لأنّ الأحدث بعيدة المنال.. إقبال على أدوية إنقاص الوزن القديمة مجددًا

منذ 11 أشهر 126

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تزامنت مرحلة انقطاع الطمث بالنسبة لكريستي نغوين مع جائحة "كوفيد-19"، وأدّى ذلك إلى زيادة غير مرغوبة في وزنها.

وقالت نغوين البالغة من العمر 56 عامًا، وأم لطفلين: "اكتسبت 30 رطلاً (قرابة 14 كيلوغرامًا) خلال عامين تقريبًا، وكنت أبحث عمّا يساعدني على إنقاص الوزن".

وجرّبت الأم برنامج WeightWatchers، ونظام "كيتو" الغذائي، على أمل فقدان الوزن، والتمكن من التوقف عن تناول الأدوية الموصوفة لها أخيرًا لعلاج ارتفاع ضغط الدم، والكوليسترول.

لكن لم تنجح أي وسيلة اتبعتها. 

أدوية إنقاص الوزن القديمة تعاود الظهور مع بقاء عقارات "زيب باوند" و"ويجوفي" بعيدة المنالحاولت كريستي نغوين الوصول إلى العديد من الأدوية الجديدة لإنقاص الوزن، لكنها واجهت تحديات عدّة. Credit: Courtesy Christy Nguyen

هكذا وجدت نغوين نفسها في رحلة مدتها 15 شهرًا لاستكشاف فئة جديدة من الأدوية مثل "أوزمبيك"، و"ويغوفي".

وتُعرف الأدوية باسم ناهضات مستقبلات GLP-1، وهي تزداد شعبية، ولكن قد يستحيل الحصول عليها أحيانًا بسبب النقص ومشاكل التأمين.

وإسوة بعددٍ متزايد من المرضى، بدأت نغوين استخدام دواء بديل يعود لعقود، خاص بفقدان الوزن.

طبيبة نغوين، الدكتورة جودي دوشاي من مركز "بيث إسرائيل ديكونيس" الطبي: "يأتي الأشخاص بحثًا عن العلاج باستخدام ناهضات مستقبلات GLP-1، وبعد ذلك لسببٍ ما، لا يتمكّنون من الحصول عليها، أو يغيرون رأيهم".

وأفادت دوشاي أنّ لأدوية إنقاص الوزن القديمة فوائد عديدة.

يمكنها أن تتوفّر بأسعار معقولة بشكلٍ أكبر، حتّى لمن يشترونها من جيبهم الخاص، وهي أقل عرضة للنفاد، ولها آثار جانبية مختلفة عن "ويغوفي"، والأدوية المماثلة.

كما أنّها تأتي على شكل حبوب بدلاً من الحِقَن.

ومع ارتفاع إجمالي الوصفات الطبية لأدوية إنقاص الوزن، زادت الوصفات الطبية للأدوية القديمة ضمن هذه الفئة أيضًا، لكن بمستوى أكثر تواضعًا مقارنة بأدوية مثل "ويغوفي"، وفقًا لبيانات من Epic Research المقدمة حصريًا لـCNN.

زيادة الوصفات الطبية لأدوية إنقاص الوزن القديمة

وتضاعفت معدلات وصفات إنقاص الوزن بين البالغين الذين يعانون من زيادة الوزن منذ عام 2017، بحسب بيانات Epic Research التي استندت على تحليل ملايين السجلات الصحية الإلكترونية.

وأظهرت البيانات قفز تلك المعدلات بنسبة 25% بين عامي 2022 و2023 .

وكانت أكبر الزيادات لـ"سيماغلوتيد" و"ترزيباتيد"، وهي الأسماء العامة لـ"أوزمبيك"، و"ويغوفي" (سيماغلوتيد)، و"مونجارو"، وزيب باوند" (ترزيباتيد).

ولكن كانت هناك أيضًا زيادات كبيرة في معدلات وصف الأدوية القديمة.

وارتفع معدل الوصفات الطبية لعقار "بوبروبيون" بنسبة 29% بين عامي 2017 و2023، بحسب بيانات Epic، في حين ارتفع معدل وصفات عقار "فينترمين"، الذي وافقت عليه إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في عام 1959، بنسبة 34%.

ونَظَر التحليل إلى البالغين الذين صُنَِفوا كأشخاص يعانون من زيادة الوزن، وتمتعوا بوصفات طبية لأي أدوية خلال سنة معينة، ومعدلات وصف أدوية إنقاص الوزن.

وكانت الأرقام أكبر بالنسبة للأدوية الأحدث، فزاد معدل الوصفات الطبية لعقار "سيماغلوتيد" مرتين تقريبًا في العام الماضي وحده، في حين ارتفع معدل وصف دواء "تيرزيباتيد" بنسبة141%.

وقال الدكتور لويس أرون، مدير مركز التحكم الشامل في الوزن بكلية طب "وايل كورنيل"، الذي يستخدم الأدوية القديمة والحديثة على نطاق واسع في عمله: "لا يتمتع الجميع بتغطية تأمينية للأدوية الجديدة.. لذا يبذلون ما في وسعهم لإنقاص الوزن".

الأدوية القديمة يمكن أن تكون فعالة للغاية، بحسب ما ذكره، ولكن كما هي الحال مع أي فئة من الأدوية، يتعلق الأمر بإيجاد الدواء المناسب لكل شخص.

وبالنسبة لبعض الأشخاص، تكون الأدوية الأحدث أقل جاذبية لكونها جديدة.

وقال هنري بنسون البالغ من العمر 62 عامًا إنه فقد 32 كيلوغرامًا تقريبًا على مدار 4 سنوات من خلال برنامج نمط الحياة مع دوشاي، وهو يأمل بخسارة 9 كيلوغرامات أخرى.

وناقش بنسون ودوشاي عقار و"يغوفي" وعقارات مماثلة، وقرّر أنّها ليست مناسبة له.

ورأى بنسون أنّ الآثار الجانبية المحتملة المرتبطة بناهضات مستقبلات GLP-1 تبدو "غير سارّة بشكلٍ خاص".

وهي قد تشمل الغثيان، والتقيؤ، والإمساك، لا سيّما عندما يبدأ المرضى بتناول الأدوية لأول مرة.

كما قال بنسون: "الدواء جديد نسبيًا، لذا نحن لا نعلم حقًا ما هي الآثار الجانبية على المدى الطويل".

وفي النهاية، اختار هو ودشاي استخدام عقار "ميتفورمين"، وهو عقار عام تمت الموافقة عليه في عام 1994 لعلاج مرض السكري من النوع الثاني.

وقالت أستاذة الطب ورئيسة قسم التغذية السريرية في جامعة كاليفورنيا، الدكتورة تشاوبينغ لي، إنّه رُغم سعادة الأطباء بوجود أدوات جديدة مثل ناهضات مستقبلات GLP-1، إلا أنّ استخدامها المتزايد قد يعود بجوانب سلبية.

وشرحت لي: "الأشخاص يفقدون الوزن، لكنهم يفقدون الكثير من العضلات أيضًا"، وهو أمر قد يكون مقلقًا بشكلٍ خاص لدى المرضى المسنين.

كما أضافت: "المشكلة الرئيسية الأخرى هي تناول الأشخاص القليل من الطعام لدرجة أنّهم يبدأون المعاناة من سوء التغذية، ونقص الفيتامينات. لذلك فهي (الأدوية) ليست رحلة مجانية للجميع يمكنهم خلالها الوصول إلى مكان أفضل".