دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تقترب عطلة عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة بسرعة، وبالنسبة للعديد من الأشخاص، توازي الاحتفالات والتجمّعات استهلاك المزيد من المشروبات الكحولية.
وقد تعلّمنا أنّ آثار الكحول على جسم الإنسان ليست جيدة، على أقل تقدير.
وكان هناك 2.6 مليون حالة وفاة بالعالم بسبب استهلاك المشروبات الكحولية في عام 2019، وفق منظمة الصحة العالمية. ويشمل هذا العدد الوفيات الناجمة عن الحالات التي يُسببها استهلاك المشروبات الكحولية، مثل أمراض القلب، وأمراض الكبد، والعديد من أنواع السرطان المختلفة، إضافة إلى الوفيات الناجمة عن عواقب الحوادث التي يسبّبها الكحول مثل السقوط، والغرق، والحوادث المرورية، والانتحار.
وكانت هذه الإحصائية قبل ظهور "كوفيد-19"، عندما أدّى الإجهاد والعزلة الناجمَين عن الجائحة إلى ارتفاع استهلاك المشروبات الكحولية.
أحد الأسباب التي قد تدفع بعض الأشخاص للّجوء إلى استهلاك المشروبات الكحولية لأنها تُعتبر مشروبًا اجتماعيًا.
وقال الدكتور جيسون كيلمر، أستاذ مساعد بالطب النفسي والعلوم السلوكية في جامعة واشنطن، لكبير مراسلي CNN الطبيين الدكتور سانجاي غوبتا، إنّ تجربة مبتكرة أُجريت بمختبر أبحاث الكحول السلوكية في جامعة واشنطن، أظهرت أنّ استهلاك الكحول لا يعزّز التفاعلات الاجتماعية.
وبالنسبة لتجربة الدراسة، قسّم الطلاب المشاركين الذين تبلغ أعمارهم 21 عامًا وما فوق إلى أربع مجموعات. تم إخبار أعضاء إحدى المجموعات بأنهم يتناولون مشروبات تحتوي على الكحول وكان ذلك صحيحا أما المجموعة الثانية فقيل لهم إنهم يتناولون مشروبات خالية من الكحول وكان ذلك صحيحًا.
لكن التغيير جاء من المجموعتين المتبقيتين، أي المجموعة الثالثة التي قيل لها أنها حصلت على مشروبات تحتوي على الكحول لكنها كانت خالية من الكحول، والمجموعة الأخيرة التي قيل أنها حصلت على مشروبات خالية من الكحول لكنها كانت تحتوي على الكحول.
وأوضح كيلمر أن المشاركين في الدراسة الذين تناولوا مشروبات كحولية تلقوا كمية محددة من الكحول، بناءً على الجنس والوزن، التي من شأنها أن تجعلهم يصلون إلى مستوى كحول في الدم بنسبة 0.06%.
وقال: "هذه جرعة كبيرة في مشروب واحد؛ وهذه نسبة تعادل 45% من الحد القانوني، وتكفي لإبقاء شخص ما عند مستوى كحول إيجابي في الدم لمدة أربع ساعات تقريبًا بمجرد وصوله إلى هذه الذروة".
وقد راقب الباحثون تفاعل المجموعات في المختبر لمدة ساعة، وكانت النتائج مفاجئة.
كانت ردود أفعال المشاركين في المجموعتين اللتين تطابقت معتقداتهم مع ما قدّم لهم. وفي المجموعة الأولى، "يبدو الأمر وكأنهم مجموعة من طلاب الجامعات يشربون: يزداد حجم المجموعة، ويتفاعل الناس أكثر بكثير"، وفقا لكيلمر.
وكانت المجموعة الثانية أكثر هدوءًا إذ تفاعلوا بشكل أدنى بكثير. وفي أفضل الأحوال، تبدو وكأنها مجموعة من الطلاب الذين لا يعرفون بعضهم.
وأشار كيلمر إلى أن "النتائج الرائدة" كانت مع المجموعتين التاليتين.
بالنسبة لمن اعتقدوا أنهم يستهلكون مشروبات كحولية، بدت ديناميكية المجموعة نشطة للغاية، وفقًا لكيلمر. وقال: "زاد حجم المجموعة، وتفاعلوا مع بعضهم أكثر بكثير. وقد أبلغ بعض الأشخاص عن شعورهم بتأثيرات جسدية".
