ليس ما تتوقعه.. ما هو أفضل مشروب للحفاظ على رطوبة الجسم؟

منذ 1 سنة 152

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عندما تشعر بالعطش، ما هي المشروبات الأفضل للحفاظ على رطوبة جسمك؟

بالطبع، يمكنك دائمًا اللجوء إلى كوب من الماء، لكن الماء العادي ليس من بين أكثر المشروبات التي ترطب الجسم، وفقًا لما ذكرته دراسة أجريت بجامعة سانت أندروز في اسكتلندا، والتي قارنت تأثير مشروبات مختلفة على ترطيب الجسم.

ووجد الباحثون أن المياه - سواء كانت عادية أو فوارة - تقوم بعمل جيد لترطيب الجسم بسرعة، ولكن المشروبات التي تحتوي على القليل من السكر أو الدهون أو البروتين تقوم بعمل أفضل حتى في الحفاظ على الترطيب لفترة أطول.

ويرتبط السبب بكيفية استجابة أجسامنا للمشروبات، وفقًا لما ذكره رونالد موغان، وهو مؤلف الدراسة وأستاذ في كلية الطب بجامعة سانت أندروز.

ويُعد حجم المشروب المستهلك عاملا مساهمًا، إذ كلما شربت أكثر، زادت سرعة تفريغ المشروب من المعدة وامتصاصه في مجرى الدم، حيث يمكن أن يخفف من سوائل الجسم، ويمنح الترطيب.

الحليب أكثر ترطيبًا من الماء

ويتعلق العامل الآخر الذي يؤثر على قدرة المشروب في ترطيب الجسم، بتركيبه الغذائي.

وتبين أن الحليب أكثر ترطيبًا للجسم من الماء العادي، إذ أنه يحتوي على سكر اللاكتوز، وبعض البروتين، والدهون، وكلها تساعد في إبطاء إفراغ السوائل من المعدة، والحفاظ على الترطيب لفترة أطول.

ويحتوي الحليب أيضًا على الصوديوم، الذي يعمل مثل إسفنج، ويحتفظ بالماء في الجسم، ويؤدي إلى إدرار أقل للبول.

وينطبق الأمر ذاته على محاليل معالجة الجفاف الفموية، المستخدمة في علاج حالات الإسهال. وتحتوي هذه المحاليل على كميات ضئيلة من السكر، بالإضافة إلى الصوديوم والبوتاسيوم، والتي يمكن أيضًا أن تساعد في تعزيز احتباس الماء في الجسم.

وتشير هذه الدراسة إلى الكثير مما نعرفه بالفعل، مثل أن محاليل الكهرل التي تحتوي على أيونات مثل الصوديوم والبوتاسيوم، تساهم في تحسين الترطيب، بينما أن السعرات الحرارية الموجودة في المشروبات تؤدي إلى إبطاء عملية الإفراغ المعدي وبالتالي بطء عملية التبول، وفقًا لما أوضحته ميليسا ماجومدار، وهي اختصاصية تغذية مسجلة ومدربة شخصية ومتحدثة باسم الأكاديمية الأمريكية للتغذية والتغذية العلاجية، والتي لم تكن ضمن الدراسة.

ولكن هنا قد تختلط الأمور، إذ لا تعني المشروبات التي تحتوي على سكر مركز أكثر، مثل عصائر الفاكهة أو المشروبات الغازية، أنها ترطّب الجسم بالمسوى ذاته للمشروبات ذات السكر المنخفض.

وقد تستغرق وقتا أطول في المعدة وتفرغ ببطء أكثر مقارنة بالماء العادي، ولكن بمجرد أن تدخل هذه المشروبات إلى الأمعاء الدقيقة، يتم تخفيف تركيز السكر العالي الذي تحتوي عليه من خلال عملية فيزيولوجية تُسمى الأسموز. وتقوم هذه العملية بـ"سحب" الماء من الجسم إلى الأمعاء الدقيقة لتخفيف تركيز السكر الموجود في هذه المشروبات.

ومن الجانب التقني، يكون أي شيء داخل الأمعاء الدقيقة خارج الجسم.

ولا تُعتبر العصائر والمشروبات الغازية فقط أقل فاعلية في الترطيب، بل تحتوي أيضًا على سكريات إضافية وسعرات حرارية لا تشبعنا بالقدر ذاته للأطعمة الصلبة.

وإذا كانت الخيارات بين شرب المشروبات الغازية أو الماء للترطيب، فالأفضل دائمًا اختيار الماء. 

وفي نهاية المطاف، تعتمد أعضاء مثل الكلى والكبد على الماء للتخلص من السموم في أجسامنا، كما يلعب الماء دورًا أساسيًا في الحفاظ على مرونة البشرة ونعومتها. كما أنه بمثابة أرخص مستحضر للترطيب.

ورغم أهمية الحفاظ على الترطيب - حيث يحافظ على تشحيم مفاصلنا، ويساعد في منع الالتهابات، ويحمل العناصر الغذائية إلى خلايانا - إلا أنه في غالبية الحالات، لا يحتاج الناس إلى القلق كثيرًا بشأن قدرة مشروباتهم على الترطيب.

وإذا كنت تشعر بالعطش، سيخبرك الجسم بشرب المزيد، وفقًا لما قاله موغان.

ولكن بالنسبة للرياضيين الذين يتدربون بجد في ظروف دافئة ويفقدون كمية كبيرة من العرق، أو بالنسبة لشخص قد تتأثر وظائفه الإدراكية سلبًا بسبب العمل لساعات طويلة من دون استراحات لتناول المشروبات، يصبح الاحتباس المائي مسألة حرجة.