كيف يتعامل طاقم طائرة مع حالة طبية طارئة خلال الرحلة؟

منذ 1 سنة 192

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في الأفلام والتلفزيون، يعتبر إعلان "هل يوجد طبيب على متن الطائرة" مجرد كلام مبتذل (كليشيه). لكن هذاما يحدث بالفعل. فهذا الإعلان لازمة مألوفة لدى اختصاصيي الطب، أو كل من يسبق اسمه حرف "د." على بطاقة صعوده إلى الطائرة. 

يخضع مضيفو الطيران للتدريب على الإسعافات الأولية، ويتمتعون بالقدرة على التعامل مع مجموعة من حالات الطوارئ الطبية على متن الطائرة، ويفضل بعضهم عدم طلب المساعدة من الركاب.. لكن أحيانًا تفرض بعض الحالات الحصول على مساعدة الخبراء.

بالنسبة للأطباء، ما الشعور الذي ينتابهم لدى سماعهم هذا الإعلان.. والانتقال فجأة من الأكل، أو النوم، أو الشرب، أو مشاهدة فيلم، إلى تقديم المساعدة لأحد الركاب الذين يواجهون مشكلة صحية؟

يعتبر الأطباء هذا الأمر "ممارسة طبيعية جدًا"، هم المعتادين باستمرار على تقديم المشورة الطبية عندما يكونون خارج الخدمة. 

تعتبر الطائرة بيئة محددة ومحدودة. والطب أيضًا واسع النطاق ومعقد، وثمة احتمال كبير أن تجد نفسك تساعد أمر ليس لديك خبرة محددة فيه.

وفي الولايات المتحدة، يحمي قانون المساعدة الطبية للطيران الأفراد من المسؤولية القانونية في حالة الطوارئ الطبية على متن الطائرة.

وفيما يدرك الدكتور سيج هيمال لدى كليفلاند كلينك، الذي تمثلت مهمته الأولى وكان ما زال متدربا بمساعدة إمرأة على إنجاب طفلها على متن الطائرة، أن هناك خطر من ألا ينتهي الموقف بالطريقة التي يأملها الجميع، إلا أنه يؤكد أنه سيلبي نداء المساعدة دومًا إذا كان بإمكانه ذلك.

توافقه الدكتورة لورين فيلد، اختصاصية أمراض الجهاز الهضمي وتحديدًا بأمراض الكبد، ومقرها الولايات المتحدة . فهي ساعدت في العديد من حالات الطوارئ الطبية على متن الطائرة ورغم أنها لم تضع طفلًا على متن الطائرة مطلقًا، فقد طلبت ذات مرة بإجراء هبوط اضطراري لمصلحة المريض.

التقييم على متن الطائرة

يرى كل من فيلد وهيمال أن أحد أصعب جوانب التعامل مع حالة الطوارئ الطبية على متن الطائرة هو أنه ليس في متناول يديك تاريخ المريض الطبي، بخلاف المستشفى. فأنت لا تعرف الأدوية التي يتناولها. ولا تعرف سوى ما يقدم لك من معلومات.

أولاً، يبدأ الأطباء بتقييم، أخطر الحالات، مثل النوبة القلبية أو السكتة الدماغي.

يقول هيمال إن المواقف الأكثر شيوعًا على الطائرات تشمل انخفاض ضغط الدم، والإغماء الوعائي المبهمي (وهو سبب شائع للإغماء) أو نوبات القلق.

بالطبع ، يمكن للظروف الضارة والحالات الأقل إثارة للقلق أن تختبر الأعراض عينها. في رحلة جوية أخيرة من نيويورك إلى كاليفورنيا ، تم استدعاء هيمال لمساعدة رجل كبير السن كان يعاني من خفقان القلب.

اتضح له أن السبب لم يكن نوبة قلبية كما تبادر إلى ذهن هيمال بسبب عمر الراكب، بل تناوله من كعك الماريجوانا الذي نجم عنه رد فعل سيء على متن الطائرة. 

من الصعوبات الأخرى التي يواجهها الأطباء الذين يستجيبون للسيناريوهات الطبية على متن الطائرة النقص المحتمل في المعدات. فالطائرات عادة تحتوي على مجموعة أدوات طبية، لكنها لا يمكن أن تأخذ في الحسبان كل الاحتمالات، ذلك أن بيئة الطائرة تولد ظروفًا خاصة بها، غير مألوفة، على الأطباء أخذها في الاعتبار. وقالت فيلد إن فرق الضغط "يمكن أن يؤدي إلى تفاقم بعض المشاكل الطبية ويجعل بعض العلاجات صعبة".

وأضافت فيلد أن ضوضاء المحرك تجعل السمع بواسطة سماعة الطبيب أمرًا صعبًا.

الفرق الآخر يكمن بأن فيما يتتبع الأطباء عادةً المسافر طوال رحلتهم الصحية، فإن التفاعل على متن الطائرة قصير وعابر ومكثف بين الطبيب والمريض. 

الأمر الوحيد المماثل سواء على الأرض أو في الجو هو الحاجة إلى العمل الجماعي. قادت كل من فيلد وهيمال الجهود الطبية على متن الطائرة، لكنهما يشددان على أهمية العمل كفريق واحد مع من يمكنه المساعدة.

أثناء حالات الطوارئ الطبية، يظل طاقم الطائرة أيضًا على اتصال بالفرق الطبية الأرضية التي تساعد على اتخاذ القرارات ومنح الإذن بتناول بعض الأدوية.

نصيحة للركاب

رغم أن الأطباء عمومًا لا يريدون من الركاب الذين لم يتم تدريبهم طبيًا تقديم المساعدة في المواقف الطبية على متن الطائرات، فإن فيلد تدافع بقوة عن عامة الناس الذين يتلقون دروسًا أساسية في دعم الحياة وتقترح أن معرفة الإسعافات الأولية تعتبر "مهارة جيدة على متن طائرة، كما في الشارع".

إذا كنت على متن طائرة وكان أحد الركاب بجانبك أو بالقرب منك يعاني من صعوبات طبية، ترى  فيلد إنّ طلب المساعدة وتنبيه المضيفة يعتبران أفضل خطة.

إذا كنت متدربًا على الإسعافات الأولية، فإن قياس نبض الشخص، وإذا لزم الأمر، فإن الضغط على الصدر، بحسب فيلد، يعتبر "خطوة أولى رائعة أثناء طلب المساعدة".

كما تقترح على الركاب الذين يعانون من ظروف صحية التحدث إلى طبيبهم قبل السفر بالطائرة. وتعمل فيلد مع الأشخاص المصابين بأمراض الكبد المزمنة وتلتزم دومًا بدعمهم في عيش حياتهم والاستمتاع بالسفر بأمان.