للناتو صداعٌ مزمن اسمه المسيّرات.. الحلف يختبر 50 نوعا من التكنولوجيا المضادة لمواجهة موسكو

منذ 2 أشهر 38

الطائرات المسيرة لا تغادر السماء، تراقب الأعداء وترصد تحركاتهم فإما تنقض عليهم بصواريخ أو تنفجر فيهم إن لزم الأمر، مما جعلها مشكلة للجيوش النظامية، مثل جيوش حلف الناتو.

 في هولندا، يجري حلف شمال الأطلسي مناورات تختبر أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا على صعيد التصدي للطائرات المسيرة التي أصبحت جزءاً أساسياً في الحروب الحديثة، وباتت تشكل صداعاً لأوكرانيا ودول الحلف.

طائرتان مسيّرتان تحلّقان بشكل عدائي حول شاحنة، ثم يهرب عسكريان منها، وما هي لحظات حتى تصل مسيّرة ثالثة. لم يكن الهدف أن تنضم إليهما بل تسببت في تحطمهما فانبعثت أعمدة الدخان في المكان.

كانت هذه واحدة من 50 نوعاً من تكنولوجيا التصدي للطائرات المسيرة التي عرضت خلال التدريبات السنوية للناتو بحضور 19 عضواً في الحلف، إضافة إلى أوكرانيا التي تشارك فيها للمرة الأولى.

وما حدث مع الجنديين مناورة يتحكم الناتو في كل تفاصيلها، لكن في الحياة الواقعية قد يُقتل الجنديان قبل أن تصل المسيرة المضادة، والغاية من المناورة هي اختبار أحدث التكنولوجيات في هذا المجال.

خشيةٌ من مسيّرات موسكو

وتزامنت المناورات، الخميس، مع إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أنه سيزيد من إنتاج الطائرات المسيّرة في بلاده إلى قرابة 1.4مليون مسيرة هذا العام، لاستخدامها في حرب أوكرانيا.

ومما زاد القلق الأوروبي هو الحديث المتكرر عن انتهاك مسيرات للمجال الجوي لدول حلف الناتو في أوروبا.

وقال مات روبر، رئيس دائرة المراقبة والمخابرات والاستطلاع المشتركة في الناتو إن الأمر مثل "لعبة القط والفأر".

وأضاف أن "التكنولوجيا تحتاج إلى عمل شاق لمواكبة ذلك (التطور المستمر في صناعة المسيرات)".

وتابع: "أظهر الروس أنفسهم كخصم لا يستهان به في مجال الحرب الإلكترونية".

وقال: "لقد تعلمنا واكتسبنا خبرات كثيرة من خلال مراقبة ما يحدث في أوكرانيا، ونتكيّف وفقاً لذلك".

"أكبر مشكلة لأوكرانيا"

من ناحيته، يقول مدير مركز الابتكار في وزارة الدفاع الأوكرانية، الذي اكتفى باسمه الأول "ياروسلاف" إن أكبر مشكلة تواجهها أوكرانيا في القتال حاليا هي الطائرات المسيّرة.

وبحسب المسؤول الأوكراني، فإن تلك الطائرات "تحلق في السماء باستمرار، وتراقب أراضينا على طول خط الجبهة، على عمق 20 كيلومتراً".

وتابع: "إنها (المسيرات) تخلق لنا الكثير من المشكلات، فالمدفعية لا تستطيع العمل أذا اكتشفت، وقد تتعرض حينها لإطلاق صاروخ لذلك فإن الأمر يمثل لنا مشكلة كبيرة".

مشكلة المسيرات الروسية، وفقاً للمسؤول الأوكراني، تكمن في أنه لا يمكن رؤيتها أو سماعها.

تحلق هذه الطائرات المسيرة على ارتفاعات عالية، ولا يمكن التشويش عليها، لذلك تبحث أوكرانيا عن حلول لهذه المسيرات التي تراقب وتتجسّس.

أما النوع الثاني الذي يشكل قلقا لدى الحلف، فهو المسيرات الانتحارية، التي يتم حشوها بالمتفجرات.

"نقطة انتقالية"

يقول روبر إن حلف الناتو وصل إلى "نقطة انتقالية" في الوقت الراهن، حيث يعبر الحلف مرحلة الأبحاث والتطوير نحو القدرات التشغيلية.

وقد ظهرت بعض هذه القدرات خلال مناورات الناتو.

ويمكن لإحدى التكنولوجيات المعروضة الاستماع للطائرة المسيّرة، واتخاذ القرار باختراقها إلكترونيا أثناء الطيران وفصلها عن الشخص الذي يتحكم بها.

وليس هذا فحسب، إنما يمكن إعادة برمجتها والسيطرة عليها ودفعها للتحليق في مكان آخر.

كما تستخدم تقنية أخرى الذكاء الاصطناعي لتحديد أنواع الطائرات المسيرة والتمييز بينها، لكن لم يجر حتى الآن إطلاق هذه التقنية بشكل رسمي.