تطارد الخلايا السرطانية في الأورام وتدمرها دون مساس بالأنسجة السليمة..
يبدو أن التقدم الذي تم إحرازه في إيجاد لقاحات تمنع الإصابة بالسرطان سيكون خلال الفترة القريبة القادمة مفتاحاً لإيجاد أدوية لهذا المرض الخبيث. ونجم ذلك الأمل عن إعلان شركتي موديرنا وميرك الدوائيتين الأمريكيتين أن لقاحاً تجريبياً ابتكره علماؤهما، واستخدموا فيه تكنولوجيا مرسال الحمض النووي الريبوزي mRNA، أثبت قدرته على تقليص مخاطر انتشار سرطان الجلد بنسبة 65%، قياساً بالأدوية وحدها. وقال رئيس موديرنا ستيفن هوغ إن الشركة ستسعى إلى الحصول على موافقة أسرع من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية. وأبلغت موديرنا حملة أسهمها بأنها قدمت بيانات تجربة سريرية في المرحلة الثانية إلى المؤتمر السنوي للجمعية الأمريكية للأورام الإكلينيكية في شيكاغو. وكانت المرحلة الأولى من التجربة السريرية أكدت قدرة لقاح مرسال الحمض النووي الريبوزي على خفض مخاطر الوفاة، أو عودة سرطان الجلد بنسبة 44% إذا تم إعطاؤه للمريض مع دواء كيترودا الذي تصنعه شركة ميرك. ويمثل ذلك دليلاً إضافياً على قدرات تكنولوجيا مرسال الحمض النووي على تحقيق التقدم الكبير المنشود في مكافحة الأمراض المستعصية والأوبئة؛ خصوصاً بعد نجاح هذه التكنولوجيا في مكافحة نازلة فايروس كورونا الجديد بعد نحو عام فحسب من اندلاعها في أرجاء العالم. وعزز ذلك بدوره الآمال في استخدام هذه التكنولوجيا في إنتاج لقاحات قادرة على مواجهة الخلايا السرطانية في الأورام التي يعانيها المرضى. ويقول خبراء إن لقاحات مرسال الحمض النووي الريبوزي، التي يمكن إنتاجها خلال ما لا يزيد على 8 أسابيع، وتناولها مع العقاقير المقوية للمناعة، قد تقود إلى جيل جديد من أدوية السرطان. وتأمل شركة موديرنا أن تتمكن خلال الربع الثالث من السنة الحالية من إطلاق المرحلة الثالثة من تجربتها السريرية المشتركة مع شركة ميرك. وتجري شركات فايزر، وبيونتك، وغريتستون بيو تجارب مماثلة على لقاحات للسرطان تستخدم تكنولوجيا مرسال الحمض النووي. وتستهدف هذه اللقاحات التحورات في الأورام السرطانية وقتلها، من دون أي استهداف للخلايا والأنسجة السليمة. ويتم تحديد أي بروتين يقود إلى نمو الورم السرطاني. ولتحقيق ذلك يتم استئصال الورم، وفك أسراره الوراثية بأحدث تكنولوجيا. وباستخدام الذكاء الاصطناعي تحدد الشركات أي تحور في الورم يمكن أن يتم استهدافه بنجاح. ويتم تعديل اللقاح بحيث يستهدف التحورات الموجودة في الورم التي تكوّنت في جسم المريض. وأثناء هذه العملية يتم إعطاء المريض علاجاً للمناعة، مثل كيترودا، أو دواء تيسينتريك الذي أنتجته شركة روش السويسرية،. ويقوم هذا الدواء بعرقلة الآلية التي يستخدمها السرطان للتخفي من جهاز المناعة. وظلت فكرة استخدام تكنولوجيا مرسال الحمض النووي الريبوزي قيد التفكير لدى شركتي ميرك وموديرنا منذ سنة 2016. وبدأ مركز سلون للسرطان في نيويورك التعاون مع شركة بيونتك الألمانية بهذا الخصوص منذ 2017. وكان العلماء قد حصلوا على أدلة خلال تلك الفترة على أن استخدام العلاج المناعي يمكن أن يؤتي نتيجة في معالجة ما يسمى «السرطانات الساخنة»، أي التي تحدث فيها تحورات شديدة، كسرطان الجلد (ميلانوما). وكان ثمة شكوك في أنها يمكن أن تحقق نتيجة مماثلة في معالجة ما يسمى بـ«السرطانات الباردة»، أي الأقل تحورات، مثل سرطان البنكرياس. ولذلك يموت 90% من مرضى سرطان البنكرياس خلال خمس سنوات من تشخيص الإصابة. وتسعى شركة غريتستون بيو إلى تحضير لقاح مضاد لسرطان القولون. وأعلن رئيسها التنفيذي أندرو ألن أن الشركة تتوقع بيانات تجربة سريرية متقدمة بحلول الربع الأول من سنة 2024. وتزمع شركتا ميرك وموديرنا إجراء المرحلة الثالثة من تجربة سريرية للقاح سرطان الجلد.
