لأول مرة يحدث

منذ 1 سنة 219

في عالمنا العربي تسير الأمور ببطءٍ شديد، ووفق رتم رتيب يخشى من التغيير ويخاف من المجتمع، لذلك تجد الساسة العرب حينما يريدون إحداث تغيير معين فإنهم يبدأونه على مراحل، وعين على التغيير وعين على المجتمع، لذلك تجد التطور العربي بطيئاً في كل مجال، سواء في التعليم وهو الأهم، أو في غيره من المجالات.

ويبدو أن هذا النمط من التحديث قد أصبح من الماضي، فالقيادة السعودية تفاجئنا كل يوم بتغيير جديد وبتحديث جديد لم نعهده من قبل، ولعلّ بقية العالم العربي تقتدي بالسعودية وتُسرِّع خطوات التطوير.

وكان آخر مشاريع السعودية تخصيص الأندية الرياضية السعودية، وهي أندية تهتم بكرة القدم والألعاب الأخرى، ومكتوب على لافتاتها أندية رياضية، ثقافية، اجتماعية، وهذه الهوية شاملة وتتداخل مع نشاطات الأندية الأدبية، فهل ستحدد هوية واضحة للأندية الرياضية التي ستتحول إلى شركات؟ أم أن الأمر سيبقى كما هو عليه؟ ذلك أن التخصيص سيجعل النادي استثماريا، ما يجعله يركز على تفريخ اللاعبين في شتى الألعاب ومن ثم بيعهم، سواء لأندية سعودية أو أجنبية.

وهناك أربعة أندية سعودية ستتحول إلى شركات، هي، الهلال والاتحاد والنصر والأهلي، وهي من الأندية الكبار في السعودية، وسيملك صندوق الاستثمارات العامة 75 في المائة من هذه الأندية. ولي في هذا المقام أمنيتان، الأولى أن يطبق نظام الشركات على هذه الأندية حرفياً، بما فيه نظام الإفلاس، بمعنى أن نشاهد موت فريق، والثانية أن يكون تخلي صندوق الاستثمارات العامة عن الحصة المهيمنة سريعاً، بحيث تنتقل ملكية الحصص في الأندية الأربعة إلى مستثمرين مهتمين بالرياضة، سواءً كانوا أفراداً أو هيئات.

إن الأندية السعودية تنقسم إلى قسمين، أندية المحترفين وهي المعنية بالتخصيص، وأندية هواة... وكل نادٍ يخرج من أندية المحترفين يتحول إلى أندية الهواة، أي إن أي نادٍ يفلس يتحول إلى نادي هواة.

وفي هذا السياق لو أن وزارة الرياضة أو أمانات المناطق أمّنت ساحة في كل حيّ وفي كل قرية لممارسة كرة القدم وبعثت الروح في دوريات الحواري والمدارس الرياضية لخرجت لدينا مواهب متعددة يستفاد منها في الأندية المخصصة، هذا فيما يخص كرة القدم، ومن الممكن أن يعمم ذلك على بقية الألعاب بما فيها الألعاب الفردية، كما أن عملاً من هذا النوع سيجعل غالبية المجتمع تمارس الرياضية. ودمتم.