تضم حديقة حيوانات السودان العديد من الحيوانات البرية مثل التماسيح و الأسود والنعام و بعض من الرئيسيات والطيور المتنوعة والضباع والغزلان.
لم تسلم الحيوانات في السودان هي أيضا من المواجهات الدموية الدائرة منذ منتصف شهر أبريل/نيسان بين الجيش وقوات الدعم السريع والتي تسببت حتى الآن بتشريد أكثر من 700 الف شخص.
وبعد أن أصبحت عملية الوصول إلى حديقة حيوانات السودان في العاصمة الخرطوم شبه مستحيلة جراء القتال المستعر، يخشى نشطاء بيئيون على عشرات الحيوانات من بينها تمساح مسن وببغاوات وسحالي عملاقة.
وتقول مديرة متحف السودان للتاريخ الطبيعي الدكتورة سارة عبد الله، إنه "تم حجز ما لا يقل عن 100 حيوان داخل حظائر، وقد مرت أكثر من ثلاثة أسابيع على بقائهم دون طعام أو ماء".
وقالت في مقابلة هاتفية "أشعر ببؤس وحزن شديد".
تعد حديقة الحيوانات التي تقع داخل جامعة الخرطوم من أقدم حدائق الحيوانات في السودان وأكبرها وتضم فصائل حيوانات متعددة.
وتم إنشاء هذا المرفق منذ حوالي قرن من الزمن كجزء من جامعة "جوردن" التذكارية وهي مؤسسة تعليمية بنيت في أوائل القرن العشرين عندما كان السودان جزءًا من الإمبراطورية البريطانية.
وتضم الحديقة العديد من الحيوانات البرية مثل التماسيح و الأسود والنعام و بعض من الرئيسيات والطيور المتنوعة والضباع والغزلان بالإضافة إلى الحيوانات المستأنسة والغرض من تربية الحيوانات المستأنسة في الحديقة هو زيادة الإنتاج المحلي من اللحوم و الألبان و الاكتفاء الذاتي.
والحديقة الواقعة في جنوب شرق الخرطوم تقع قرب أحد المقرات العسكرية التي تشهد اشتباكات بصورة يومية، وهي جزء من كلية الطب البيطري والإنتاج الحيواني في جامعة السودان.
ومنذ اندلاع المواجهات في 15 نيسان/أبريل، تشهد العاصمة الخرطوم حالة من الفوضى ناجمة عن المعارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".
وبدأت عبد الله، التي تُدرّس علم الحيوان في جامعة الخرطوم العمل في المتحف عام 2006 وعُينت مديرة للمرفق في عام 2020.
وحصلت على الوظيفة التي حلمت بها منذ أن زارت المتحف في طفولتها.
اليوم وهي محاصرة في منزلها في جنوب الخرطوم مع زوجها وطفليها، يارا البالغة من العمر 9 سنوات ومحمد البالغ من العمر 4 سنوات تشعر بقلق كبير إزاء الحيوانات المحاصرة والتي تعاني الجوع والعطش.
وكانت الحيوانات قد نجت سابقا من الاضطرابات السياسية التي شهدها السودان والانهيار الاقتصادي وعمليات الإغلاق خلال فترة كورونا.
وأسفرت المعارك الدائرة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع عن 750 قتيلا وخمسة آلاف جريح بحسب بيانات موقع النزاعات المسلحة ووقائعها (أيه سي إل إي دي)، كما دفعت مئات الآلاف إلى النزوح داخليا أو اللجوء إلى البلدان المجاورة.
ولم يستجب الجيش ولا قوات الدعم السريع للدعوات التي قدمتها الجهات المعنية برعاية الحيوانات.
وقالت الأمم المتحدة، إن استمرار الحرب يمكن أن يدفع 2,5 مليون شخص إلى الجوع، ما يعني ارتفاع عدد من يعانون من "انعدام غذائي حاد" إلى 19 مليون شخص في غضون أشهر.
وحذّرت من تفاقم الأزمة الإنسانية علما بأن مرافق تابعة للأمم المتحدة ومنظمات إغاثة أخرى تعرضت لـ"أعمال نهب على نطاق واسع" من بينها برنامج الأغذية العالمي في الخرطوم خلال نهاية الأسبوع، على ما قال متحدث باسم الأمم المتحدة الإثنين.