"لو عظمة منهم على الأقل".. بعد عام على زلزال تركيا المروع.. عائلات لا تزال تبحث عن رفات ذويها

منذ 9 أشهر 102

في الذكرى السنوية الأولى للزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، ما زالت عائلات كثيرة تبحث عن رفات ذويها الذين قضوا في الزلزال، ولم يعثر عليهم حتى اليوم.

بعد مرور عام على الزلزال المروع الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا، وأسفر عن دمار هائل ومقتل عشرات الآلاف، لا تزال عائلة سيفدا كوسي تبحث عن شقيقها وزوجته وابنهما الرضيع الذين فُقدوا في الكارثة التي حولت مئات الآلاف من المباني في منطقة واسعة من جنوب تركيا إلى كومة من الأنقاض.

سيفدا، الشابة البالغة من العمر 22 عامًا، تروي كيف مرت عليها الساعات الأولى، حيث تذكر كيف تمكنت من النجاة بأعجوبة بعد أن خرجت من الطابق السفلي لمنزلها في المنطقة المجاورة لأنطاكيا.

وتشير إلى أنها سارت لمدة ساعتين في الظلام مع ابن عمها لتجد شقيقها يعقوب الذي لم يرد على هاتفه.

مصير مجهول

بينما تحيي البلاد الذكرى الأولى للزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة والهزة الارتدادية القوية التي تلته بعد ساعات، ما زالت العائلات في المنطقة المنكوبة تشعر بالحزن على الأحباء والأقارب الذين فقدوا في هذا اليوم، ويعيشون في ملاجئ مؤقتة مثل الخيام، ويكافحون من أجل العودة إلى حياتهم الطبيعية.

سيفدا هي واحدة من بين عشرات الأشخاص في تركيا الذين لا يزالون يسعون لمعرفة مصير أحبائهم بعد مرور عام على الكارثة التي حلت على تركيا وسوريا في فجر السادس من فبراير / شباط 2023.

تذكر سيفدا أن العائلة قضت خمس ليالٍ بالقرب من أنقاض شقة إيلكي، حيث كانوا ينامون في السيارات في ظروف باردة جداً، أو يتجمعون حول نار المخيم، في حين كان الجيران وفرق الإنقاذ يعملون على تمشيط الأنقاض لإنقاذ الناجين واستخراج الجثث.

وتشير إلى أنه لم يتم العثور على شقيقها وزوجته وابنهما الرضيع.

واشتعلت النيران في الشقة، التي كان يسكنها أكثر من 100 شخص، عندما انهارت ولم يخرج منها سوى 10 أحياء.

في المجموع، تم إدراج 25 من سكان المبنى في عداد المفقودين.

وفي أبريل/نيسان، قدرت الحكومة العدد الإجمالي للمفقودين بنحو 300 شخص.

وتقول كوسي إنها تأمل العثور على أقاربها على قيد الحياة، ولكنها ترغب أيضًا في العثور على جثثهم حتى تتمكن العائلة من دفنهم.

وقالت: "نحن نفكر في جميع الاحتمالات، ولكننا نقول: إذا تمكنا من العثور على عظمة على الأقل، فيمكننا دفنها... لكننا لم نعثر حتى على ذلك".

وأصبحت كوسي صديقة لنور ديلين، البالغة من العمر 26 عامًا، والتي لم تخرج والدتها جنان ووالدها عصمت وشقيقها إبراهيم البالغ من العمر 16 عامًا من بين أنقاض شقة إيلكي.

وقامت عائلتا كوسي وديلين بالبحث في المشارح والمقابر والمستشفيات في العديد من المقاطعات التركية، بما في ذلك مدينة غيرسون الشمالية.

وفي ظل الفوضى التي اندلعت بعد الزلزال، ومع تدمير العديد من المستشفيات حول أنطاكيا، أرسل العديد من الناجين على عجل إلى المستشفيات في مدن أخرى.

الناجون قدموا عينات من الحمض النووي، لكن لم تسفر أي منها حتى الآن عن تطابق مع ضحايا مجهولين أو أشخاص عولجوا في المستشفيات. وتضيف الناجية سيفدا: "انتظرنا والبطانية بين أذرعنا (لكي نلف الجثث) لكن لم يتم انتشالهم قط".

بدورها، تقول ديلين:"عندما دخلنا الشهر الحادي عشر، بدأنا نفكر لو كان بإمكاننا العثور على (الجثث) لو كان من الممكن إقامة جنازات لهم".