قبل عام 2007 - عام إطلاق هواتف "موتورولا رازر2" المحمولة، وخروج المغني برستون العاصف من برنامج المسابقات "لا تهتموا للمثول على الهواء يا أصدقاء"، وإطلاق موقع إلكتروني غير معروف كثيراً للبث يسمى "نتفليكس" - كان الشرط الأول عند التقدم للحصول على وظيفة في صحافة نقد البرامج التلفزيونية هو امتلاك تلفزيون. كان ذلك قبل أن يبدأ عصر البث على نحو جدي. وصلت خدمة "بي بي سي آي بلاير" أيضاً عام 2007. وجاءت خدمة "الآن" من قناة "سكاي" التلفزيونية عام 2012 وتبعتها منصة "أمازون" عام 2014. وكانت خدمة "فور أو دي" التابعة لـ"القناة الرابعة" في الواقع تحتل موقعاً ريادياً، بعد إطلاقها عام 2006 (غيرت علامتها التجارية لاحقاً إلى "إيه إل إل فور" لكن أحداً لم يلاحظ ذلك). بعد فترة طويلة، عام 2019، بدأت الكتابة عن البرامج التلفزيونية لـ"اندبندنت" - ولم يشرف تلفزيون غرفة معيشتي في أي يوم من أيام السنوات الأربع الماضية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لم تكن هذه الخطوة واعية على نحو خاص - لست ضد وجود تلفزيون، فقط لم أهتم يوماً للأمر حقاً - لكنني اكتشفت اليوم أن الخطوة قد تكون شائعة على نحو متزايد: كشف تقرير جديد لمكتب التواصل أن عدد المشاهدين الذين يشاهدون التلفزيون كل أسبوع عرف أكبر انخفاض منذ بدأت السجلات. انخفضت نسبة الأشخاص الذين يشاهدون التلفزيون التقليدي - البرامج المجدولة على القنوات الخطية (linear channels) مثل "القناة الأولى" في "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي) أو "القناة الرابعة" - كل أسبوع من 83 في المئة عام 2021 إلى 79 في المئة عام 2022. من المؤكد أن هذا لا يعني أن الناس لا يمتلكون تلفزيونات - هذا يعني فقط أنهم يستخدمونها على نحو مختلف، ليشاهدوا البرامج المبثوثة مباشرة أو بعد حفظها، وأن مشاهدة أكبر بكثير ربما تجري على الكمبيوترات والهواتف. لكن قريباً ربما ستستبدل بأجهزة التلفزيون في منازلنا في أنحاء البلاد كلها مجموعات من الشموع وإطارات مخصصة لتسلق القطط.
عندما أشاهد التلفزيون، إما لأنني أكتب قطعة عن عرض تلفزيوني أو أحررها، أو في بعض الأحيان، فقط للمتعة، أشاهدها على كمبيوتري المحمول. وذلك في الأغلب وأنا مستلقية على الأريكة أو سريري، وأحياناً أثناء استراحة الغداء في العمل، أو شبه نائمة بعد سهرة خارج المنزل، أو أثناء طهو شيء يتطلب حداً أدنى من التركيز. (لكنني لا أشاهد التلفزيون أبداً على هاتفي بسرعة مزدوجة - يجب أن أضع حدوداً ما). وأتمكن من الوصول إلى برامج التلفزيون من خلال مزيج فوضوي من العروض المسبقة المخصصة للصحافة (حتى أتمكن من مشاهدة العروض التلفزيونية قبل إطلاقها) وحسابات البث المستعارة من صديق لحبيب سابق لصديقة شارك على نحو مفيد تسجيل الدخول الخاص به على مجموعة من مجموعات "واتس آب" قبل ثلاث سنوات. شكراً دايف.
ثمة بعض الاستثناءات لهذه القاعدة. حين أكون في بيت والدي، لا تخطئوا الظن، نجلس بعد العشاء لمشاهدة تقارير كلايف ميري الإخبارية الرسمية في برنامج "أخبار الساعة العاشرة". وأفضل مشاهدة مباريات ويمبلدون أو كرة القدم على التلفزيون في الحانة. وأمتلك أيضاً جهاز عرض، وأشغله حين أرغب في ذلك. ولاسيما لمشاهدة سلسلة عن الطبيعة. في بعض الأحيان أريد فقط أن أرى فرخاً لطائر القطرس مرتعشاً وأجعد يظهر على جدار كامل في شقتي.
يجلب عدم وجود تلفزيون إيجابيات وسلبيات. المروحة المرفقة بجهاز العرض الرخيص الخاص بي، حسناً، تصم الآذان. أستطيع أن أرى طائر القطرس الصغير، لكنني لا أستطيع سماع زقزقته أو صوت ديفيد أتينبارا الأجش اللاهث. وقناة "آي تي في إكس" موثوق بها مثل ذاكرة بوريس جونسون. وأستيقظ أيضاً في منتصف الليل وعرق بارد يتصبب مني، وأبحث على نحو محموم عما إذا كان وضع المرء كمبيوتراً محمولاً على بطنه لساعات يسبب السرطان.
على الجانب الإيجابي، من الجيد عدم وجود شاشة داكنة كبيرة تشغل زاوية من الغرفة وتجذب نظركم عندما تستضيفون أصدقاء. وأي تلفزيون جيد سيتطلب مساحة كبيرة في غرفة معيشتي المتواضعة جداً. وفي غيابه يقل عدد الأشياء التي قد تتحطم حين أنتقل إلى بيت جديد هذا الخريف. وتقل التكاليف الواردة في فاتورة الكهرباء.
والأفضل من ذلك كله، أنني لا أضيع جهاز التحكم عن بعد أسفل أحد جوانب الأريكة.