كيف تقع بحب وظيفتك بثلاث خطوات؟

منذ 1 سنة 151

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أفاد مسح سنوي تجريه مجموعة أبحاث "كونفرنس بورد"، بأنّ أكثر من ثلث الأمريكيين يجدون أنّ وظائفهم غير مرضية ما يعني أن 3 أو 4 موظفين من أصل 10 يعيشون حياة "اليأس الهادئ" بحسب ما ذكره هنري ديفيد ثورو.

وبين عامي 2000 و2016، اقتربت أمريكا من حافة شعور نصف عدد السكان بعدم الرضا الوظيفي.

السعادة الوظيفية والحياة

وعادة ما يخلط الأشخاص على نحو غير مفيد بين القيمة الذاتية والحياة المهنية. وتتحوّل تعاستنا في العمل إلى تعاسة في الحياة، ما يزيد من المخاطر.

ألن يكون جيدًا التوقّف عن الغيرة ممّن يحبّون وظائفهم وأن نصبح واحدّا منهم؟

هناك الكثير من النصائح المهنية حول كيفية طلب زيادة في الراتب، والحصول على ترقية، والتعامل مع رئيس صعب المراس، وإدارة الآخرين، وما إلى ذلك. لكنّ قلّة يعالجون القضية الأساسية المتمثلة بسعادتك اليومية في العمل.

أما العوامل التي في وسعها قلب الموازين المتّصلة بالسعادة الوظيفية، فقد تتلّخص في رغبتنا الفطرية بثلاثة أشياء: التحكّم بحياتنا، والتواصل الإيجابي اليومي، والفرح والمعنى المستمد من كيفية قضاء وقت يقظتنا الذي يمر جزء كبير منه بالعمل.

والطريقة لدمج حاجتنا إلى التحكم (بحياتنا)، والتواصل، والمعنى، على مدار الساعة تتمثّل بمصطلح "صياغة الوظيفة" الذي تستخدمه آيمي رزيسنيوسكي، عالمة النفس في جامعة ييل، وجين إي داتون أستاذة إدارة الأعمال وعلم النفس في جامعة ميشيغان.

وجاء في دراسة تناولت هذا الموضوع، أنّ الأمر يتعلّق بكيفية "السيطرة على بعض هذه العوامل أو إعادة صياغتها".

المشكلة لا تكمن في الوظيفة

وقد يعاني الأشخاص الذين لا يحبون وظائفهم ويشتكون باستمرار من واقعهم. بل ربما يعانون من التوتر المزمن الذي يتمتع بعواقب طبية خطيرة، تشمل ضمنًا ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وانخفاض الصحة العقلية، بحسب ما توصّل إليه تحليل تلوي للدراسات أجرته كلية الدراسات العليا في إدارة الأعمال بجامعة ستانفورد وكلية هارفارد للأعمال.

هناك أيضًا عوامل مرتبطة بالسعادة الوظيفية لا نتحكم فيها كثيرًا، مثل مديرك في العمل. وحوالي نصف عدد الأشخاص أقدموا على ترك وظائفهم "للابتعاد عن مديرهم"، وفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة "غالوب". كما تلعب الرواتب دورًا مهمًا أيضًا.

ولكن، لا يقرّر الأشخاص عادة من هو مديرهم الذي قد يتغيّر فجأة (للأفضل أو للأسوأ). أما بالنسبة للمردود المادي، فقد أظهرت الدراسات أن تأثيره على السعادة قصير المدى فقط.

وركّز بحث رزيسنيوسكي وداتون على ثلاثة عوامل رئيسية للحصول على الرضا الأعمق في مكان العمل، تقع ضمن نطاق تأثيرك: 1) تحسين وظيفتك لإضافة أجزاء تحب القيام بها وإزالة الأجزاء التي لا ترغب بها. 2) بناء علاقات أفضل مع زملائك. 3) إعادة صياغة وظيفتك لإضافة المعنى والهدف.

