لماذا لا تملك كيت ميدلتون الحق نفسه بالخصوصية مثلنا؟

منذ 8 أشهر 78

ملخص

ربما تحتاج أميرة ويلز إلى بعض الخصوصية في حياتها، لكن متابعي أخبار الملكية لهم على العائلة المالكة الحق في معرفة الأخبار.

هل تتكرر أحداث عام 1936؟ هل ثمة فضيحة ملكية سرية تتحضر في الأفق، ولن نعلم بها نحن الرعايا المخلصون سوى عندما تكشف عنها صحيفة أجنبية أم أسقف غير معروف؟

لو كنتم من المؤمنين بهذه الفرضية، فصيد سعيد لكم. يكفيكم قضاء خمس دقائق على "غوغل" أو "تويتر/ إكس" لكي تجمعوا كماً لا بأس به من "الأدلة" الظرفية، يشغلكم أياماً عديدة. ويمكنكم أنتم أيضاً أن تتحولوا إلى خبراء في أمراض البطن غير المعروفة كثيراً والأساليب الغامضة التي تتبناها الطبقة الأرستقراطية في نورفوك والتفاصيل المعقدة لما يمكن للهواة أن يفعلوه باستخدام برنامج فوتوشوب.

ربما يكون عام 1995 نقطة مرجعية أفضل؟ تزوجت امرأة شابة وضعيفة بأحد أفراد العائلة المالكة وهي تصارع من أجل نجاتها تحت الأضواء والنظرات التي لا ترحم ولا تخبو على مدار الساعات والأيام، بينما تحاول صنع صورة من صور الحياة تكون أقرب ما يكون إلى الحياة الطبيعية لأطفالها وسط أسرة مختلة على نحو غريب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أم نحن في زمن أقرب إلى عام 1966؟ أدخل فرد رفيع الشأن من العائلة المالكة إلى مستشفى الملك إدوارد السابع في ديسمبر (كانون الأول). صدر عندها بيان من قصر كلارنس يتكلم باقتضاب عن "جراحة في البطن". وهذا كل ما في الأمر. مر 40 عاماً بعدها قبل أن يكشف كاتب السيرة الذاتية المعتمد للملكة الأم، سير وليام شاكروس، أنه في حقيقة الأمر، عمل فريق من الجراحين يقودهم السير رالف مارنهام على إزالة ورم سرطاني. لا حاجة بنا إلى معرفة ذلك.

وأنا لا أعرف. فليس لديَّ أي معلومات، شأني في ذلك شأنكم، كما أفترض. ويبدو لي أن أي سيناريو من السيناريوهات السابقة معقول. والله يعلم ما مرت بها زيجات ملكية كثيرة من صعوبات وعواصف، بين الفترة والأخرى. وأنا مستعد كذلك للتصديق بأن كايت (إذا سمحتم لي أن أتكلم هكذا) امرأة تحتاج أحياناً إلى فترة استراحة لكي تركز على صحتها النفسية فيما تحاول الاضطلاع بدور قد يفقد معظمنا صوابه.

أو ربما لا يتعدى الموضوع "جراحة مخطط لها في البطن" فعلاً؟ قالوا إنها ستكون بعيدة من الأضواء والعمل حتى بعد عيد الفصح - ولن يحل العيد قبل أسبوعين أو ثلاثة. علينا جميعاً أن نهدأ ونتجاهل الصورة المريبة وننتظر إلى أن تستعيد موقعها المحق على الصفحة الأولى من صحيفة "تايمز".

فالأمر لا يعنينا إطلاقاً، أليس كذلك؟ جزء مني يريد أن يصدق ذلك بشدة. نظرياً، مع أن كايت ميدلتون أميرة، فلديها الحق نفسه في الخصوصية مثل بقيتنا - ولنا أن نضيف أيضاً، مثل سلفتها ميغان.

هذا ما تقتضيه الكرامة الإنسانية جزئياً: كلنا في حاجة أن تحيط بنا مساحة أمان تحمينا بغض النظر عن موقعنا في المجتمع أو دورنا فيه. وهذا يصح تحديداً بالنسبة إلى ضرورة وضع حاجز يحمي الحياة الأسرية، وأي موضوع يمس الأطفال الصغار أو الصحة النفسية أو القضايا الطبية. لا يملك الناس حقاً تلقائياً بالمعرفة.

