تُترك آلاف المقاعد في قطارات "يوروستار" Eurostar يومياً شاغرة ولا تُباع عمداً حيث يكافح مشغل القطارات العابر للقنال بسبب قيود المراقبة المفروضة على جوازات السفر بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست).
وكشفت "يوروستار" أن الموجة الأولى من القطارات الصباحية المغادرة لندن وتلك القادمة من الكتلة القارية الأوروبية يوضع سقف لها بعدد 550 راكباً مما يترك 350 مقعداً شاغراً أو ما يشكل 39 في المئة من قدرتها الاستيعابية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
منذ إتمام "بريكست"، أصبحت نقاط التدقيق الحدودية في محطة سانت بانكراس الدولية في لندن والمحطات الأوروبية القارية أكثر استهلاكاً للوقت.
وبحسب طلب الحكومة البريطانية في اتفاقية المغادرة من الاتحاد الأوروبي، يتوجب على المسافرين البريطانيين أن تكون جوازات سفرهم مختومة في الاتجاهين من قبل مسؤولي الحدود في الاتحاد الأوروبي.
كما يخضع الزوار الأوروبيون لتدابير تدقيق أكثر صرامة في مراكز قوات أمن الحدود البريطانية في محطات يوروستار الأوروبية.
هذا وقد تم تصميم المرافق في المحطات [قبل بريكست] لتولي ضغط تدفق المسافرين ضمن الاتحاد الأوروبي مع فرض إجراءات شكلية بسيطة لغالبية الركاب. لكن، وبعد "بريكست"، ازدادت أوقات إتمام المعاملات بنسبة 30 في المئة على الأقل وأصبح المسافرون ينتظرون طويلاً للعبور. بالتالي، ونتيجة للطوابير الطويلة، كان على يوروستار الاختيار بين تأخير سير القطارات أو خفض عدد البطاقات المطروحة للبيع.
ويمكن ملء مزيد من المقاعد في وقت لاحق من اليوم. بيد أن المدير التجاري ليوروستار فرانسوا لو دوز قال: "وضع سقف لعدد الركاب في نسبة كبيرة من القطارات. ليس لدي حاجة كبيرة للقيام بحسومات بقيمة 29 جنيهاً استرلينياً (35.7 دولار) على البطاقة".
وسبق لـ"يوروستار" أن خفضت عدد القطارات بين لندن وباريس من 18 إلى 14 يومياً.
وتخضع القدرة في محطة أمستردام سنترال لقيود أكبر مع مغادرة القطارات التي تكون ثلاثة أرباع مقاعدها شاغرة.
ويمكن بيع 250 مقعداً من أصل 900 مقعد بسبب القيود الصارمة في موقع مراكز قوات أمن الحدود البريطانية في العاصمة الهولندية.
وبإمكان 175 راكباً إضافياً أن يستقلوا القطار في روتردام مما يعني أن القطار يغادر هولندا بأقل من نصف قدرته الاستيعابية. ثم يتوقف مجدداً لصعود مزيد من الركاب في بروكسل.
وفي هذا السياق، قالت الرئيسة التنفيذية الجديدة في يوروستار، غويندولين كازيناف: "أصبحنا خبراء في تحديد سقوف عدد الركاب في القطارات. الأمر المؤسف أننا لا نستطيع توفير مقاعد كافية بسبب الازدحام في تلك المحطات. نحن شركة أوروبية وهدفنا زيادة الحركة".
وأضافت كازيناف أن المرافق المحسنة في أمستردام يجب أن تكون متوفرة بدءاً من عام 2025، مما يسمح لصعود 600 راكب على متن القطار، أي ثلثي القدرة الاستيعابية. وتابعت: "أنا أعمل على الموضوع. تتمثل إحدى أولوياتي في العمل مع السلطات الهولندية كوننا نواجه مشكلة. إذا أرادوا الدفع باتجاه سياسة نقل مستدامة، عليهم العمل معنا".
وقالت الرئيسة التنفيذية، إنه ما من احتمال لافتتاح المحطتين المتوقفتين حالياً في كنت، إبسفليت وآشفورد، حتى يتم حل مشكلات القدرة الاستيعابية في العواصم.
جاء حديث كازيناف في حفل إطلاق الشعار الجديد لمجموعة يوروستار الموسعة، التي أصبحت تضم حالياً مشغل قطار "تاليس" Thalys السريع الذي يربط باريس ببروكسل وأمستردام وكولونيا ودورتموند.
وتنوي المجموعة توسيع قدرتها الاستيعابية من 19 مليون راكب عام 2019 إلى 30 مليون راكب بحلول عام 2030. وستتشارك يوروستار وتاليس برنامج ولاء العملاء كما ستتحسن روابط القطارات في المحطات الرئيسة مع وضع محطة "بروكسل ميدي" Brussels Midi في قلب هذه الشبكة.