ولخّصتها رزيسنيوسكي على نحو جيد في بودكاست العلوم الاجتماعية "The Hidden Brain". ولم تكن أبحاثها مع داتون نظرية فقط. إذ قاما بوضع دليل تعليمات حول كيفية "صياغة العمل".

1) اخترق وظيفتك

ابدأ بإعداد ثلاث قوائم. الأولى ضمّنها كل الأمور التي تحبها حاليًا في وظيفتك، البسيطة والمهمة. الثانية، ضمّنها كل المتاعب والمشاكل التي تواجهها في وظيفتك، بدءًا من الأمور البسيطة وصولًا إلى النظامية منها. والثالثة، ما ترغب بالقيام به من مهام ضمن الإطار الوظيفي ولا تفعله راهنًا، حتى لو لم يكون متّصلًا بالمهام التي تتقاضى أجرًا من أجل إتمامها.

ثم، راجع بنود القائمتين (2) و(3). كي تحقق انتصارات سهلة. وأولًا يمكنك البدء بإضافة وطرح ما يمكن تطبيقه راهنًا، والبنود الأخرى قد يستغرق تحقيقها شهورًا. بعضها سيحتاج ربما إلى موافقة مدرائك (الذي نأمل أن يكونوا ممن يرغبون بتعزيز السعادة في مكان العمل) لكن العديد منهم لا يرغبون بذلك. وبعض التغييرات قد تكون متصلة بعملك مباشرة فيما أخرى تعزّز من سعادتك أو تخفّف من الإجهاد حين تقوم بعملك.

2) تمتّع برفقة زملائك في العمل

لا يمكنك فعل الكثير لتغيير مجموعة الشخصيات التي تعمل معها. لكن يمكنك تعزيز كل واحدة من تلك العلاقات.

تعرّف إلى المزيد ممّا يطمح إليه الآخرون وساعدهم على تحقيقه، حتى لو لم تكن مديرهم. اجعل الاجتماعات أكثر متعة أو جاذبية. ساعد بتقليل طول تلك الاجتماعات وحضورها الإلزامي وتكرارها. حاول إدخال الفكاهة طوال اليوم.

لا يتطلب التعرّف إلى زملائك بشكل أفضل أكثر من طرح الأسئلة عليهم، ما يعمّق ارتباطك بهم. وكلّما زاد تواصلك معهم، زاد تطلّعك للعمل معهم كل يوم. وهذا الأمر سينعكس ايجابيًا على وظيفتك.

الميزة الإضافية لهذا الجهد الثاني أنه يزيد من سعادة زملائك أيضًا، وربما يساعدهم على ترجيح كفة ميزانهم إلى الجانب "المرضي" وما هو أبعد من ذلك.

3) قم بإنشاء مسمى وظيفي جديد في رأسك

ركز بحث داتو ورزيسنيوسكي جزئيًا على مجموعة من موظفي التنظيف في مستشفى. إنها وظيفة قد يفترض غالبية الناس، من دون ممارستها، أنها ستكون غير مرضية. أما تنظيف أحواض السرير والتفاعل مع المرضى ومن يحتضرون، تُعد وظيفة أحلام القليل من الناس.

لكن ما وجدوه أنّ العامل المهم بين أولئك الذين أبلغوا عن إعجابهم بوظيفتهم هو كيفية إعادة صياغتها معرفيًا. كانت مهام العمل نفسها بالنسبة للجميع، لكن من أحبوا ما يقومون به اعتقدوا أنهم يلعبون دورًا حاسمًا في شفاء المرضى. واعتبر أحد العاملين في المستشفى نفسه "سفيرًا".

ولا يتعلّق الأمر فقط بالتفكير بشكل مختلف، لأن لذلك تأثير محدود عندما لا يتغير شيء آخر. لقد أدى التفكير بشكل مختلف إلى تغيير الطريقة التي يؤدون بها المهمة أيضًا.