أما المجموعة الرابعة، التي تضم أشخاصاً اعتقدوا أنهم استهلكوا مشروبات خالية من الكحول، فقد افتقرت جلستهم إلى التفاعلات الاجتماعية. ولفت كيلمر إلى أنهم "استهلكوا الكحول (لكن) لم يحدث أي من هذه التفاعلات الاجتماعية".
وأشار كيلمر إلى أنه بحلول الدقيقة الأربعين، عندما بدأت التأثيرات الجسدية للكحول فإن المشاركين في المجموعة الرابعة قالوا إن ذلك يُعزى إلى أسباب أخرى، مثل عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم.
أما بالنسبة لجميع الفوائد الاجتماعية، فقال كيلمر: "إنها لا تأتي من الكحول في المقام الأول"، مشيرا إل أنه ربما يكون من الممتع حقًا الخروج مع الأصدقاء، بعيدًا عن أجواء العمل أو الدراسة.
وقد يظل بعض الأشخاص مترددين في التخلي عن كأس النبيذ أو زجاجة البيرة. لكنّ كيلمر يقدم لهم خمس نصائح لتقليل أضرار استهلاك الكحول
قلّل أو قم برفض المشروب الكحولي
وقال لـCNN: "بالتأكيد، إذا كان شخص ما يحاول تجنب أي آثار غير مرغوب فيها، فقد يكون اختيار خيار خالٍ من الكحول المسار الأفضل".
وإذا اتخذت قرار شرب الكحول، اقترح كيلمر تقليل أثر الكحول بالتناوب بين كل مشروب كحولي وكوب من الماء. وأشار إلى أن "ذلك سيساعد على تنظيم وتيرة تناول الكحول وكذلك إعادة ترطيب الجسم".
وأضاف أن إعادة ترطيب الجسم ستقلّل من فرص إصابتك بالصداع في اليوم التالي.
لا تشرب الكحول على معدة فارغة
تتمثّل الحكمة السائدة بتناول الطعام قبل أو أثناء الشرب.
وقال كيلمر: "عندما نشرب الكحول على معدة فارغة، يتم امتصاص الكحول بشكل أسرع في مجرى الدم (ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تركيز أعلى للكحول في الدم) . وسيؤدي الطعام إلى إبطاء امتصاص الكحول في مجرى الدم".
احسب عدد الحصص.. وليس الكؤوس
أوصى كيلمر بتتبع عدد المشروبات "القياسية" التي تستهلكها، وليس فقط عدد الكؤوس الفارغة على الطاولة.
وقال: "قد يأتي مشروب مخلوط مع جرعتين محددتين من الكحول القوي في كوب واحد، لكن الجسم يعامله كمشروبين قياسيين".
احذر من المشروبات ذات الفقاعات
أشار كيلمر إلى أنه يجب أن تكون على دراية بدور الفوران في المشروب.
وقال: "كلما كان المشروب غازي أكثر، كلما تم امتصاصه بسرعة أكبر".
ولفت إلى أن الأمر ذاته ينطبق على المشروبات الغازية المختلطة.
ابق عيناك على مشروبك
يجب أن تكون لى دراية بما يحتويه كأسك.
وقال كيلمر: "إذا كنت تحاول حقًا تقليل المخاطر أو الأضرار، فلا تقبل مشروبًا إذا كنت لا تعرف ما هو محتواه"، مشيرًا إلى أن مشروبًا واحدًا "قد يعادل مشروبًا أقوى بكثير" إذا كان يحتوي على أكثر من الحصة القياسية من الكحول.
وأضاف أنه من المهم أيضًا عدم ترك مشروبك من دون مراقبة، إذ من الممكن أن يحاول شخص ما إضافة عنصر دخيل إلى مشروب شخص آخر غير مراقب".
نصائح إضافية
ولدى كيلمر نصيحتان جديرتان بالذكر:
الأولى: "اتخذ خطوات لوضع خطة نقل آمنة، إذا كنت تنوي الشرب".
الثانية: كُنْ على دراية بخلط الكحول بمواد أخرى.
ولفت أخيرًا إلى أنه "من المهم على الولايات التي شرّعت استخدام القنب، أن تحرص على عدم استخدام الكحول والقنب معًا كي لا يتداخل تأثيرهما".