لماذا تسجل فرنسا رقماً قياسياً لعدد حوادث الشغل في أوروبا؟

منذ 9 أشهر 111

تحتل فرنسا المرتبة الرابعة أوروبيا على مستوى عدد الوفيات من العمال، الذين يذهبون ضحية حادث شغل. ويعود هذا الترتيب السيء إلى عوامل عدة.

لماذا تتصدر فرنسا المراتب الأولى أوروبيا من حيث عدد حوادث الشغل؟ الإجابة قد تكون لدى جمعية :"ضعوا حداً للموت في أماكن العمل"، التي تناضل لأجل عائلات ضحايا حوادث الشغل القاتلة.

لقد سحقت آلةٌ العامل بيريك دوشان، زوج كلودين عندما كان يعمل في سان كولومبان. كان يفترض أن يكون بدأ إجازة آخر السنة لعيد الميلاد، ولكنه تلقى مكالمة هاتفية في آخر لحظة للقيام بعمل صيانة، ولكنه لم يعد إلى بيته أبداً. وتقول الزوجة كلودين أنه من غير المعقول أن يموت شخص لأنه ذهب إلى مكان عمله ببساطة، ورغم ذلك يسجل مقتل شخصين يومياً في فرنسا.

يقوم ماتيو ليبين منذ خمس سنوات بدراسة حالات حوادث الشغل المميتة في فرنسا، وعلى صفحته على موقع "أكس"، يسلط الضوء على حالات الوفيات اليومية الناجمة عن حوادث الشغل، وقال ماتيو ليورونيوز: "عدد متفقدي الشغل يقل أكثر فأكثر. هناك اليوم متفقد واحد لكل 10 آلاف موظف".

وفي "أوشيه ليه مين" ينطلق متفقد الشغل ريمي بيلوا في مهمته لزيارة المغازات التجارية وحضائر البناء، كي يسهر على الالتزام باحترام إجراءات السلامة. ويعتبر بيلوا أن العقوبات تعد خفيفة نسبياً، فتكلفة الوفاة الجنائية تساوي 10 آلاف يورو كأقصى تقدير لكل موظف.  

وهنا يدرك فريدريك سولييه من مدينة ماتز ذلك جيدا، ففي 2012 نجا من حادث فقد خلاله اثنان من زملائه حياتهما، عندما كان يؤدي عمله على مستوى معلق في صومعة للسكر. ويقول سولييه مطالباً بتحقيق العدالة: "إن الناس يعملون عموما لكسب رزقهم وليس لتفقد أرواحهم". 

إن أسباب هذا الوضع متعددة دون شك، وهي قد تتراوح بين غياب المراقبة وكذلك غياب العقوبات، وفي انتظار الانفراج، يجد الضحايا وعائلاتهم عزاءهم في الاتحاد والتكافل.