يسعى متحف لوس أنجليس للفنون (لاكما) إلى كسر الأفكار النمطية المرتبطة بالمرأة كتلك التي تشير إلى أنّ نساء الشرق الأوسط مضطهدات وضعيفات، من خلال معرض يبرز كفاح النساء في مختلف أنحاء العالم، في خضم الجدل القائم حول الإجهاض في الولايات المتحدة.
ويُصادف الزائر عند دخوله المعرض صورة تظهر إيرانية محجبة ترتدي لباساً أسود وتضع قفازات ملاكمة الحمراء، فيما تقف بمفردها وسط شارع مهجور، وتبدو كأنها جاهزة للقتال.
وتلخّص هذه الصورة التي التقطها المصورة الصحافية الإيرانية نيوشا توكليان روحية المعرض الذي يفتتح الأحد.
وتقول مفوضة المعرض ليندا كوماروف لوكالة فرانس برس: "إنّ عدداً كبيراً من الأشخاص يعتقدون أنّ جميع النساء في الشرق الأوسط متماثلات، إذ هنّ مضطهدات ويعشن حياة مروعة".
وتضيف: "إلا أنّ هذه الأفكار غير صحيحة، فهذه النسوة كالأخريات في أي مكان في العالم. يتمتّعن بالقدرة على التصرف ويستخدمنها".
الإجهاض
وترغب كوماروف في "تبديل نظرة المجتمع الأميركي تجاه النساء في الدول الإسلامية"، من خلال المعرض الذي يضمّ 75 صورة ومنحوتة ولوحة لنحو أربعين امرأة.
ويشير المعرض ضمنياً إلى أنّ التهديدات التي تواجهها النساء لا تقتصر على بيئات معينة بل تخترق مختلف المجتمعات، وتتلاقى مع مسألة حق المرأة في الإجهاض التي تلقى حالياً جدلاً واسعاً في الولايات المتحدة.
وتعتبر كوماروف أنّ المعرض يأتي "في الوقت المناسب"، لأن "الأمور تزداد سوءاً بالنسبة إلى النساء الأميركيات، عندما يتعلق الأمر بالقرارات المرتبطة بأجسادهن"، وذلك منذ أن أتاحت المحكمة العليا في حزيران/يونيو لكل ولاية تبني قوانينها الخاصة في شأن الإجهاض.
وتضيف: "من السهل على الأميركيات رؤية أوضاع النساء في بلدان أخرى والقول إننا أفضل منهنّ، لكنّ الأمر ليس كذلك ربما. نحن جميعاً في القارب نفسه".
ويبرز المعرض الذي يحمل عنوان "النساء يعرّفن بالنساء في الفن المعاصر للشرق الأوسط وبلاد أخرى"، أعمالاً لفنانات من نحو عشرين دولة.
وتتناول الفنانات المتحدرات من دول بينها السعودية وتركيا ولبنان وأفغانستان، مواضيع حساسة وعالمية في آن.
استعادة الجسد
وتتناول بعض الأعمال موضوع استعادة الجسد، فيما تطغى الجرأة على أخرى، كتمثال نصفي لامرأة مغطى بحبوب لامعة وترتر وفوقه حزام ناسف، من إنجاز الفنانة الفلسطينية الراحلة ليلى الشوا التي رغبت من خلال عملها الفني تسليط الضوء على النساء اللواتي يُضطررن للانخراط في عمليات أمنية.
وتعود أكبر مجموعة من الأعمال لفنانات من إيران التي شهدت موجة احتجاج كبيرة منذ وفاة الشابة مهسا أميني في 16 أيلول/سبتمبر، بعد أيام على توقيفها لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة.
وتُظهر صور بالأبيض والأسود التقطتها المصورة هنغامه غلستان مجموعة كبيرة من المتظاهرات غير المحجبات يعتصمن في شوارع طهران عام 1979، احتجاجاً على فرض السلطات عليهنّ ارتداء الحجاب.
وتسلط صور التقطتها المصورة شيرين علي آبادي عام 2008، الضوء على ذهنية التمرّد للجيل المستقبلي، إذ يظهر أحد أعمالها شابة تضع شعراً مستعاراً أشقر تحت الحجاب وتصنع فقاعات بالعلكة، في عمل ينطوي على سخرية.
تقول كوماروف: "إنّ مَن يتظاهرن اليوم في إيران هنّ جدات الشابات وأمهاتهنّ. واستطعن نقل شجاعتهنّ هذه إلى بناتهم".