لهذا السبب قد ترغب بإجراء اختبار الوقوف على ساق واحدة

منذ 1 أسبوع 34

دبي الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشفت دراسة جديدة أن المدة التي يمكنك بها تحقيق التوازن على ساق واحدة قد تشكل اختبارًا جيدًا لصحتك.

من خلال اختبار مدة قدرة الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 50 عامًا  وما فوق على اتخاذ وضعية الوقوف على ساق واحدة، وجد الباحثون أنّ الفترة التي يمكن للشخص أن يقف فيها على ساقه المسيطرة وغير المسيطرة تراجعت بشكل ملحوظ مع تقدم العمر، وكان هذا الانخفاض أكبر من التراجع في المشي، وقوة العضلات.

نُشرت الدراسة في مجلة العلمية "بلوس ون"، الأربعاء.

وبحسب المؤلف الرئيسي الدكتور كينتون كوفمان، باحث علمي وأستاذ أبحاث الجهاز العضلي الهيكلي بعيادة "مايو كلينك" في مدينة روتشستر بولاية مينيسوتا، يُعد الوقوف على ساق واحدة "مقياسًا جيدًا للنظام الصحي العام نظرًا لأنّ التوازن يعكس كيفية عمل أنظمة الجسم معًا".

وأضاف: "يوفر التوازن الجيد القدرة على القيام بأنشطة الحياة اليومية من دون الخوف من السقوط، وهذا يؤدي إلى تحسين نوعية الحياة والشيخوخة الصحية".

وجدت الدراسة التي أجريت على 40 مشاركًا، يتمتع جميعهم بصحة جيدة مماثلة، ولا يعانون من اضطرابات عصبية عضلية، أنّ مقدار الوقت الذي يمكن للشخص أن يقف فيه على ساق واحدة تراجع بمعدل 2.2 ثانية لكل عقد في الجانب غير المسيطر، وبمعدل 1.7 ثانية لكل عقد في الجانب المسيطر لكل من الرجال والنساء، عند التحكم في حجم الجسم.

وأظهرت الأبحاث السابقة أنّ القدرة على التوازن تتراجع مع التقدّم في العمر. وقارنت الدراسة الجديدة هذه القدرة بعوامل عضلية أخرى مثل قوة قبضة اليد، وقوة الركبة، بالإضافة إلى سرعة المشي. ورغم أن جميع القياسات انخفضت مع تقدّم العمر، إذ تراجعت قوة القبضة بمعدل 3.7%، وقوة الركبة بمعدل 1.4% لكل عقد، إلا أن القدرة على التوازن أثناء وضعية الوقوف على ساق واحدة تدهورت بأسرع معدل.

كم من الوقت يجب أن تكون قادرًا على الوقوف على ساق واحدة؟

أشار كوفمان إلى أنّ التوازن مهم للوقاية من الإصابات، ومن لا يستطيعون التوازن على ساق واحدة لأكثر من خمس ثوانٍ قد يكونون أكثر عرضة لخطر السقوط.

وعلى نحو منفصل، وجدت دراسة أجريت في يونيو/ حزيران عام 2022 أن القدرة على التوازن مرتبطة بعمر أطول، مع ارتفاع خطر الوفاة لأي سبب بنسبة 84% للأشخاص غير القادرين على الوقوف على ساق واحدة من دون دعم لمدة 10 ثوانٍ.

وأضاف أنّ القاعدة الذهبية تتمثّل في القدرة على الحفاظ على الوضعية لمدة 30 ثانية وما فوق لمن هم في سن 69 عاماً وما دون، وحوالي 20 ثانية لمن هم في عمر يتراوح بين 70 و79 عاماً، و10 ثوان لمن هم أكبر من 80 عاماً.

ولا يتطلب إجراء اختبار الوقوف على ساق واحدة أي معدات خاصة ويمكن إجراؤه بسهولة في المنزل، ما يجعله فحصًا سهلًا، وفقًا لكوفمان.

ولفت كوفمان إلى أنه بالنسبة لمن لا يستطيعون الوقوف على ساق واحدة لفترة طويلة، فقد يكون ذلك أحد أعراض إصابتهم بحالة صحية، مثل مشكلة في القلب، أو مشكلة في الدماغ أو الجهاز العصبي، مثل السكتة الدماغية، أو الخرف، أو مرض باركنسون.

وقد يكون أيضًا علامة على أن الشخص يعاني من آثار جانبية من الأدوية. وإذا كان الشخص غير قادر على الوقوف على ساق واحدة لأكثر من خمس ثوانٍ، يوصي كوفمان بتحديد موعد مع طبيب.

كيفية تحسين التوازن في سن الشيخوخة

في حين أن الدراسة نظرت فقط في البالغين الذين تبلغ أعمارهم 50 عامًا وما فوق، فإن اختبار الوقوف على ساق واحدة "ينطبق أيضًا على الأشخاص الأصغر سنًا"، بحسب ما ذكر كوفمان. 

وتابع: "إذا واصلت تدريب نظام التوازن الخاص بك وأنت شاب، فيجب عليك الحفاظ عليه مع تقدمك في السن".

من جانبها، أشارت الدكتورة أنات لوبيتسكي، أستاذة العلاج الطبيعي في جامعة نيويورك، إلى أن الأشخاص من جميع الأعمار يجب أن يمارسوا نشاطًا بدنيًا، وأن يعززوا قوتهم وتوازنهم لأن القيام بذلك سيساعد على تحقيق الشيخوخة الصحية. 

وقالت لوبيتسكي، غير المشاركة في الدراسة: "التوازن ضروري للعديد من المهام المختلفة ويجب أن نعمل على جميعها، كالمشي أثناء التحدث، وتحريك الرأس، والانعطافات السريعة، والتقاط الأمور، والمشي في الظلام، والمشي على أسطح مختلفة.. وكيفية النهوض بعد السقوط".

ولتحسين توازنك، توصي لوبيتسكي بفصول اللياقة البدنية أو التوازن، مثل فصول اليوغا، والتي تهدف عادةً إلى حوالي 30 أو 60 ثانية من التوازن على كل ساق.