كيف تبقى على قيد الحياة وسط عاصفة ثلجية؟

منذ 10 أشهر 131

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- من البديهيّ توقّع طقس شتوي قاس خلال شهر يناير/ كانون الثاني. وهذا ما حدث في الأيام الأولى منه خلال عام 2024، إذ هدّدت عاصفة شتوية مخيفة، كانت مصحوبة ببعض العواصف الثلجية الخطيرة المحتملة في بعض المناطق، جزءًا كبيرًا من وسط وشرق الولايات المتحدة.

لذا، من المهم معرفة كيفية التصرّف عندما تجد نفسك عالقًا وسط هذا النوع من العواصف الشتوية، وكيفية تجنّبها والاستعداد لها، وما عليك فعله عند مواجهة أسوأ السيناريوهات.

ما هي العاصفة الثلجية؟ ولماذا تُعتبر غاية بالخطورة؟

عواصف ثلجية

أولاً، تقنيًا، لا تصنّف كل عاصفة شتوية بعاصفة ثلجية. وبحسب هيئة الأرصاد الجوية الوطنية في أمريكا، يجب أن تتسبب العاصفة الثلجية بكميات كبيرة من تساقط الثلوج أو رياح عاتية تنفث الثلوج، ورياح تزيد سرعتها عن 35 ميلاً في الساعة (56 كيلومترًا/ساعة)، ورؤية تقل عن ربع ميل (0.4 كم) لمدة ثلاث ساعات في الحد الأدنى. 

ولا تتساقط الثلوج في العاصفة الثلجية الأرضية، بل تأتي على شكل هبوب رياح في محيط الثلج الذي تساقط قبل بدء العاصفة الثلجية.

قد يشكل أي نظام طقس تقل فيه درجات الحرارة عن درجة التجمد، بالتوازي مع تساقط الثلج وتكوّن الجليد، خطرًا على السلامة. ومع ذلك، تُعتبر العواصف الثلجية إحدى أخطر أنواع العواصف الشتوية.

وقال مايكل موتشيلي خبير الأرصاد الجوية لدى الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، التابعة لخدمة الطقس الوطنية (NWS)، في مقابلة مع CNN، إنها لا تؤدي فقط إلى "ظروف قيادة محفوفة بالمخاطر في ظل انخفاض الرؤية، والطرق المغطاة بالثلوج، لكنها قد تربك أي شخص يمشي أو يقود السيارة، ما يؤدي إلى عدم معرفة الشخص أين هو أو إلى أين يتجه". 

وأوضح أنه "في كثير من الأحيان، يمكن للرياح القوية، ودرجات الحرارة الباردة المرتبطة بالعواصف الثلجية أن تنتج قشعريرة رياح خطيرة، ما قد يؤدي إلى انخفاض حرارة الجسم وقضمة الصقيع، خصوصًا إذا بقي الشخص في الخارج لفترات طويلة".

خط الدفاع الأول

عواصف ثلجية Credit: Ben Hasty/MediaNews Group/Reading Eagle/Getty Images

الاطلاع وتفادي الظروف القاسية هما من أفضل الأسلحة المضادة للعواصف الثلجية وغيرها من الأحوال الجوية السيئة خلال فصل الشتاء.

وقال موتشيلي: "إذا كنت تنوي القيام برحلة برية، تحقّق بداية من أحوال الطقس قبل أسبوع تقريبًا من رحلتك، ثم يوميًا عندما تصبح توقعات الطقس أكثر دقة". وتابع أنه "في حال كانت الظروف الجوية غير مؤاتية، فعليك وضع خطط بديلة لرحلة سفرك". 

كما لفت موتشيلي إلى أهمية التحقق من الظروف على طول المسار، وليس فقط نقاط البداية والنهاية، خصوصًا إذا كنت ستعبر ممرات جبلية شاهقة. 

في الإطار عينه حثّت بيث برات، المديرة التنفيذية الإقليمية للاتحاد الوطني للحياة البرية في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، على التحقق من التوقعات إذا كنت ستذهب للتنزه أو التخييم. 

وأشارت إلى أن الاطلاع على التوقعات ضروري حتى صيفًا، في بعض المناطق حين لا تكون مستعدًا لأي نوع من العواصف كما في فصلي الخريف والشتاء. 

