ودائع أمره ونهيه، وعصمهم من ريب الشبهات، فما منهم زائغ عن سبيل مرضاته، وأمدهم بفوائد المعونة، وأشعر قلوبهم تواضع إخبات السكينة.
وفتح لهم أبوابًا ذللاً إلى تماجيده، ونصب لهم منارًا واضحًا على أعلام توحيده، لم تثقلهم مؤصرات الآثام، ولم ترتحلهم عقب الليالى والأيام، ولم ترم الشكوك بنوازعها عزيمة إيمانهم، ولم تعترك الظنون على معاقد يقينهم، ولا قدحت قادحة الإحن فيما بينهم، ولا سلبتهم الحيرة ما لاق من معرفته بضمائرهم" اهـ.
جاء في "جامع المسائل" لشيخ الإسلام ابن تيمية: "... في الصحيحين عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس أحد أحب إليه المدح من الله، من أجل ذلك مدح نفسه، وليس أحد أغير من الله من أجل ذلك حرم الفواحش"
وفي «صحيح مسلم» أيضًا عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في سجوده: «اللهم إني أعوذُ برضاك من سَخَطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناءً عليك، أنتَ كما اثنيتَ على نفسك»
وقد قال الله تعالى- فيما يُروى في الحديث الصحيح -: "يا عبادي إنكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني، ولن تبلغوا ضرّي فتضروني"، وهذا الحديث ينفي بلوغَ الخلقِ لذلك، وعجزهم عن ذلك، وما فعله الخلقُ فإنما فعلوه بقوة الله ومشيئته وإذنه، ولا حول ولا قوة إلا به.
وفأخبر - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه ليس أحد يحب أن يُمدح، ويعذر مثل ما يحب الله ذلك، ولا أحد أصبر على أذاه، وأغير على محارمه من الله، فالممدوح بإزاء المعذور يمدح على إحسانه، ويعذر على عدله وعقوبته، والصبر بإزاء الغيرة، يصبر على أذى خلقه له، ويَغَارُ أن تُرتكب محارمه.
قال: السؤال الثاني: أي مقصود له في أن يعبدوه ويحمدوه إذا كان غنيا عن العالمين؟ وهو أحد صمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفؤا أحد. ثم إما أن يكون يحصل بالعبادة ما لم يكن حاصلا، فيكون قبله ناقصا، أو يكون قبل العبادة وبعدها سواء، فسيان عبدوه أو لم يعبدوه.
غناه عن العالمين لا يمنع أن يحب ويرضى ويفرح، والإيمان به، وعبادته، وشكره، والعمل الصالح، وأن يفرح بتوبة التائب... والكمال أن يكون يحب ويفرح بكل ما يحدث من محبوب ومرضي ومفروح به.
فهذه الصفات حق نطق بها الكتاب والسنة، واتفق عليها سلف الأمة وعامة أهل العلم والإيمان من أهل المعرفة واليقين، ودل العقل القياسي والعقل الإيماني على صحتها، فلا خروج عن هذه الأدلة والسنة والجماعة وزمرة الأولياء والأنبياء". اهـ. مختصرًا
والحاصل أن من تأمل تلك النصوص تظهر له جوانب من حكمة الله تعالى في خلق الملائكة وأعمالها، وما وُكِّلوا به من الأعمال؛ فإن كثرة الجند دليل على كمال الملك، وعظيم القوة تدبيره، وكمال طاعة رعاياه، مع كمال الخوف والخشية من الله تعالى، مع كمال الحب والرجاء؛ قال تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ* يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} [الأنبياء: 26 - 28]
ولا شك أن تدبر المسلم لتلك الأحوال يحقيق الإيمان الذي أُمِر به العباد، لا سيما الإيمان بالغيب، كما أن العلم بعظمة مخلوقات الله دليل على عظمة وقدرة وإبداع الخالق، ويتحقق عبادة الشكر،، والله أعلم.