وعدت ونفذت وتعمل على تحقيق تعهداتها. إنها إسبانيا التي تعزز اعترافها بالدولة الفلسطينية من خلال عقد أول اجتماع على أعلى مستوى بين الحكومتين بغية التوصل إلى اتفاقيات تعاون. ويأتي هذا التطور في وقت تستمر فيه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023.
قاد رئيس الحكومة الإسبانية الاجتماع الحكومي الدولي الأول بين إسبانيا وفلسطين، مع رئيس الوزراء الفلسطيني ووزير الخارجية محمد مصطفى، اليوم الخميس في قصر مونكلوا -وهو مقر رئاسة الحكومة الإسبانية-، حيث وقع الطرفان على اتفاقيات متنوعة.
وقال سانشيز عبر حسابه على منصة إكس: "لقد عقدنا اليوم أول اجتماع حكومي دولي بين إسبانيا وفلسطين في مدريد. ونحن نفعل ذلك على قدم المساواة، لتعزيز ازدهار مجتمعاتنا وتنميتها". كما تحدث في فيديو ووصف الاجتماع بأنه "رمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين بحاضرها ومستقبلها" ضمن المنشور.
إن هذا هو أول اجتماع رفيع المستوى منذ اعتراف إسبانيا بدولة فلسطين في شهر أيار/مايو الماضي، الذي جاء في خضم الحرب الإسرائيلية على غزة.
وحضر الاجتماع عن الجانب الإسباني النائبة الثانية لرئيس مجلس الوزراء وزيرة العمل يولاندا دياز، بالإضافة إلى وزير الخارجية الإسبانية خوسيه مانويل ألباريس، ووزير الداخلية فرناندو غراندي مارلاسكا، ووزيرة التعليم بيلار أليغريا، ووزيرة الشباب والأطفال سيرا ريغو.
أما الوفد الفلسطيني فتكون من رئيس الوزراء مصطفى، ووزيرة العمل إيناس عطاري، ووزير الداخلية زياد هب الريح، ووزير التربية أمجد ضبابات.
التعاون والاتفاقيات.. أبرز المخرجات
وقعت وزيرتا العمل الفلسطينية والإسبانية مذكرة تفاهم لتعميق التعاون في القضايا الاجتماعية والعمالية والاقتصاد المجتمعي، إثر أول اجتماع عقدتاه في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر خلال مؤتمر العمل الدولي في مدريد. وناقشتا مجموعة من القضايا، تتضمن المساواة في الأجور والعمل الحر والتعاونيات والتدريب والوظائف الحكومية.
كما قدمت وزارة العمل والاقتصاد المجتمعي مساهمة لمنظمة العمل الدولية من أجل تعزيز النسيج التعاوني في الضفة الغربية وإعادة إعمار غزة في المستقبل. ومن المقرر تنفيذ برامج تعاونية جديدة تركز على المرأة والشباب والتدريب المهني في عام 2025.
الاعتراف الإسباني بالدولة الفلسطينية
يأتي اللقاء بعد أن استقبل سانشيز الرئيس الفلسطيني محمود عباس في القصر الرئاسي في 19 أيلول/سبتمبر، في أول زيارة له لمدريد منذ أن اعترفت بدولة فلسطين.
وكان سانشيز أعلن أول ذلك الشهر، أنه سيتم الاحتفال "قبل نهاية العام" بالقمة الثنائية الأولى بين إسبانيا وفلسطين. وأضاف: "سنعمل على تعزيز علاقاتنا مع الدولة الفلسطينية التي اعترفنا بها مؤخرا...أود أن أعلن كذلك أننا سنعقد أول قمة ثنائية بين إسبانيا وفلسطين قبل نهاية هذا العام".
أجرى وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس محادثة هاتفية مع محمد مصطفى في 12 تشرين الثاني/نوفمبر، وتحدث معه مجددا عن الكارثة الإنسانية في غزة، وأكد له دعم إسبانيا لحل الدولتين.
وكان سانشيز أعلن للصحافة في 28 أيار/مايو أن مجلس الوزراء اعترف رسميًا بدولة فلسطين. وأعلن أن "إسبانيا ستنضم بذلك إلى أكثر من 140 دولة تعترف بالفعل بفلسطين كدولة".
وقال: "هذا قرار تاريخي له هدف واحد، وهو المساهمة في تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين". وتبنت إيرلندا والنرويج القرار نفسه في التوقيت ذاته.