كيف بدا أبعد نجم اكتُشف على الإطلاق بحسب صور تلسكوب "جيمس ويب"؟

منذ 1 سنة 179

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- استخدم علماء الفلك تلسكوب "جيمس ويب" الفضائي لمراقبة "إيرندل"، أبعد نجم اكتُشف على الإطلاق.

ويُعد نجم "إيرندل" بعيدًا لدرجة أن الضوء النجمي الذي رصده تلسكوب ويب قد أُطلق في أول مليار عام من عمر الكون.

ويُقدر عمر الكون بحوالي 13.8 مليار عام.

وتشير التقديرات السابقة إلى أن النجم يبعد عن الأرض بمقدار 12.9 مليار سنة ضوئية، ولكن بالنظر إلى توسّع الكون والوقت الذي قطعه الضوء للوصول إلينا، يعتقد علماء الفلك أن "إيرندل" يبعد حاليًا 28 مليار سنة ضوئية.

واشتق اسم النجم "إيرندل" من كلمات اللغة الإنجليزية القديمة، التي تعني "نجمة الصباح" أو "الضوء الصاعد". واكتشف تلسكوب "هابل" الفضائي نجم "إيرنديل" لأول مرة في عام 2022.

كشفت ملاحظات "ويب" عن صور جديدة مذهلة للنجم البعيد.

"إيرينديل"، نجم ضخم من النوع B يزيد سطوعه عن شمسنا بحوالي مليون مرة، وأكثر سخونة بمرتين.

ويقع النجم في مجرة قوس الشروق وفي الإمكان رؤيته فقط نظرًا لأن عنقود مجري ضخم يسمى WHL0137-08، أي مجموعة مجرات موجودة بين الأرض و"إيرندل"، ساهمت في تضخيم ضوء النجم البعيد.

وتسمى هذه الظاهرة بعدسة الجاذبية التي تحدث عندما تعمل الأجسام الأقرب مثل العدسة المكبرة للأجسام البعيدة. تعمل الجاذبية بشكل أساسي على تشويه وتضخيم ضوء المجرات الخلفية البعيدة. في هذه الحالة، كثفت مجموعة المجرات ضوء نجم "إيرندل" آلاف المرات.

عادةً ما تحتوي النجوم الضخمة مثل "إيرندل" على نجوم مصاحبة، وفيما لم يتوقّع علماء الفلك القدرة على اكتشاف أحدها، تشير الألوان التي اكتشفها تلسكوب "جيمس ويب" إلى احتمال وجود نجم أحمر مرافق.

نجم إيرندلتُظهر صورة التقطها تليسكوب "جيمس ويب" مجموعة مجرات ضخمة تسمى WHL0137-08، ولجهة اليمين تظهر أكبر مجرة مكبّرة معروفة في أول مليار سنة من عمر الكون أطلق عليها اسم قوس الشروق.Credit: NASA/ESA/CSA

قدرات "ويب" على التطلع إلى الكون البعيد والمراقبة بالضوء تحت الأحمر الذي لا يُرى بالعين المجردة، كشفت كذلك عن تفاصيل في مجرة قوس الشروق. ورصد المرصد الفضائي مناطق ولادة النجوم وتجمعات صغيرة من النجوم.

يستمر الفلكيون في تحليل البيانات من مراقبة "ويب" لتحديد المسافة الدقيقة لمجرة قوس الشروق.

تعد دراسة النجوم والمجرات البعيدة للغاية التي نشأت بالقرب من الانفجار العظيم قادرة على سد الفجوات التي يمتلكها علماء الفلك حول الأيام الأولى للكون، وتُقدم لمحة عما كانت تبدو عليه مجرتنا درب التبانة منذ مليارات السنين.

قدرة "ويب" على دراسة جسم بهذا البعد والصغر تعتبر مشجعة للفلكيين. قد يكون من الممكن في النهاية رصد أول نجوم ولدت من عناصر خام مثل الهيدروجين والهيليوم، مباشرة بعد ولادة الكون.