لأكثر من 10 سنوات.. الجيش الأمريكي يرسل بالخطأ معلومات سرية وحساسة إلى دولة مالي

منذ 1 سنة 151

الرسائل التي كان من المفترض أن تصل إلى المنطقة العسكرية المخصصة للجيش الأمريكي كانت تصل إلى عناوين بريد إلكتروني غير صحيحة في دولة مالي.. والسبب خطأ مطبعي

لأكثر من عشر سنوات، أرسل الجيش الأمريكي عن طريق الخطأ ملايين الرسائل الإلكترونية التي تتضمن معلومات حساسة وسرية إلى مالي والسبب خطأ مطبعي. 

الرسائل التي كان من المفترض أن تصل إلى المنطقة العسكرية المخصصة للجيش الأمريكي كانت تصل إلى عناوين بريد إلكتروني غير صحيحة في دولة مالي.

وبحسب صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أخطأ العديد من عناصر الجيش الأمريكي طيلة عشر سنوات وقاموا بإرسال الرئاسل السرية والتي تتضمن بيانات حساسة وشخصية بشأن أفراد الجيش ومواعيد إجازاتهم والسجلات الضريبية وصور للقواعد العسكرية وغيرها، إلى دولة مالي حليفة روسيا.

ويعود ذلك إلى أنهم أخطأوا عند إرسال الرسائل في كتابة النطاق الخاص بالجيش الأمريكي  "MIL."، وكانوا يستبدلوه بالنطاق المخصص لدولة مالي "ML.".

وبعد أن لاحظ يوهانس زوربيير، مطور الأعمال الهولندي، الذي يدير مواقع وعناوين البريد الإلكتروني الخاص بالحكومة المالية، الخطأ الحاصل قامبإنشاء نظام خاص يقوم بالتقاط هذه الرسائل ويحفظها بعيداً عن متناول الحكومة المالية.

ويقول زوربيير، إن هذا ما يحدث منذ أكثر من عقد على الرغم من محاولاته المستمرة لتحذير البنتاغون. 

وفي تصريح له، لفت زوربيير إلى أن تاريخ انتهاء عقده مع الحكومة المالية لتنظيم وإدارة امتدادهم ينتهي الإثنين في 17 يوليو /تموز لذا فإن النظام الذي قام بتصميمه لرصد جميع الرسائل وحفظها بعيدا سيتوقف عن العمل مع انتهاء عقده.

ما يعني أن الدولة الإفريقية ستتمكن من الوصول إلى جميع الرسائل التي وصلت إلى بريدها الإلكتروني، ومن بينها الرسائل السرية الأمريكية. 

وأفاد زوربيير أن نظامه الإلكتروني استقبل منذ يناير/كانون الثاني فقط، قرابة 117 ألف بريد إلكتروني من الجيش الأمريكي. 

هذا وتضمنت إحدى الرسائل معلومات حساسة وتفاصيل دقيقة عن رئيس أركان القوات البرية الأمريكية الجنرال جيمس سي ماكونفيل، ومن بينها حجز الفندق الخاص به خلال زيارته إلى إندونيسيا، إضافة إلى المفاتيح الإلكترونية الخاصة بغرفته في فندق "غراند حياة" جاكارتا.

 إضافة إلى سجلات طبية وتقارير التفتيش البحري، وقوائم طاقم السفن.

وبحسب صحيفة "فايننشال تايمز"، إن المشكلة الحقيقة هي توسع نفوذ روسيا في مالي على مستوى النفوذ السياسي ودعم الحكومة هناك، إذ تسعى موسكو لتأسيس حضور لها في المنطقة الإفريقية.

وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" أنها على دراية كاملة بما حدث، وأنها اتخذت الإجراءات اللازمة لمنع الوقوع في مثل هذا الخطأ في المستقبل، وأن رسالة تنبيهية ستظهر أمام المستخدم في كل مرة يقرر إرسال بريد إلكتروني، تدعوه إلى التأكد من صحة العناوين البريدية التي يرغب في مراسلتها كي تتم عملية الإرسال.