«مؤتمر الإعلام الوطني» يثير الجدل حول «القوة الناعمة» و«المؤسسات الإعلامية»

منذ 1 سنة 513

شهد مؤتمر الإعلام الوطني أمس، موجة كبيرة من التساؤلات التي أثارها نخبة من المتحدثين المشاركين في جلسات المؤتمر، والتي طرحت الإجابات المختلفة حول واقع الإعلام الوطني وأساليبه ومستقبله، وتحركاته بشأن تعزيز الصورة النمطية الإيجابية عن المملكة التي تشهد تحولات وطنية تاريخية على المستويات كافة.

وفيما شهدت البلاد خلال أيام قليلة أحداثاً مهمة بدءاً بالقمة العربية في جدة، مروراً بفوز طلاب وطالبات المملكة بـ 27 جائزة عالمية في «آيسف الدولي»، وانتهاءً برحلة رائدي الفضاء السعوديين، جاءت الجلسات الحوارية لتشخص واقع المؤسسات الإعلامية كقوة ناعمة عابرة للقارات وحاجتها للمزيد من الجهد لمشاركة العالم كل التحولات الوطنية وما تعيشه المملكة من ازدهار وتقدم ونمو في المجالات كافة.

ولم تخل الـ 30 جلسة الموزعة ما بين ندوات رئيسية وورش عمل وحلقات نقاش وجلسات حوارية، من إثارة التحديات التي تواجه الإعلام الوطني الذي يهدف لمعالجة قضايا المجتمع وتسليط الضوء على منجزات الوطن وتعزيز الحضور السعودي دولياً.

وقال عميد كلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام محمد بن سعود الأمير سعد آل سعود لـ «عكاظ»: إننا في المؤتمر وصلنا إلى توصيات عدة، تستحق أن ترفع للجهات المعنية وسيتم الإعلان عنها في حينها، مضيفاً أن المؤتمر شهد تفاعلاً كبيراً من الحضور والمشاركين وهم من القامات الوطنية الإعلامية والأكاديمية والمهنية.

ويرى الإعلامي عبدالرحمن الراشد أن وسائل الإعلام رسخت لدى المتلقي في شهر رمضان مثلاً، مفهوم الترفيه والتسلية كرمز لهذا الشهر المعظم، بدلاً عن تقديم جرعة من البرامج الحوارية والجادة، لذا أصبح المعيار لديها الآن هو استقطاب المشاهير والممثلين.

وقال: إن الكثير من العناوين في وسائل التواصل الاجتماعي لا تمت بصلة للإعلام الوطني، وسط غياب من المؤسسات الأكاديمية والمتخصصة.

من جانبه، شدد رئيس تحرير صحيفة «الوطن» الدكتور عثمان الصيني، على ضرورة توطين الإعلام وتطوير المنهج الإعلامي للطلاب والطالبات في كل الجامعات والكليات التي لم يطرأ عليها تحديث منذ سنوات طويلة.

من جهتها، أكدت الدكتورة هدى بن سعيدان أن التسويق عبر المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي ما زال الأبرز في المشهد السعودي، وهو ما يتطلب جهداً من المؤسسات الإعلامية الحكومية والخاصة للدخول في هذه المنافسة لما تمتلكه من خبرات وإمكانات عالية لم تستثمر بالشكل المأمول حتى الآن.

ولفت مدير عام قناة «الإخبارية» فارس بن حزام، إلى أن الجيل الجديد من طلاب الإعلام قادرون على التغيير، إلا أن هناك فرقاً كبيراً بين المناهج في الجامعة، وبين ما يمارسونه ميدانياً بعد الدراسة، وهو مختلف تماماً عن واقع المهنة والممارسة، خاصة أن الصحافة مهنة نوعية جداً.

ويوافقه الرأي الإعلامي أحمد الفهيد بقوله: إن طالب الإعلام يحتاج للتطور، ويتحقق ذلك عبر تثقيف نفسه بالقراءة المستمرة في مجال مهنته، معتبراً مؤتمر الإعلام الوطني مثالاً احترافياً لمسألة التدريب على رأس التعليم.