أين تحدث العواصف الثلجية؟ 

عواصف ثلجية Credit: Yuri Kadobnov/AFP/Getty Images

القليل من المعرفة الجغرافية والمناخية يساعد أيضًا.

أوضح موتشيلي أن "العواصف الثلجية أكثر شيوعًا في الغرب الأوسط العلوي والسهول الكبرى في الولايات المتحدة، لكنها تحدث في غالبية مناطق البلاد، باستثناء ساحل الخليج، وساحل كاليفورنيا". أما في أماكن أخرى من العالم، ستواجهها في أغلب الأحيان في روسيا، ووسط وشمال شرق آسيا (ضمنًا الصين)، وشمال أوروبا، وكندا، والقارة القطبية الجنوبية.

وتجدر الإشارة إلى أنّ العواصف الثلجية ليست حدثًا شتويًا فقط، بل قد تحدث في أماكن ترتبط عادةً بالطقس الحار.

وضربت عاصفة ثلجية إيران في عام 1972، وتسببت بمقتل آلاف الأشخاص. وتوفي أربعة أشخاص على الأقل في إسبانيا مطلع عام 2021، في عاصفة ثلجية نادرة. وتعرضت أجزاء من ألاباما الداخلية، وجورجيا، وكارولينا الشمالية، لظروف عاصفة ثلجية بعاصفة القرن في عام 1993.

الملابس المناسبة

يعد امتلاك الملابس المناسبة أمرًا بالغ الأهمية إذا كانت وجهتك مكانًا معرّضًا للعواصف الثلجية وغيرها من عواصف الطقس البارد.

وبحسب ما ذكره الصليب الأحمر الأمريكي، فإنه يجب  ارتداء ملابس ذات طبقات، وقفازات، وقبعة. ويجب أن تكون الملابس الخارجية منسوجة بإحكام وطاردة للماء. وستحافظ القفازات والقبعة على حرارة الجسم.

وأشارت حكومة ولاية مينيسوتا الأمريكية إلى سبب آخر لارتداء طبقات: قد تحتاج إلى إزالة طبقة أو اثنتين لتجنب ارتفاع درجة الحرارة، والتعرق أكثر من اللازم ومن ثم الشعور بالبرودة. 

إذا كنت بالخارج، ينصح الصليب الأحمر أيضًا بتغطية فمك لحماية رئتيك من الهواء شديد البرودة، وعدم استنشاق أنفاسًا عميقة من الهواء البارد، والتحدث بأقل قدر ممكن.

رحلات برية

عواصف ثلجية Credit: Michael Loccisano/Getty Images

تأكد من أن مجموعة أدوات السلامة الكاملة بحوزتك قبل الخروج. وبحسب ما ذكره موتشيلي تشمل المجموعة، العناصر التالية:

  • بطانية النجاة
  • ملح الطريق ومجرفة
  • مكشطة
  • كابلات العبور
  • ماء للشرب
  • عدّة تصليح
  • مصباح يدوي ومشاعل الطرق
  • شاحن للهاتف الخليوي

يجب عليك أيضًا ملء سائل المساحات والتحقق من ضغط الإطارات، ومداس الإطار، والزيت قبل المغادرة، والتأكد من أن هاتفك مشحون بالكامل.

ماذا لو واجهت طقسًا شتويًا سيئًا؟

قال موتشيلي: "إذا أصبح الطقس شديد القسوة بحيث يستحيل الاستمرار بالقيادة، توقف، وإذا أمكن، انقل سيارتك إلى أقرب محطة وقود أو فندق هربًا من العاصفة". لا تتجول حول الحواجز في الطرق المغلقة.

ماذا لو علقت سيارتك في الثلج؟

إذا كانت الظروف آمنة بما فيه الكفاية، يمكنك "محاولة الجرف حول إطارات سيارتك، وإلقاء الرمل أو الملح الصخري، أو الأوساخ أو الورق المقوى، أو فضلات القطط، لمنح سيارتك المزيد من  قوة الدفع. إذا لم ينجح ذلك، اطلب المساعدة أو خدمات الطوارئ.

