يمثل دونالد ترامب الثلاثاء أمام محكمة في نيويورك لإبلاغه رسمياً بتوجيه تهم جنائية إليه في قضية دفع أموال لنجمة أفلام إباحية لشراء صمتها.
وسيصبح الجمهوري البالغ 76 عامًا أوّل رئيس سابق أو في المنصب يُوجَّه إليه الاتّهام بارتكاب جناية، وذلك على أعتاب الانتخابات الرئاسيّة التي يسعى ترامب إلى خوضها في 2024.
أي تأثير على السباق الرئاسي الأمريكي؟
سيواصل ترامب بالتأكيد مسعاه لخوض الانتخابات الرئاسية 2024 حتى في حال وجهت إليه تهماً جنائية. ولا يوجد أي بند في الدستور الأمريكي يمنع أحدهم من الترشح للرئاسة حتى في حال مواجهته التهم.
وسيواصل ترامب حتى في حال ادانته، حملته الانتخابية ولن يمنع من تولي منصب الرئيس. ويمنع التعديل الرابع عشر من الدستور أي شخص "انخرط في تمرد أو عصيان" من تولي منصب منتخب.
صمت ديمقراطي
تقول تقارير أمريكية إن الديمقراطيين حريصون على عدم التعليق على أزمة اتهام ترامب أو استغلالها لتحقيق مكاسب سياسية ضد غريمهم السياسي وحزبه الجمهوري.
ويرجع ذلك بسبب رؤيتهم لمعاناة ترامب وحزبه وهو ما يدفعهم للرغبة في خوضه منافسات الانتخابات الرئاسية القادمة على أمل أن تؤدي خسارته إلى سيطرة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ.
وبالرغم من مخاطرة استراتيجية الديمقراطيين واحتمال فشلها في حال فاز ترامب بالنزال الرئاسي القادم، يرى حزب الرئيس الأمريكي أن الاتهام الحالي سيكون مجرد بداية لإدانات واتهامات أخرى للرئيس السابق وهو ما قد يزيد من مكاسب الديمقراطيين.
صعوبات جمهورية
ومن المعروف عن الانتخابات التشريعية والرئاسية الأمريكية، أن الأخيرة عادة ما تلقي بظلالها على نتائج الأولى، بمعنى أن فشل ترامب في الفوز بعدد من المصوتين أقل مما حققه في 2016 و2020 سيؤدي بالنسبة الأكبر إلى خسارة الجمهوريين لأغلبية مقاعد الكونغرس.
وطبقاً لمحلل الانتخابات نيثان ل. غونازاليس، إن الاهتمام الإعلامي المتزايد بالاتهامات ضد ترامب سيصعب من مهمة المرشحين الجمهوريين لانتخابات الكونغرس في جذب الاهتمام السياسي المطلوب من أجل إقناع المصوتين ببرامجهم.
وكتب غونزاليس في مقال لموقع "رول كول": "سيكون من الصعب على الجمهوريين تجاوز الضجيج القانوني لدفع رسائل حملتهم الانتخابية، وقد يضطر المرشحون للرد على تساؤلات مستمرة للأخبار القادمة من قاعة المحكمة".
وأضاف: "قد يكون جذب الانتباه أمراً صعباً بالنسبة لمرشحي الكونغرس الجمهوريين... ستكون محاكمة ترامب في قاعة واحدة أو عدة قاعات محكمة عقبة كبيرة إضافية، لا سيما بالنسبة لمرشحي مجلس النواب".
رُب ضارةٍ نافعة؟
تُظهر استطلاعات الرأي أن ترامب لا يزال المرشح الأوفر حظا بلا منازع لترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة القادمة، حيث لم تتأثر مكانته حتى وسط تقارير واسعة النطاق عن التهم المتوقعة سواء بتلك القضية أو قضايا أخرى.
كانت حملة ترامب وحلفاؤه يأملون منذ فترة طويلة أن تكون لائحة الاتهام بمثابة صرخة حشد لمؤيديه
وقال العديد من مؤيدي ترامب السابقين إن دعمهم له كان في تضاءل منذ مغادرته البيت الأبيض وفوز بايدن، لكن لائحة الاتهام ضد الرئيس السابق جعلتهم أكثر عرضة لدعمه في 2024 لأنهم يشعرون أن غضبه كان مبرراً.
وفي أعقاب أحداث السادس من كانون الثاني/يناير 2021، عندما اقتحم حشد من أنصاره مبنى الكابيتول سعيا لمنع المصادقة على فوز جو بايدن بالرئاسة، صوت مجلس النواب لصالح عزل ترامب بعد الهجوم، ولكن قام مجلس الشيوخ بتبرئته.
ومن أبرز القضايا التي تلاحق الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتّحدة، الاتّهامات الموجّهة اليه بممارسة ضغوط على مسؤولين عن العملية الانتخابية في ولاية جورجيا في 2020، وتحقيق بشأن طريقة تعامله مع أرشيف البيت الأبيض.