حسب المخطط، يجب أن تستلم المجر في النصف الثاني من 2024 الرئاسة الدورية لمجلس للاتحاد الأوروبي. لكن أعضاء البرلمان الأوروبي يشككون في قدرة بودابست على تولي هذه المهمة "بمصداقية".
شكّك أعضاء البرلمان الأوروبي الخميس في قدرة المجر على أن تتولى "بمصداقية" رئاسة مجلس التكتل في أواخر العام المقبل، في موقف سلّط الضوء على "تراجع" التزام بودابست بالقيم الديموقراطية الأوروبية. وفي تصويت، حضّ 442 من أعضاء البرلمان الأوروبي، أي أكثر من 60 بالمئة من أعضائه، دول الاتحاد الأوروبي على إيجاد "حل مناسب" ، محذّرين من أنه بخلاف ذلك "قد يتّخذ البرلمان التدابير المناسبة". لكن القرار يبقى رمزيا إلى حد كبير.
ويشدّد مسؤولو الاتحاد الأوروبي وبودابست على أن معاهدة الاتحاد الأوروبي تنص على انتقال رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي بشكل دوري بالتناوب بين الدول الأعضاء البالغ عددها 27 دولة، علما بأن إمكانات تعديل التراتبية ضئيلة. لكن دولا عدة في الاتحاد الأوروبي أعربت عن قلقها إزاء تولي المجر رئاسة المجلس في النصف الثاني من العام 2024.
هذا الأسبوع أبدت أنا لورمان، وكيلة وزارة الخارجية الألمانية لشؤون الاتحاد الأوروبي، "شكوكا" في إمكان تولي المجر "المعزولة" الرئاسة الدورية للتكتل. كما أعرب وزير الخارجية الهولندي فوبكه هوكسترا عن "عدم ارتياح" هولندا وأعضاء آخرين إزاء تولي المجر المنصب.
وترأسُ الدولة التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد اجتماعات التكتل، وتكون قادرة على وضع جدول الأعمال.
لكن التوتر يسود العلاقات بين بروكسل والمجر على خلفية اتّهامات لبودابست بخرق معايير سيادة القانون، خصوصا على صعيد الفساد والتمييز المناهض لمجتمع المثليين والمثليّات ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية، وتقويض استقلالية الإعلام والاعتماد بشكل كبير على إصدار المراسيم في ممارسة الحكم.
كذلك ينتقد شركاء في الاتحاد الأوروبي قرب المجر من الكرملين وقلّة دعمها لأوكرانيا التي تواجه غزوا روسيا.
وجمّدت بروكسل مبالغ تمويلية من الاتحاد الأوروبي بمليارات اليورو إلى المجر، مشترطة لتحريرها أن تبذل بودابست جهودا جدية لتعديل سياساتها وقوانينها الإشكالية.
إلى ذلك تواجه المجر إجراءات قد تؤدي في نهاية المطاف إلى تجريدها من حق التصويت في هيئات الاتحاد.
في رد فعل على تصويت أعضاء البرلمان الأوروبي، قالت الرئيسة المجرية كاتالين نوفاك إنها "واثقة عن حق" بأن شيئا لن يحول دون تولي بلادها الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي العام المقبل.
وقال النائب المجري في البرلمان الأوروبي بالاج هيدفيغي إن البرلمان سبق أن "هاجم" بلاده بسبب "موقفها المؤيد للسلام"، في إشارة إلى موقف بودابست الداعي إلى عدم استخدام أموال الاتحاد الأوروبي لدعم أوكرانيا عسكريا.
وقال في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء المجرية "إنه انتهاك صارخ لمعاهدات الاتحاد الأوروبي السارية حاليا".
حاليا تتولى السويد الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي، وستخلفها الشهر المقبل إسبانيا ومن بعدها بلجيكا التي سترأس التكتل في النصف الأول من العام 2024.
وعدم انتقال الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي وفق التراتبية الموضوعة ليس بسابقة، إذ كان من المفترض أن تتولاها بريطانيا في العام 2017، لكنّها تخلّت عنها نظرا لتصويتها قبل عام على الخروج من التكتل.