ومع ذلك، ليس شأناً لا يعنينا كلياً. ليس إن كنتم من المؤمنين بالملكية بحق. فالنظام القائم على سلالة حاكمة وخلافة عليه أن يقبل بأن موضوع السلالة مسألة ذات اهتمام وأهمية بالنسبة للرأي العام - وليس فقط من ناحية فضول الشعب.

إن لقب أمير ويلز ليس وظيفة، بل هو حق مكتسب بحكم المولد حرفياً. إنه قطعة تركة تراثية ونسب وحقوق وامتيازات وسلطة وميراث. فوليام (لو سمحتم لي أن أناديه كذلك) وريث ملكية تعود إلى الحقبة الساكسونية. وأي امرأة يتزوجها أو ينجب منها، ترتبط بصورة مباشرة بتلك السلالة.

أصبحت كيت الآن جزءاً من السلالة، بصورة لا مفر منها، وهي والدة ملك مستقبلي، كما أنه من المنتظر أن تصبح ملكة. يمكننا أن نحاول أقصى جهدنا أن نضع حدوداً بين المجال الشخصي ونسب العائلة، لكنها حدود صعب رسمها.

في كل الشؤون المرتبطة بالسلطة، أميل إلى الشفافية أولاً. كم يبدو لنا سخيفاً اليوم شعور محرري الصحف بضرورة حماية قرائهم من العلاقة الغرامية التي ربطت بين إدوارد الثامن والسيدة سيمسون في عام 1936. في مجال السلالة الملكية، هوية المرأة التي ينوي الملك الزواج بها مهمة جداً وحقاً ولا ريب في أنه يعنينا كرعايا أن نعلم ذلك.

في سبتمبر (أيلول) 1951، أخفوا حقيقة استئصال الرئة اليسرى لجورج السادس، الذي كان مدخناً شرهاً - واكتفوا بإصدار بيان مبهم عن "تشوهات في البنية". بعد 70 سنة ونيف، يسمح لنا أن نعرف عن مشكلة البروستات التي يعانيها ملكنا - إنما ليس عن السرطان الذي اكتشفوه أثناء فحص المنطقة الحساسة.

لكن النظام الملكي يقوم على التوريث، وربما - نحن لا نعلم ويبدو التكهن في هذا الأمر انعدام ذوق - لن يطول حكم ملكنا الحالي لنا. وفي هذه الحالة، قد تصبح أميرة ويلز - التي نجهل وضعها أو ظروفها الحالية - ملكة. وربما لن يحصل ذلك، إذ يعتمد على مرض الملك المكتوم. بغض النظر، يبدو أنه قضى الأربعاء وهو يثقب لائحة أسماء مأمورين سامين. نعم، ما قرأتموه صحيح: هو يستخدم مخرزاً ليثقب لفافة ورق. هذا ما كانت تفعله إليزابيث الأولى، فلم التغيير؟

يبدو النظام الملكي هشاً بعض الشيء في الوقت الحالي. تضاءل عدد قاطعي الأشرطة الاحتفالية وثاقبي لفافات الورق ومقلدي الميداليات فأصبح رقماً مفرداً، منه من هم طاعنون في السن - فيما البعض الآخر إما مريض وإما في المنفى، وإما معزولة، وإما ملاحق بالفضائح والخزي، وإما يختبئ.

كما أن حالة الارتباك والحيرة في شأن مدى توقعنا أن نعرف ما يجري بالتحديد لا تقتصر علينا، نحن الرعايا، بل إن أفراد العائلة المالكة أنفسهم عاجزون عن اتخاذ قرارات حاسمة. وإلا، كيف يمكننا أن نفسر أنه بعدما قالوا لنا أن ننتظر عودة كايت في عيد الفصح، سارعوا، إما هم، وإما أفراد حاشيتهم، لنشر صورة تبين بعد التدقيق أنها عدلت بأدوات رقمية لا تفرق شيئاً عن المشرط والغراء والطلاء والفرشاة الهوائية؟

لكن، ربما لا يتوافق الانفتاح والصراحة مع الملكية. منذ وقت قريب، كتب الخامس في ترتيب الخلافة على العرش شهادة بالغة الصراحة - حتى باعتراف منتقديه - عن الحياة ضمن الأسرة، لكن كم القذارات التي رمي بها هاري المسكين تشير إلى أن عديداً من بيننا يفضلون ألا يعرفوا.

لا تسلطوا الضوء على الملكية، كما حذر المؤرخ الدستوري والتر باغهوت منذ 150 عاماً. احذروا ما تتمنونه، أنتم الذين تطالبون بمعرفة الحقيقة عن كيت. فالحكاية الخرافية مريحة أكثر.