****************
كادر (1)
****************
أول لقاح في العالم ضد «حمى الخنازير»
قال مسؤولون في الصحة البيطرية الأمريكية إن فيتنام توشك على الحصول على الموافقة على أول لقاح في العالم ضد حمى الخنازير الأفريقية. وسيكون ذلك حال تحققه نصراً علمياً كبيراً ضد هذا المرض الذي يفتك بالمزارع المختلطة في أرجاء العالم. وظلت حمى الخنازير الأفريقية تسبب اضطراباً متكرراً في سوق لحوم الخنزير التي يقدر حجمها بنحو 250 مليار دولار. وخلال 2018-2019 فتك هذا الوباء بنصف عدد الخنازير في الصين، التي تعد أكبر منتج للحوم الخنازير في العالم، ما سبب لها خسائر قدرت بنحو 100 مليار دولار. وقال مسؤول كبير في منظمة الصحة العالمية إنه يجري اختبار لقاحين ابتكرهما علماء أمريكيون في مشروع ترعاه شركات فيتنامية. وأضاف أن التجارب أكدت أن النجاح المنشود بات قريباً. وتمت تجربة اللقاحين الأمريكيين في فيتنام، لأن فايروس حمى الخنازير ليس موجوداً في الأراضي الأمريكية. ومنذ سنة 2021 أعلن أكثر من بلد حول العالم تفشي حمى الخنازير في أراضيها. ومن ناحية أخرى؛ وافقت وكالة الأدوية التابعة للاتحاد الأوروبي، التي يوجد مقرها في هولندا، على أول لقاح في القارة الأوروبية يستهدف فايروس التهاب الجهاز التنفسي المخلوي، الذي يتسبب بتنويم ووفاة آلاف الأشخاص هناك كل سنة. ويسمى اللقاح أريكسفي. وقد ابتكره عملاق صناعة الدواء شركة غلاكسوسميثكلاين البريطانية. ويستهدف اللقاح تحصين الأشخاص من سن 60 سنة فما زاد عليها. ومع أن التهاب الجهاز التنفسي المخلوي يتسبب بأعراض شبيهة بأعراض نزلة البرد؛ إلا أنه يتسبب في حدوث التهاب رئوي حاد يفتك بالأطفال والمسنين. وظلت محاولات إنتاج لقاح لهذا الفايروس تتعثر منذ اكتشافه في سنة 1956. ويأتي الإقرار الأوروبي لهذا اللقاح بعد نحو شهر من موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية عليه. ويتوقع أن يتم توزيع اللقاح الجديد في أوروبا بحلول الخريف، قبل موسم الفايروس التنفسي الذي يصادف شتاء 2023-2024. كما أقرت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي لقاحاً مماثلاً لفايروس الجهاز التنفسي ابتكرته شركة فايزر الدوائية الأمريكية. وتتنافس فايزر وغلاكسوسميثكلاين على سوق لقاح فايروس التهاب الجهاز التنفسي المخلوي التي يقدر حجمها بـ13 مليار دولار. وتوقع محللون ماليون أن يكون نصيب لقاح أريكسفي نحو 4 مليارات دولار من المبيعات.
*************
كادر (2)
*************
بريطانيا تعمم أدوية السمنة خارج نطاق المشافي
أعلنت الحكومة البريكطانية أمس (الأربعاء)، أنها خصصت موازنة قدرها 40 مليون جنيه إسترليني لمشروع تجريبي لاستكشاف إمكان صرف الأدوية الجديدة لإنقاص الوزن، مثل عقار ويغوفي الذي ابتكرته شركة نوفو نورديسك الدنماركية، لمرضى السمنة، من خلال آلية خارجية لا تتبع للخدمات الصحية التي تقدمها المستشفيات العامة. ويأتي المشروع بعد توصية الجهات الرقابية الصحية بأن تستخدم هذه العقاقير، التي تعطى في هيئة حقنة مرة كل أسبوع، للبالغين الذين يعانون من السمنة، الذين يبلغ مؤشر كتلة الجسم لديهم 25، بموافقة المشروع التخصصي للتحكم في الوزن، الذي تديره الخدمة الصحية الوطنية. ولم يحدد وقت بعينه لبدء توزيع عقار ويغوفي في بريطانيا. وكانت الشركة الصانعة للدواء كرست معظم إنتاجها الشهر الماضي لتوفير حاجات السوق الأمريكية. وقال رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك أمس إن تنفيذ هذا المشروع سيخفف الأعباء عن الخدمة الصحية الوطنية. وأضاف أن المشروع سيساعد مرضى السمنة على تحقيق حياة أجود، وعمر أطول. كما سيساعد البرنامج الذي تعهد به سوناك عشية انتخابه بأن يحدث خفضاً كبيراً في قوائم انتظار المواعيد لمقابلة الأطباء. وتعتبر السمنة أحد أكبر أسباب الحالات الصحية المستعصية، كأمراض القلب والشرايين، والسكري، والسرطان. وهي أمراض تكلف الخدمة الصحية البريطانية نحو 6.5 مليار جنيه إسترليني سنوياً. وقالت الحكومة البريطانية أمس إن المعهد الوطني البريطاني للصحة وجودة الرعاية يدرس إمكان تعميم عقار مونجارو لإنقاص الوزن، الذي ابتكرته شركة إيلي ليللي الدوائية الأمريكية. وتقول الحكومة في لندن إن 35 ألف شخص سيستفيدون مبدئياً من دواء ويغوفي من خلال المشروع المشار إليه. غير أنها تقر أيضاً بأن عشرات الآلاف من البريطانيين سيحق لهم الاستفادة من الدواء المذكور. ويذكر أن ويغوفي لا يتوافر حتى الآن إلا في أمريكا، والنرويج، والدنمارك. وتقول الشركة الصانعة إنها تعاني من مشكلات في طاقتها التصنيعية. كما أنها فوجئت بحجم الطلب الكبير في الولايات المتحدة.
***********
إنفوغراف
***********
مرصد «عكاظ» الصحي لنازلة كورونا (الأرقام بالمليون)
• إصابات العالم: 690.00
• وفيات العالم: 6.89
• أمريكا: 107.15
• فرنسا: 40.10
• اليابان: 33.80
• كوريا الجنوبية: 31.79
• بريطانيا: 24.62
• روسيا: 22.94
• إسبانيا: 13.89
(«عكاظ»/ ويرلدأوميتر/ نيويورك تايمز- 7/6/2023)