لبنانيون ولاجئون هجّرتهم الغارت الإسرائيلية يروون معاناتهم ومنهم من ذاق مرارة النزوح مرتين

منذ 1 شهر 31

يعاني لبنان من أزمة إنسانية خانقة نتيجة القصف المستمر، الذي دفع الآلاف من سكان الجنوب وضواحي بيروت وبلدات البقاع للبحث عن ملاذا آمن في العاصمة وجبل لبنان والشمال. بلغت حركة النزوح ذروتها الاثنين والثلاثاء، مما أسفر عن ازدحام وفوضى في الشوارع، حيث تدفق النازحون بحثًا عن الأمان في ظروف قاسية.

تستمر عمليات النزوح في لبنان بشكل تدريجي، حيث لا يزال العديد من الأشخاص يبحثون عن مأوى آمن في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة. ورغم الزيادة الملحوظة في عدد المعابر الحدودية إلى سوريا، يفضل معظم النازحين البقاء داخل لبنان، الذي يستضيف حاليًا نحو 1.5 مليون لاجئ سوري وأكثر من 11,000 لاجئ من جنسيات أخرى.

تشكل الغارات المستمرة التي يتعرض لها لبنان، إلى جانب الوضع الاجتماعي والاقتصادي المتدهور، تحديات جسيمة لبعض الفئات المجتمعية في لبنان. هذه المجتمعات، التي تستحق حق الوصول العادل إلى الأمان والكرامة، تعيش ظروفًا مشابهة لتلك التي واجهتها خلال حرب يوليو 2006 مع إسرائيل، حين فرّ العديد من اللبنانيين إلى سوريا وأوروبا.

تستجيب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين للأزمة، مع التركيز على اللبنانيين واللاجئين. تشمل الاحتياجات الأساسية الملاجئ الآمنة، والمواد الإغاثية، والرعاية الصحية، والمساعدات المالية. ومنذ أكتوبر 2023، قدمت المفوضية أكثر من 140,000 مادة إغاثية ومساعدات نقدية لأكثر من 68,560 نازحاً.

شهادات من النازحين

تتواصل معاناة العديد من العائلات في لبنان، حيث تروي حميدة، امرأة سورية، قصتها المؤلمة عن النزوح تحت القصف المستمر. تقول: "غادرت في اللحظة الأخيرة. عندما فقدت كل أمل، أدركت أنه لا يجب أن أبقى هناك. لدي ثلاث بنات، وليس لدي أحد يساعدني سوى الله. كنا خائفين من قطع الطرق، وكان القصف ودوي الانفجارات شديدين من حولنا لدرجة أنه لم يكن بإمكان أحد البقاء في مكانه."

تضيف حميدة: "لم يكن لدينا الوقت لتجميع أي شيء. غادرنا فقط بالملابس التي على ظهورنا، لا شيء أكثر."

بينما يتحدث علي طراد، رجل لبناني، عن الظروف القاسية التي يعيشها النازحون، قائلاً: "الظروف صعبة للغاية. لم يتركوا لأحد الوقت للذهاب إلى مكان آمن. لا يوجد مكان آمن... القصف لم يترك أحدًا بلا أذى."

ويستكمل: "المجيء إلى بيروت صعب جداً. تخيل أن شخصاً يغادر في الساعة 11 صباحًا، سيصل في الساعة 5 صباحاً في اليوم التالي. كانت المعاناة شديدة، تركنا كل شيء خلفنا. كان الله في عون الأشخاص الذين لم يتمكنوا من العثور على أطفالهم. واحد يبحث عن ابنه، وآخر عن ابنته. كانت المعاناة لا توصف."

تتطلب هذه الظروف الإنسانية الملحة استجابة عاجلة من المجتمع الدولي لضمان الأمان والكرامة لجميع المتضررين، سواء كانوا لبنانيين أو لاجئين، في ظل هذا الوضع المتأزم الذي يتفاقم يوماً بعد يوم.