تقاطع أكثر من 12 عارضة أزياء سوداء أسبوع الموضة في ملبورن رداً على ما يزعمن أنها عنصرية على مستوى القطاع.
ترفض المجموعة المكونة من 13 عارضة المشي في عروض الأزياء أو الاستجابة لدعوات المشاركة في انتقاء الممثلات وذلك بهدف تسليط الضوء على التمييز الذي يواجهنه في أستراليا، والذي يقلن إنه لا يسمح به في أوروبا أو الولايات المتحدة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتضيف العارضات أن التمييز يشمل دفع أجور أقل بكثير من نظيراتهن البيضاوات، والاستخدام المزعوم للشتائم العرقية، ومصففي الشعر الذين يتحدثون بشكل مهين عن الشعر الأفريقي.
وقالت أوار مالك البالغة من العمر 24 سنة والمقيمة في سيدني لصحيفة "سيدني مورنينغ هيرالد": "إن مشاركة عارضات الأزياء السوداوات في صناعة الأزياء الأسترالية شكل من أشكال التدمير الذاتي". "إنه بالتأكيد الأسبوع الأكثر إثارة للصدمة والتجريد من الإنسانية وتدني الأجور والاستنزاف النفسي إجمالاً، وليس لديَّ أي رغبة في الاستمرار في المشاركة".
وأضافت عارضة الأزياء المولودة في جنوب السودان نيلو أجينغ: "في لندن ونيويورك وباريس، لا يمكن لقطاع صناعة الإفلات من العقاب لو فعل ما يفعله هذا القطاع هنا ومن طريقة معاملة عارضات الأزياء السوداوات، لكن يبدو أن القائمين على هذه الصناعة يكترثون أو يرغبون في التغيير".
جاءت فكرة المقاطعة بعد أن شكلت مجموعة من 13 عارضة مجموعة دردشة جماعية خاصة لتبادل القصص ودعم بعضهن بعضاً في وقت سابق من هذا العام.
وقالت جيفري كيسوبي البالغة من العمر 30 سنة للصحيفة: "لم نرغب أبداً في اللجوء إلى هذا ولكن الأمر وصل إلى حد لا يمكننا تحمله". "ربما ستهتم الصناعة بأصواتنا عندما تأتي من مجموعة بدلاً من فرد واحد يمكنهم إسكاته بسرعة أو تجاهله فقط".
واتهمت العارضات العلامات التجارية بـ"التمثيل الاختزالي"، زاعمات أن القائمين عليها يوظفون "كثيراً من عارضات الأزياء السوداوات" خلال أسابيع الموضة عندما يمكنهم دفع أجور أقل لهن.
"إنها المرة الوحيدة التي يستأجرون فيها عارضات أزياء سوداوات بالأرقام، وبصراحة، هذا لأننا الأرخص في هذا الوقت. وهذا يخدم علاقاتهم العامة. يبدو الأمر كما لو أنه ’واو، هذه الحملات تتسم بالشمول حقاً‘، لكن في الأسبوع التالي والشهر التالي، تجدنا بلا عمل، إذ يعودون إلى موضة التبييض". أضافت أوار مالك.
يجري اختيار العارضات في أسابيع الموضة من خلال العلامات التجارية التي ترغب في العرض وليس من قبل منظمي المهرجان.
وقال متحدث باسم مدينة ملبورن إن جميع العارضات المشاركات في أسبوع الموضة يتلقين أجراً متساوياً "باستثناء بعض العارضات البارزات – بما في ذلك العارضات من خلفيات متنوعة".
"لم نكن على علم بأي مبعث قلق على التنوع أو العرق على صلة بأسبوع ملبورن للموضة. لا نتهاون مع التمييز من أي نوع ".
ومن بين المظالم الأخرى التي أثيرت نقص التنوع بين مصففي الشعر ومختصي المكياج ووكالات اختيار الممثلين، والمصورين.
وقالت نيالواك ليث، التي انتقلت إلى المملكة المتحدة حيث "يحتفى بالعارضات السوداوات ويحظين بالتقدير": "في عام 2019 خلف الكواليس في أسبوع سيدني للموضة، اقتربت مني إحدى العارضات السوداوات وطلبت مني تجديل شعرها، فقلت لها ’لكن يا عزيزتي هناك كثير من المقاعد الفارغة في قسم تصفيف الشعر‘، لكن في وسعي القول إنها كانت مترددة حقاً في طلب المساعدة... لأنها لم تثق بأن أي شخص يعرف كيفية تصفيف شعرها وكانت على حق بالتأكيد".
وقالت العارضات اللاتي يقاطعن ليس فقط أسبوع موضة ملبورن، ولكن القطاع بمجمله، إنهن يتحدثن علناً على رغم المخاوف على حياتهن المهنية في محاولة لتحقيق الإصلاح.
وقال كيسوبي: "لا أريد أن أتحدث، لكن يجب عليَّ ذلك، وإلا فلن يتغير شيء".
وقالت الرئيسة التنفيذية لمجلس الأزياء الأسترالي، ليلى ناجا هيبري، لصحيفة "سيدني مورنينغ هيرالد": "إن صناعة الأزياء الأسترالية في وضع فريد للمشاركة بنشاط في ممارسة مسؤولة منصفة ومتنوعة وشاملة. لا يشارك مجلس الأزياء الأسترالي في إدارة أسابيع الموضة أو فعاليات تسويق العلامات التجارية، لكننا نطلب من جميع أعضاء المجلس التزام مدونة قواعد السلوك الخاصة بنا".
"وتنص المدونة على أننا لا نتهاون مع أي شكل من أشكال التمييز أو السلوك غير اللائق تجاه الآخرين على أساس الجنس أو العرق أو الأصل القومي أو العرقي".
اتصلت "اندبندنت" بممثلي مجلس مدينة ملبورن.