لأول مرة منذ 2017.. الولايات المتحدة تستأنف جميع خدمات تأشيرات الهجرة للكوبيين

منذ 1 سنة 167

بقلم:  يورونيوز  •  آخر تحديث: 04/01/2023 - 23:27

كوبيون يصطفون لدخول السفارة الأمريكية في هافانا- 4 يناير 2023.

كوبيون يصطفون لدخول السفارة الأمريكية في هافانا- 4 يناير 2023.   -   حقوق النشر  ADALBERTO ROQUE/AFP

بعد خمس سنوات على إغلاقها نتيجة "هجمات صوتية" غامضة استهدفت الموظفين الدبلوماسيين، تستأنف القنصلية الأميركية في هافانا الأربعاء جميع خدمات تأشيرات الهجرة للكوبيين.

في بيان اعلنت القنصلية الأميركية الجمعة "تعمل الولايات المتحدة على ضمان هجرة آمنة وشرعية ومنظمة للكوبيين من خلال توسيع خدماتها القنصلية في هافانا واستئناف (إجراءات) لم شمل الأسر" مؤكدة أن هذه الخطوة تستأنف في الرابع من الجاري.

وأعلنت السفارة في آذار/مارس 2022 إعادة فتح قنصليتها المغلقة منذ عام 2017 بسبب حوادث صحية مزعومة طالت دبلوماسيين.

وأعقب ذلك عدة اجتماعات على مستوى رفيع حول قضية الهجرة، أولاً في واشنطن ثم في هافانا بهدف إعادة تفعيل اتفاقات الهجرة بين البلدين التي علقت في عهد دونالد ترامب (2017-2021).

وفي أيار/مايو استأنفت القنصلية بشكل "محدود" إصدار التأشيرات للكوبيين الراغبين في الهجرة ثم أعلنت السفارة الاستئناف الكامل للإجراءات، باستثناء التأشيرة السياحية، في كانون الثاني/يناير 2023.

واعلن الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل منتصف كانون الأول/ديسمبر "أحرزنا تقدماً خجولاً يهدف إلى وضع التعاون الثنائي على طريق تنفيذ اتفاقات الهجرة".

منذ عام 2017 يواجه الكوبيون الراغبون في الحصول على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة سلسلة عقبات حقيقية مع ضرورة تقديم الطلب على نفقتهم الخاصة في بلد ثالث - عادة غويانا في أميركا الجنوبية.

وقال مايكل شيفتر من جامعة جورج تاون في واشنطن لفرانس برس:"تواصل الحكومتين حول طريقة معالجة تدفق المهاجرين بشكل منظم ومنطقي علامة جيدة".

ومن جهته ذكر خورخي دواني المتخصص في شؤون كوبا بجامعة فلوريدا الدولية ان هذه المحادثات "اقتصرت على قضايا الهجرة لا سيما في سياق أزمة الهجرة الخطيرة".

"مسار وسيط"

تشهد كوبا التي تواجه أزمة اقتصادية خطيرة، هجرة جماعية غير مسبوقة. منذ نهاية عام 2021 يستفيد العديد من الكوبيين من الإعفاء من التأشيرة في نيكاراغوا، حليفة هافانا، ليحاولوا بعد ذلك الالتحاق بالولايات المتحدة عبر أميركا الوسطى.

وفقا للسلطات الأميركية، دخل نحو 326336 كوبياً أي 2,9% من سكان الجزيرة البالغ عددهم 11,2 مليون نسمة إلى الولايات المتحدة بشكل غير شرعي خلال 12 شهراً حتى مطلع كانون الاول/ديسمبر 2022. كما ارتفعت الهجرة غير الشرعية عن طريق البحر بشكل حاد في الأشهر الأخيرة.

أقرت الحكومة الكوبية بأن واشنطن أصدرت في عام 2022 ولأول مرة منذ عام 2017، أكثر من 20 ألف تأشيرة دخول لكوبيين راغبين في الاستقرار في الولايات المتحدة كما نصت عليه الاتفاقات التي تعود إلى عام 1994.

لكن حتى لو كانت واشنطن "لا تريد الاعتراف بذلك، هناك صلة مباشرة بين اعادة فرض الإجراءات الصارمة على الاقتصاد الكوبي وتدفق المهاجرين بأعداد كبيرة" كما ذكرت في تشرين الثاني/نوفمبر لوكالة فرانس برس جوهانا تابلادا المسؤولة في وزارة الخارجية.

ورغم تخفيف جو بايدن بعض العقوبات المفروضة في عهد سلفه دونالد ترامب، فإن الديمقراطي حريص في الوقت الحالي على الابتعاد عن سياسة التقارب التي بدأها باراك أوباما (2009-2017).

وعند وصوله إلى البيت الأبيض في عام 2021 وعد بايدن بمراجعة سياسة الولايات المتحدة تجاه كوبا، لكن خطابه تشدد بعد الاحتجاجات المناهضة للحكومة على الجزيرة في تموز/يوليو 2021.

في كانون الاول/ديسمبر دعا الرئيس الاميركي مجددا للافراج عن "مئات السجناء السياسيين" الموقوفين خلال التظاهرات.

كما أبقت واشنطن كوبا على قائمة الدول الراعية للإرهاب وأدرجتها مؤخراً على قائمة أخرى للدول التي تنتهك حرية العقيدة.

قال دواني "يحاول بايدن إعادة تصحيح سياسته تجاه كوبا من خلال رسم مسار وسط بين الضغوط القصوى التي مارسها ترامب وتقارب أوباما لكن التغيرات في سياسة الولايات المتحدة حيال الجزيرة حتى الآن كانت محدودة جدا".

وقال مايكل شيفتر "في الوقت الحالي لا تتوفر الشروط لاحراز تقدم نحو تطبيع العلاقات".