له ثلاثة أسماء وتتمسك به تل أبيب.. ماذا نعرف عن الجسر الرابط بين الضفة الغربية وإسرائيل؟

منذ 2 أشهر 48

شهد المعبر الرابط بين الضفة الغربية والأردن هجوماً مسلحا، الأحد، قتل فيه 3 من عناصر الأمن الإسرائيلي، والمعبر ليس عاديا إذ ينظر له على أنه "رئة" سكان الضفة.

قبيل توجهه إلى العاصمة النرويجية أوسلو لخوض مفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينية مطلع التسعينيات، يروي الدبلوماسي الإسرائيلي أوري سبير، أن رئيس الوزراء حينها، إسحق رابين، أعطاه توجيهات قاطعة.

ومن بين هذه التوجيهات، الرفض القاطع لأي تنازل إسرائيلي عن السيطرة على جسر اللنبي، وأصر رابين على بقاء جميع المناحي ذات العلاقة بأمن إسرائيل والضفة الغربية مع العالم الخارجي في أيدي إسرائيل.

أهمية المعبر

تبين هاتان الفقرتان السابقتان اللتان وردتا في كتاب "المسيرة.. حكاية أوسلو من الألف إلى الياء"، الأهمية التي يكتسبها المعبر، الذي شهد اليوم هجوما مسلح قتل فيه 3 من عناصر الأمن الإسرائيلي.

ورغم مرور أكثر من 30 عاما على تلك المفاوضات التي صارت جزءا من التاريخ، إلا أن الموقف الإسرائيلي بشأن المعبر لم يتغير.

المعبر هو المنفذ الوحيد لسكان الضفة الغربية إلى العالم، فعبره يسافرون إلى الأردن ومن هناك وتحديدا عبر مطار الملكة علياء قرب العاصمة عمّان يسافرون إلى شتى بلدان العالم.

وتزداد أهمية المعبر في ظل عدم وجود دولة فلسطينية ولا سيادة فلسطينية، إذ لن يكون بوسع السلطة المحدودة التي يتزعمها محمود عباس إنشاء مطار في الضفة، لذلك يمكن وصف المعبر بأنه "رئة" سكان الضفة.

وفي الحالات التي تغلق فيها إسرائيل المعبر، وهي ليست بالقليلة، تنعزل الضفة الغربية وسكانها عن العالم.

ونظرا لأهميته، تنشر وسائل الإعلام الفلسطينية أخبارا وتحديثات بشأن حالة الحركة على المعبر، كما تنشر الشرطة الفلسطينية أرقام بشأن طبيعة الحركة فيه، فعلى سبيل المثال شهد أحد أسابيع شهر تموز/ يوليو الماضي مرور 54 ألف مسافرا في كلا الاتجاهين.

وبالنسبة إلى الإسرائيليين، يمثل المعبر وسيلة أمنية لمنع تحرك الفلسطينيين الذين تقول إنهم يشكلون خطرا على أمنها، كما أنه يمثل ورقة ضغط في أي مفاوضات مستقبلية.

قصة الاسم

يطلق الإسرائيليون على الجسر اسم "معبر اللنبي" تكريما للجنرال البريطاني، إدموند اللنبي، الذي سيطر على مدينة القدس وطرد العثمانيين منها في الحرب العالمية الأولى، أما الأردنيون فيسمونه "جسر الملك حسين" نسبة إلى الملك الراحل الذي حكم الأردن نحو 50 عاما.

ومن جانبهم، يطلق الفلسطينيون عليه اسم "معبر الكرامة"، تخليدا لذكرى معركة الكرامة التي خاضها الفدائيون الفلسطينيون بدعم من الجيش الأردني عام 1968.

لكن المسافرين يطلقون عليه ببساطة اسم "الجسر" فقط.

الإجراءات الأمنية المشددة

تحيط إسرائيل المعبر بعدة نقاط تفتيش ومراكز عسكرية وآليات مراقبة متقدمة تبدأ على بعد كيلومترات من المعبر.

ويمر المسافر عبر المعبر في نقطتي تفتيش قبل أن يدخل إلى صالة المسافرين، التي تتحكم بها إسرائيل بشكل مطلق، وقبل سنوات خلت وخصوصا في ظل الانتفاضة الثانية، كانت هناك 3 نقاط تفتيش.

يذكر أن الهجوم وقع عند نقطة التفتيش الإسرائيلية الأولى بعد مغادرة آخر نقطة عند الحدود الأردنية، ويعمل في هذه النقطة عادة عناصر أمن تابعون لهيئة المطارات والمعابر الإسرائيلية، ويحمل هؤلاء بنادق آلية ويرتدون سترات واقية من الرصاص، وعلى بعد أمتار ثمة نقاط مراقبة عسكرية.

وإلى جانب النقاط الإسرائيلية، يجب على المسافر الفلسطيني المرور بمعبرين الأول والثاني فلسطيني، مما يعني أن المسافة القصيرة جغرافيا بين أول نقطة أردنية وآخر نقطة فلسطينية (وما بينهما من نقاط إسرائيلية) تعني في الواقع رحلة طويلة وشاقة، علاوة على دفع رسوم تصل في بعض الأحيان إلى ما يوازي رحلات بالطائرات.

سيناريوهات

ويرجح أن يترك الهجوم الذي حدث، صباح الأحد، أثرا كبيرا، على الإجراءات الأمنية في المعبر، خاصة أن منفذ العملية يحمل الجنسية الأردنية.

ومنذ اندلاع حرب غزة في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2023، قلصت إسرائيل ساعات العمل في المعبر لأسباب أمنية، وتغلقه عادة في حال وقوع هجمات في مدينة أريحا المجاورة.

لذلك، يبدو من المتوقع أن يشهد المعبر مزيدا من الإجراءات الأمنية، في حال فتحه، إذ أغلقته السلطات الإسرائيلية عقب الهجوم.

وقد تذهب إسرائيل نحو إغلاقه لفترة طويلة أو تقليص العمل فيه أو فرض إجراءات أشد.