كيف تعلم طفلك لتكوين صداقات مع أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة؟

منذ 1 سنة 149

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قد يكون تكوين صداقات في بداية الموسم الدراسي بمثابة تجربة يخشاها الأطفال، مثل تراي برزن، وهو طالب في الصف الخامس من مدينة تروي بولاية إلينوي الأمريكية.

ويعاني تراي من اضطراب وراثي واختلافات جسدية، ولا يبادر دائمًا إلى الاقتراب من الأطفال الآخرين، حسبما ذكرته والدته، جاكي برونز.

وقالت: "عادةً ما ينتظرهم (تراي) أن يقتربوا منه. وقد يكون من الصعب على الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة الاقتراب من الأطفال الآخرين، إذ لا يعرفون ما إذا كان سيتم رفضهم أو السخرية منهم بسبب إعاقتهم ".

كيف تعلف طفلك تكوين صداقات مع أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصةتقول جاكي برونز إنه "قد يكون من الصعب على الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة الاقتراب من الأطفال الآخرين".Credit: Courtesy Jackie Bruns

وتعاني نسبة 15% من طلاب المدارس العامة في الولايات المتحدة من تشخيص الإعاقة، والتي تشمل الإعاقات الجسدية، إضافة إلى الإعاقات التعليمية أو الاجتماعية الأقل وضوحًا، وفقًا لتحليل مركز "بيو" للأبحاث لبيانات مكتب الإحصاء الأمريكي.

وتتلقى نسبة 95% من الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة التعليم داخل الفصول الدراسية العادية، ما يعني أن غالبية الأطفال يتفاعلون مع أقرانهم الذين يبدو مختلفين عنهم بشكل منتظم.

فيما يلي بعض الطرق التي يمكن للوالدين من خلالها تشجيع أطفالهم على تكوين صداقات مع شخص يبدو مختلفًا عنهم:

تعليم كيفية عدم وضع الافتراضات

ولتيسير تجربة الدراسة على ابنها، تقوم برونز بتوجية رسالة في بداية كل عام دراسي إلى أولياء الأمور داخل صف ابنها، تشرح فيها أنه يبدو مختلفًا، ولكنه يريد أن يُعامل مثل أي طفل آخر.

وتقول: "أُوضّح أنه يحب القراءة والجري واللعب، والأهم من ذلك كله، تكوين صداقات جديدة".

وتتفق مع هذا النهج الدكتورة كارولين مندل، وهي اختصاصية علم النفس السريري في معهد "تشايلد مايند" في مدينة نيويورك الأمريكية.

وتوضح مندل أنه "يمكن لأولياء الأمور تعليم أطفالهم أن الأمر الأكثر أهمية هو أنه لا يمكننا وضع افتراضات بناءً على مظهر شخص ما أو تصرفاته".

وتابعت: "نحن بحاجة إلى التعرّف على هذا الشخص. وقد تكون الإعاقة جزءًا من هويتهم، ولكنها ليست السمة الوحيدة التي تحدد هويتهم".

وقد ساعدت هذه الإستراتيجية تراي في تكوين صداقات، إذ قالت برونز: "إذا كان بإمكان الشخص الآخر أن يبدأ اللعب أو التحدث إلى شخص من ذوي الإعاقة، فإن ذلك يجعل هذا الشخص يشعر براحة أكبر. وقد لاحظت ذلك في مناسبات عديدة".

تعليم الفضول المهذّب

وربما لا يزال لدى الأطفال أسئلة عندما يلتقون بصديق جديد، ولكنهم يحتاجون دائمًا إلى احترام الآخرين واستخدام عبارات لطيفة. وبدلاً من أن تقول: "ماذا حدث لك؟"، يمكنك أن تقول: "هل تمانع إذا سألتك عن ساقك (الصناعية) أو كرسيك المتحرك"؟

وشرحت مندل أنه "لا بأس في أن تكون فضوليًا، ولكن عليك فعل ذلك باحترام وتجنب لمس الأطراف الصناعية أو الأجهزة المُساعِدة من دون إذن".

وتابعت: "اشرح لطفلك أن طرح سؤال بأدب أمر جيد، ومع ذلك لن يرغب الجميع في الإجابة".

وإذا كانوا يرغبون في مشاركة قصصهم، فاستمع إليهم ودعهم يأخذون زمام المبادرة.

ومن جانبها، قالت ميشيل هو، التي نشأت وهي ترتدي معينات سمعية وتعمل الآن كطبيبة سمع للأطفال، إن الأطفال قد يشاركون حقائق مثيرة للاهتمام وممتعة حول إعاقتهم.

وأوضحت هو: "يمكن أن تكون الإعاقات أمراً رائعاً، كما أن وجود أصدقاء مختلفين أمر ممتع ومثير للاهتمام. وعلى سبيل المثال، يمكن توصيل أدوات السمع وزراعة القوقعة الصناعية بمصدر موسيقى مثل سماعات الرأس".

وأشارت هو إلى "ضرورة تقبّل الإعاقات كونها جزء من الحياة".

وتضيف أن "مجتمع الصم وضعاف السمع مترابط بشكل وثيق، ولكن الصمم له نطاق واسع. وعادةً ما تستخدم مجتمعات الصم لغة الإشارة الأمريكية باعتبارها لغتهم الأساسية. ويمكن للأصحاء تعلّم بعض هذه الإشارات".

وإلى جانب تقبّل الاختلافات الجسدية، قد يتفاعل الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل مختلف عن أقرانهم. ولفتت هو إلى أنه إذا لم يستجب شخص يرتدي معينات سمعية لطفلك على الفور، فلا بأس من محاولة التواصل معه مرة أخرى.

وأوضحت هو: "في كثير من الأحيان، شعرت بأنني مستبعدة من المحادثة، خاصة في الأماكن الصاخبة مثل مقصف المدرسة". وتابعت أنه يمكن طرح سؤال مثل "هل يمكنك سماعي جيدًا"؟

ولفتت هو إلى أن الإشارات البصرية وتكرار السؤال بطريقة مختلفة يمكن أن يساعد الأطفال الذين يستخدمون أجهزة السمع على الاندماج في الحديث، وبالتالي جزءًا من المجموعة.

شرح المهارات الاجتماعية المختلفة

في حين أن بعض الإعاقات قد تكون مرئية، إلا أن بعضها الآخر ليس كذلك. وتوضيح فكرة أن بعض الأشخاص قد يكون لديهم طرق تواصل مختلفة يمكن أن يساعدهم في التعامل مع الطلاب.

وقد يحتاج بعض الأطفال إلى وقت لاستيعاب الدعوة للحديث، لذا فإن منحهم فرصة أخرى للانضمام يخلق بيئة أكثر ترحيبًا للجميع، ويخفف الضغط الاجتماعي.

وأشارت مندل إلى أنه "رغم أنه قد يبدو من الطبيعي أن نقترب من شخص يبدو مشابهًا لنا، إلا أنه يمكننا أن نتعلم شيئًا من الأصدقاء المختلفين".

وتابعت: "قد يواجه الطفل المصاب بالتوحد صعوبة في التواصل البصري أو تبادل الأدوار في المحادثة. وهذا لا يعني أنهم لا يريدون أن يكونوا أصدقاء".