كيف أتخلص من هذا الشعور؟

منذ 1 سنة 239

كيف أتخلص من هذا الشعور؟


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/5/2023 ميلادي - 19/10/1444 هجري

الزيارات: 21



السؤال:

الملخص:

فتاة مراهقة تراودها وساوس مزعجة، تصور لها أنها تصطنع أقوالها وأفعالها، وأنها تنحو نحوًا على غير طبيعتها، وتسأل: ما سبيل الخلاص من هذه الأفكار؟

التفاصيل:

أنا فتاة مراهقة، تراودني أفكار مزعجة، لا أدري إن كانت وسواسًا أم شعورًا أم أفكارًا، فقد أصابتني عدة وساوس من قبل؛ كالخوف من العمى، والخوف من الكفر والشرك ... أشعر أنني أصطنع أفعالي، ولا أتصرف على طبيعتي، فإذا أردت قول شيء أو فعل شيء، قالت لي نفسي: هل هذا فعلًا ما تودين قوله أو فعله؟ فكيف أتخلص من هذا الشعور المزعج؟ ولقد بحثت عن الحل، ووجدت أنه لا بد من تجاهل الفكرة الوسواسية تمامًا، وإثبات خطئها، وأنا لا أعلم هل هذا وسواس أصلًا؟ أريد حلًّا.

الجواب:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد ابنتي الطيبة:

فأنتِ زهرة جميلة تتفتح على الدنيا والحياة، والفكر والشعور والعقل، أنتِ تريدين ابتلاع كل شيء جرعة واحدة، وذلك يُحدِث لكِ ربكة شعورية هي سببُ ما تشعرين به من وسواس وأفكار متقلبة ومتناقضة في وقت واحد، تحبين وتكرهين في الوقت نفسه، تفرحين وتحزنين في آن واحد، ينمو في قلبكِ الحماس والدين والحب، ثم ينمو ضدهم جميعًا، دائمًا لا أحد يفهمكِ، ودائمًا أنتِ وحيدة، والآخرون دائمًا يفسرون سلوككِ ومشاعركِ عكس ما تقصدين، أهلكِ أغلى ما عندكِ ثم هم سبب حزنكِ ومشاكلكِ، كل ذلك من مظاهر النمو في ذلك العمر، والذكي من وجَّه هذه الانفعالات توجيهًا صحيحًا في تنمية قدراته، وتطوير معارفه، وتعلم الأشياء الجديدة، وحفظ ما استطاع من القرآن والحديث والشعر.

سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تعامل مع هذه الانفعالات بذكاء بارع، وهداية من ربٍّ كريم حكيم؛ فقد ولَّى سيدنا أسامة بن زيد إمارة الجيش وهو في سن السابعة عشرة؛ ليستخدم هذه الانفعالات في تنمية الشجاعة والإقدام، ومخالطة الكبار، والقدرة على اتخاذ القرار، وحسن الاستماع للمشورة.

فعليكِ أنتِ أيضًا أن تتعلمي من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنتِ طبيبة نفسكِ، وجهي انفعالاتكِ وطاقتكِ التوجيه السليم، اخلقي صداقاتٍ نافعة، أقيمي علاقات مع معلماتكِ، اقرئي، تجاهلي كل شعور يفسد عليكِ واقعكِ، انشغلي بعمل طوال الوقت، لا تجلسي في عزلة كثيرًا، حسِّني علاقتكِ بإخوتكِ ووالديكِ، واجعلي بينكما حوارًا وضحكًا ومشورة، وإليكِ بعض الخطوات الهامة جدًّا جدًّا في علاج حالتكِ تحديدًا:

أولًا: قوِّي عقيدتك، اسمعي سلسلة كاملة في العقيدة لأحد العلماء، كل يوم مقطع، سيثبت ذلك في قلبكِ ووجدانكِ أن كل شيء بقدر، وأن كل قدر خير، ومن ثَمَّ فلن تخافي من شيء؛ فالله الرحمن الرحيم العليم الخبير هو من يدبر لكِ كل شيء، فإن رأيتِ أقداركِ خيرًا حمدت الله، وإن رأيتِها شرًّا صبرتِ وفزتِ بالأجر.

ثانيًا: زكِّي عينكِ بمطالعة القرآن، وسَلِي الله العافية؛ فيذهب عنكِ وسواس العمى هذا، حفظكِ الله.

ثالثًا: احرصي على أذكار الصباح والمساء كحرصكِ على الحياة؛ فهي تصنع هالة من النور حول الإنسان، وتحميه من الشيطان والوسواس.

رابعًا: اقرئي الرقية الشرعية من القرآن ومن السنة (موجودة على الشبكة)، ولو مرة في الأسبوع، وامسحي على رأسكِ ووجهكِ وكامل جسدكِ.

خامسًا: أكْثِري من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، واقرئي الفاتحة كل يوم عشر مرات على الأقل، وكذا المعوذات.

سادسًا: توكلي على الله، ناجيه في المساء، سَلِيه في عليائه دائمًا: (اللهم اكفني شر نفسي وشر الناس).

مَن ملأ قلبه بالله، استراح وطرد كل هواجس نفسه وشيطانه.