لماذا يركز حزب الله في قصفه على مدينة حيفا؟

منذ 3 ساعة 15

حيفا، ثالث أكبر مدينة في إسرائيل من حيث السكان، وتضم منشآت حيوية، أبرزها الميناء الاستراتيجي، فما أسباب تركيز حزب الله على ضربها بالصواريخ؟

بعدما باغتت إسرائيل حزب الله بسلسلة ضربات، عمد الأخير إلى توسيع المناطق التي يقصفها بصواريخه، ليضم مناطق واسعة، ومنها مدينة حيفا، التي تتمتع بأهمية استراتيجية.

وأصبحت حيفا في مرمى صواريخ حزب الله بشكل شبه يومي في الآونة الأخيرة.

وعلى سبيل المثال، ذكر الحزب في أحد الحسابات التابعة له على تطبيق "تلغرام"، الأربعاء، أنه قصف "قاعدة زوفولون للصناعات العسكرية شمال مدينة حيفا بصلية صاروخية".

وفي وقت سابق ذكر أنه قصف قاعدة "ستيلا ماريس" البحرية في حيفا.

أما العملية التي استرعت الانتباه الإعلامي، فقد وقعت في منتصف تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، عندما هاجمت مسيرة أطلقها الحزب قاعدة تدريب في بنيامينا قرب حيفا، وقتل في الهجوم 4 جنود وأصيب نحو 60 آخرين.

واحتفت وسائل إعلام مقربة من حزب الله بقصفه لحيفا، وذكرت إحداها في عنوان لافت "حزب الله حوّل ثالث أكبر مدينة في إسرائيل إلى كريات شمونة"، والمقصود أن المدينة الضخمة صارت تتعرض لقصف يومي مثلها مثل مستوطنة كريات شمونة المحاذية للحدود مع لبنان.

ويبدو أن إدخال حيفا في نطاق مرمى صواريخ حزب الله يعني أنه يغير من معادلة الحرب، بعدما كان حتى وقت قريب يكتفي بقصف المواقع الإسرائيلية القريبة من الحدود.

حدود التصعيد

لم تقتصر هجمات حزب الله على حدود منطقة حيفا، بل ربما تجاوز ذلك إلى مناطق أكثر عمقا وأبعد مدى، فقد وصلت صواريخه إلى تل آبيب الكبرى، فمثلا: ذكر يوم الأربعاء أنه قصف قاعدة "غليلوات التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200 في ضواحي تل أبيب".

ويبدو أن الحزب يعرف أن ثمة حدودا للتصعيد، فهو لم يستهدف تل أبيب حتى الآن بالوتيرة التي يضرب بها حيفا، ربما لأن إسرائيل قد ترد بقصف بيروت وتدمر مطارها.

كما أن حزب الله قد لا يحظى الآن بتأييد واسع في ظل القتال الذي يخوضه مع إسرائيل حالياً، فثمة فئات أخرى تعارضه وترفض الزج بكل لبنان في هذه الحرب، وربما يأخذ ذلك في الحسبان فلا يوسع نطاق الحرب.

ويركز القصف الإسرائيلي حاليا على الضاحية الجنوبية لبيروت وجنوب لبنان ومنطقة البقاع شرقي البلاد، حيث القواعد الشعبية لحزب الله.

أهمية حيفا

تبعد حيفا عن الحدود اللبنانية بنحو 27 كيلومتراً، وتتمتع بأهمية استراتيجية، فالميناء الذي تحتضنه ليس فقط أكبر الموانئ في إسرائيل، بل إنه ذو أهمية كبرى، نظراً لقربه من أوروبا.

كما أن الميناء يشمل العديد من المنشآت اللوجستية، وإلى جانب ذلك يعد مركزا صناعيا كبيرا، إذ يحوي مصانع خاصة بالبتروكيماويات.

ويمر عبر الميناء نحو 35% من حركة الاستيراد والتصدير في إسرائيل.

وإلى الآن، لم تصب صواريخ حزب الله الموانئ الإسرائيلية ومنها ميناء حيفا، لكن تلك الموانئ قد تصبح أهدافا، خصوصا بعدما تلقى موظفو الميناء رسائل تهديد.

ويضم الميناء مواقع تجارية وأخرى عسكرية تابعة للبحرية الإسرائيلية.

وفي حزيران/ يونيو الماضي، أرسل حزب الله طائرة استطلاع نحو حيفا وصورت أجزاء من الميناء الاستراتيجي.

ويقول موقع "ريسك إنتيلجنس" المعني بتقييم المخاطر إن نشر الحزب لفيديوهات عن حيفا يدل على اهتمامه بها.

وكانت أولى هجمات حزب الله على حيفا حدثت في أيلول/ سبتمبر الماضي عندما قصف مجمعات الصناعات العسكرية لشركة رافائيل المتخصصة في الوسائل والتجهيزات الإلكترونية شمال حيفا.