وأشار موتشيلي إلى أنه "يجب البقاء داخل سيارتك باستثناء الفترة الضرورية لإنارة مشاعل الطرق، أو وضع قطعة قماش ملونة تدل إليك. اتصل بخدمات الطوارئ وزودها بأكبر قدر ممكن من المعلومات عن حالتك".

الرحلات الخارجية

سواء كنت تقوم بالتخييم، أو المشي لمسافات طويلة، أو التزلج في الريف، أو أي أنواع أخرى مماثلة من الأنشطة الخارجية، فاحمل معدات السلامة الصحيحة.

ولفت موتشيلي إلى أنها تشمل ما يلي:

  • الأحذية المناسبة
  • كمية كافية من الماء والطعام
  • كشاف أمامي وولاعة
  • صفارة
  • مجموعة الإسعافات الأولية
  • خريطة أو أدوات الملاحة الأخرى
  • جهاز إرسال واستقبال لنقل موقعك في حالة تمت محاصرتك في انهيار جليدي
  • مسبار لتحديد موقعك الدقيق
  • مجرفة للحفر
  • حزمة وسائد هوائية لزيادة فرص بقائك بالقرب من سطح الانهيار الجليدي.

وقال: "لا تتنزه أو تتزلج بمفردك أبدًا وتأكد من أنّ شخصًا ما يعرف إلى أين تتوجّه".

إذا علقت بمنتجع تزلج..

عواصف ثلجية Credit: Tom Pennington/Getty Images North America/Getty Images

قال ريك شاندلر، مدير البرنامج الوطني لفريق السلامة في "National Ski Patrol"، إن الأشخاص الذين يستمتعون بيوم (أو ليلة) في منتجع للتزلج، عليهم التحقق من توقعات الطقس المحلية قبل التوجه إلى المنحدرات.

وحذّر المتزلجين من عدم السماح لتذكرة المصعد الباهظة بالتأثير على حكمهم.

وأوضح: "يريد الناس الإستفادة للحد الأقصى من تذاكر المصعد الخاصة بهم ما يبعدهم عن المنطق السليم" عندما تقترب العواصف الثلجية، أو الضباب الكثيف، أو أي طقس سيء آخر.

واقترح حمل ما يلي على المنحدرات:

  • هاتف محمول مشحون بالكامل في الجيب الداخلي. يمكن للبرد أن يستنزف البطارية بسرعة إذا كانت في جيب خارجي. احصل على رقم دورية التزلج في المنتجع قبل الخروج وأضفه إلى هاتفك.
  • صفارة لأنها أفضل من الصراخ إذا كنت في الأسفل، وتحتاج إلى دورية التزلج للعثور عليك.
  • بطانية كبيرة مصنوعة من مادة مايلر، وهي غير مكلفة وسهلة الحمل ويمكن أن تبقيك أكثر دفئًا، ويسهل اكتشافها إذا تقطعت بك السبل.

أسوأ السيناريوهات

ماذا لو انتهى بك الأمر باختبار أحد أسوأ السيناريوهات؟ هناك أمران عليك التركيز عليهما: البقاء دافئًا والبقاء بلا حركة"، بحسب ما ذكره بات.

 نصائح إضافية من خدمة الطقس الوطنية في أمريكا:

  • حاول العثور على مأوى: حاول أيضًا أن تظل جافًا وتغطي جسمك بالكامل.
  • لم تعثر على مأوى؟ حاول إنشاء كهف مائل أو مصد للرياح أو كهف ثلجي للحماية من الرياح. وحاول إشعال النار. إذا كان هناك صخور قريبة، ضعها حول النار للاحتفاظ بالحرارة. تقول منظمة "Global Rescue" أنه حتى فروع الأشجار المنخفضة يمكن أن توفر بعض الحماية.
  • عليك إذابة الثلج لمياه الشرب لأن تناول الثلج غير المذاب سيخفض من درجة حرارة جسمك.
  • التمرين الاستراتيجي: من وقت لآخر، حرك ذراعيك وساقيك وأصابع يديك وقدميك للحفاظ على ضخ الدم والبقاء دافئًا، إنما من دون مبالغة. وورد على موقع خدمة الطقس الوطنية الإلكتروني أن "الإجهاد الناتج عن البرد والعمل الشاق قد يسبب نوبة قلبية، لأن التعرق قد يسبب البرد وبالتالي انخفاض حرارة الجسم".